ألم تَرّ إلى الذين تخرجوا من الحقوق زُرَافَاتٍ ووحدانا، وقضوا بين الخُصوم صُماً وعُميانا، وإذا نَدُر من بينهم جهبذا، وما هو بجهبذ، رأيته أسير وسائل الإعلام ، ليشار له بالبنان، بأنه فلتة الزمان، وتالله ما وفىَ القضاء حق وفائه.. إلا أُنَاس عظَمُوا الشريعة حباً لها، واستبسلوا من أجلها، وعضوا بنواجذهم على أركانها، وقضوا نحبهم تحت لوائها..
من أروقة الخالدين في فضاء القضاء، نخصفُ هذه الورقة النضرة الفيحاء، لرجل راسخ السيرة، شامخ السيرورة، ما لجّ سبيلاً إلا وأحرز فيه معالي الشرف، وما قدّ طريقاً إلا وتبوأ فيه مقاليد الرفعة…
وأجدرُ فيومي نال المطالب، هذا الذي اسمه صوفي أبوطالب……
أنبلُ عَلمٍ خرج من رحم الفيوم من لدن حمد الباسل، ورجل الفيوم الأول زُهاء نصف قرن من الزمن…
تضج بأحرفه صروح التعليم والمتعلمين، وتشرءب لعلمه جحافل القضاة والحقوقيين، وتتقزم لهامته أرتال الأكاديميين، وتفخر بكينونته مصر أبد الأبدين..
له أيادٍ وضاءة وأمجادٍ براقة.. مذ صعوده أول درجة في سلم دراسة الحقوق، إلى حيث أقصى الدرجات، رئيس مصر عشية اغتيال السادات….
وأما عن عنوان الدكتور صوفي أبوطالب المُصطلح عليه في وجدان التاريخ المُعاصر” فهو :
الإنسان، المؤلف، المُنظر والمُناظر، الحقوقي، المشرع الإسلامي، الأكاديمي، السياسي، البرلماني، مؤسس جامعة الفيوم… رئيس جامعة القاهرة ، رئيس مجلس الشعب ، رئيس جمهورية مصر… …
قضى تحت ألوية الصروح القضائية في مصر وخارجها وطرا، لكنه لم يبغ عن الشريعة الغراء عوجا، فجعل الشريعة الإسلامية مصدراً رسمياً للدستور المصري، بجهود مباركة ثمنتها كفاحاته ونبراته….
وحريٌ بمثله مخاض الأعزة، لعلو سنام الأزهر وتَشعُب فروعه وتَجَذُر أصوله….. وبينما كان ولا يزال غيره يغطون في علمانيتهم بوشاح القانون الفرنسي تبختراً وتنطعاً…..
ألفَ في الشريعة وفي أصول الفقه وفي القانون الروماني، وفي الاجتماع، ونال أرفع الأوسمة من مصر وغيرها…
حاز على وسام جوقة من فرنسا عام 1971م..
ونال وسام الجمهورية من السودان 1980م..
وكوفيء بوسام النيل من مصر 1983م….
وبينما هو في ماليزيا في فبراير 2008م، إذ عاجلته المنية، ليلقى الله على أحسن ما يرجوا المرء،،، رسالة تامة في أجل جوانب العلم…
وشامة وهامة في العمل العام والتطوعي والبرلماني والسياسي…
وأمانة جادة في كل ميثاق تفوه به، طالباً أو أستاذاً أو مسؤولاً متنوع المناصب، متعدد الحقائب،،
رحم الله صوفي أبوطالب جم المناقب …….