كتب – عادل ابراهيم
انطلق في دبي، مؤتمر الدكتور سليمان الحبيب الأول للخصوبة وصحة المرأة، بحضور ومشاركة أكثر من 300 طبيب متخصص، وعدد من الخبراء والممارسين، من داخل الدولة وخارجها، لمناقشة أثر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في المساعدة الطبية على الإنجاب، إضافة إلى أبرز المستجدات العالمية في هذا الشأن.
تضمن المؤتمر، مجموعة متنوعة من الجلسات، وورش العمل، والعروض التقديمية الرئيسية لأبرز الأطباء المختصين في مجال الإخصاب وصحة المرأة، تم خلالها طرح أبرز المستجدات والابتكارات العالمية التي أحدثت طفرة كبيرة في هذا التخصص الدقيق.
وقالت رئيس المؤتمر، رئيس قسم أطفال الأنابيب، استشاري أمراض النساء والطب الإنجابي، في مركز الدكتور سليمان الحبيب للخصوبة بدبي الدكتورة بهيرة الجيوشي، إن المؤتمر يهدف إلى مناقشة أهم المستجدات العالمية في مجال الخصوبة وصحة المرأة، والتحديات والحلول، وأهم العلاجات المبتكرة في هذا التخصص، وأثر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في توفير الوقت والجهد وإعطاء نتائج أكثر دقة في التشخيص والعلاج وتحقيق نسب نجاح أعلى.
وذكرت أن أهم الموضوعات التي يركز عليها المؤتمر في تأثير الذكاء الاصطناعي على علاجات الخصوبة، وأبرز التقنيات المستخدمة لتحسين نتائج الخصوبة عند الرجل والمرأة، لمساعدة الأزواج في تكوين الأسرة، مشيرة إلى أنه تم استخدام الذكاء الاصطناعي في اختيار الحيوانات المنوية الأنسب والأفضل لتخصيب البويضة.
وتابعت “بخصوص استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الخصوبة عند النساء، فقد عززت هذه التقنيات المبتكرة إمكانية قياس مخزون المبيض كله، والبويضات الموجودة فيه في ثوان معدودة، كذلك إمكانية اختيار أي من الحويصلات التي يمكن استخراج بويضات صالحة للإخصاب منها، كذلك ساعدت على إحداث طفرة في إمكانية اختيار الجنين من خلال جهاز متطور يقوم بتصوير الأجنة كل 10 دقائق، وإعطاء تقرير مفصل عنها، ومن ثم تحديد الجنين الأنسب والأفضل بينها، الذي سيساعد على إحداث الحمل والولادة في النهاية”.
وأضافت الدكتورة بهيرة أن الذكاء الاصطناعي ساعد أيضاَ على تحديد واختيار نوعية الأدوية والجرعة الأنسب منها، التي تساعد بشكل أفضل في حدوث الحمل بدقة متناهية .
وأكدت إن أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في المساعدة الطبية على الإنجاب متوفرة حالياً داخل المعامل، تستخدم في عمليات اختيار الأجنة، بدقة عالية جداً بدلاً عن الاعتماد على الجهد البشري سابقاً، الذي كان يقدم آراء متباينة ومختلفة أحياناً، كذلك أصبح يساهم بشكل كبير في علاج العقم عند الرجال والنساء، من خلال تحليل السائل المنوي، ومخزون المبيض، واختيار نوع الدواء والجرعات، وكم البويضات، وجودتها وعدد الأجنة وصلاحيتها، وصولاً إلى اختيار الجنين الذي يؤدي إلى حمل ناجح.
من جهته أضاف مدير مختبر أطفال الأنابيب في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب في دبي، الدكتور روبير بدر إن المؤتمر سلط الضوء على أهمية الدور الذي يقوم به أخصائي علم الأجنة في نجاح عمليات أطفال الأنابيب، وتم تخصيص جزء كبير من المؤتمر للمناقشات وورش العمل التطبيقية لهم حول أحدث التقنيات خصوصا المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في هذا المجال.
بدوره قال الدكتور سيرج مطر، استشاري الإخصاب وتأخر الحمل في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بدبي، أن المؤتمر أكد على أن علاجات الخصوبة، ومشاكل العقم وتأخر الإنجاب، ليست مرتبطة فقط بالنساء، وإنما مرتبطة أيضاً بالرجال، مشيراً إلى أن إحدى الحلقات النقاشية بالمؤتمر جمعت عدد من الخبراء والمختصين تحدثوا خلالها عن دور العمليات الجراحية في استئصال الحيوانات المنوية من الخصية، ودور الهرمونات على تحريض إفراز الحيوانات المنوية عند الرجال ممن يعانون من الضعف فيها.
وتابع الدكتور سيرج، أن المؤتمر ناقش أيضاَ تقنية جديدة مبتكرة، هي تقنية تجميد أنسجة البويضات، وهي تقنية لم تستخدم بعد في منطقة الشرق الأوسط، وهي تمكن النساء الغير قادرات على تناول الهرمونات لأي سبب من الحمل، من يعانون من أي مرض يمنعهم حالياً من الحمل، حيث يعاد لاحقاً زرع هذه الأنسجة مرة أخرى لديها عندما تفكر في الحمل، عند ملائمة ظروفها الخاصة.
أقيمت على هامش المؤتمر، ورش عمل تدريبية شارك فيها عدد من الأطباء وأخصائي علم الأجنة، على أحدث التقنيات المستخدمة في المساعدة الطبية على الإنجاب، وأطفال الأنابيب .