في غمار الحرب العالمية الثانية، وتحت سطوة الألمان على الإتحاد السوفيتي، اختبأ بوتين عن مسرح القتال، حتى لا تُصيبه ضربات الجيش الألماني، فمكث غير بعيد ثم عاد إلى المنطقة التي يوجد بها منزله للاطمئنان على زوجته، فهَالهُ ذلك المشهد الحزين، لشاحنة عسكرية تحمل جُثَثاً هائلة، يريدون أن يدفنوهم في مقبرة جماعية، فلما اقترب بوتين من الشاحنة متوجساً، رأى عن كثب حذاء في قدم إحدى الضحايا، فلما تيقن أنها زوجته، طلب أن يدفنها في مقبرة بمعرفته، فإذا به يسمع أنينها وهي تَتَنفس، فنقلها إلى المستشفى لتتعالج ، فلما قدر الله لها التعافي، قدر لها كذلك أن تُنجب ابنها فلاديمير، الذي صار بعد ذلك رئيساً لجمهورية روسيا الاتحادية بين ٢٠٠٠ _ ٢٠٠٨ م ومن ٢٠١٢م إلى الآن، والذي يمتطي صهوة الميدان السياسي العالمي، وتشرءب له أعناق الساسة حُلفاء وخصوماً ….
تذكرني هذه القصة بقصتين كنت قد سقتهما في مقال واحد، عن عبدالرحمن بن معاوية الداخل ( صقر قريش ) الوحيد الذي نجا من مذبحة العباسيين للأمويين في الشرق، ليؤسس الإمارة الأموية بالأندلس في الغرب، والآخر قطز الوحيد الذي بقى من بيت خوارزم، عندما استرقه الجيش التتري إذ كان صبيا، فباعوه في بلاد الشام، ثم في مصر فوقع في يد الصالح نجم الدين أيوب، أخر سلاطين الدولة الأيوبية، فصار لاحقاً ثاني حكام المماليك، بعد عز الدين أيبك، وجعل الله على يديه نهاية التتريين للأبد، بعد أن استأصل شأفتهم في عين جالوت ١٢٦٠م..