نشاهد ما تقدمه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية من أعمالٍ تُعد رائدةً في إخراجها ومضمونها؛ حيث تتناول قضايا متعددة وموضوعات متنوعة تستهدف تزويد الفرد بصورةٍ ذهنيةٍ صحيحةٍ عمّا يدور حوله من أحداثٍ وتطوراتٍ على الساحة المحلية، أو الإقليمية، أو الدولية، وهذا بالطبع يساعد في بناء وتشكيل وعي الأفراد تشكيلًا سليمًا يحقق لهم الحماية اللازمة من الأفكار المستوردة المغرضة الهدامة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ محتوى تلك الدراما يدعو إلى السلوك المجتمعي الحميد ويعضده، ويعمل على إكساب الفرد خبراتٍ مليئةٍ بالمعرفة والممارسة، تزيد من فاعليته وتكيفه مع مجتمعه.
وما تقدمه المتحدة يمثل محتوىً هادفاً يشاهده ويهتم بمتابعته جميع الفئات العمرية، ومن ثم يصبح بمثابة أداةٍ فاعلةٍ تؤدي دورًا تربويًا ومجتمعيًا، كما أن عناصر التشويق متعددةٌ؛ إذ ترتبط ارتباطًا فاعلًا ووثيقًا بالواقع المعاش، وبدون شكٍ تحمل تنوعات الدراما هموم الوطن ما يمر به من تحدياتٍ ومشكلاتٍ وأزماتٍ وممارساتٍ متباينةٍ ما بين مقبولةٍ وغير مقبولةٍ، ومن خلال تلك المعالجة العميقة يستطيع الفرد أن يستقرئ أو يستنتج أو يستنبط أو يستبصر القيمة المستهدفة، ومن ثم يعمل على تعديل أفكاره وممارساته التي تتعارض أو تتباين مع القيم النبيلة، وهذا يُعد فكرًا استراتيجيًا لتعديل السلوك والعمل على ضبطه.
وتحمل سيناريوهات الدراما إبداعًا في مخرجاته التي تتسم في كليتها بالمصداقية في الأداء والمهارة التمثيلية المتفردة من جميع الفنانين المشاركين؛ فنشاهد الصورة السلبية التي نستلهم منها الحل أو السلوك أو الممارسة الصحيحة في جملتها، كما نرى صورة المسئولية التي تتطلب من الفرد أن يتحملها ويصبح إيجابيًا في تصرفاته، وبدون مواربة نرصد المشاهد الإيجابية التي تعضد قيم الولاء والانتماء والوعي الصحيح مترجمًا في السلوك القويم والقيمة النوعية التي يحض عليها المجتمع، ولا نزايد إن قلنا أن ذلك في كليته يترجم نظرة التفاؤل والأمل لمستقبلٍ آتٍ لا محالة، وهذا سر نجاح أصحاب رسالة الفن (الفنانون) المبدعون في الأداء، الذين يمتلكون المهارة والمقدرة على إيصال المعنى للمشاهد في ميقاتٍ محددٍ.
ورغم رسالة الترفيه التي تقدمها المتحدة من خلال العديد من الأعمال الدرامية والبرامج التلفزيونية؛ إلا أن تستهدف إيضاح الصورة المجتمعية بكل تنوعاتها وتقلباتها؛ فالدولة المصرية تمر بمرحلةٍ غير مسبوقةٍ من النهضة في شتى مجالات التي تقع في إطار التنمية المستدامة؛ بفضل قيادتها السياسية الرشيدة، وهذا لا يخفى على القاصي والداني، ويؤكد المحتوى المقدم عبر تنوع الأعمال الدرامية والبرامج التلفزيونية أن نجاح تلك التنمية مرهونٌ بشراكة المجتمع الفعلية، ووعي بمقدرات الدولة وما تبذله مؤسساتها من جهودٍ مضنيةٍ لتحقيق إعمار مستدام لأجيالٍ وأجيالٍ قادمةٍ.
وعدالة القول تستدعي أن نقول بأن ما يقدم من الشركة المتحدة يسهم بصورةٍ مقصودةٍ في استثارة الضمير الوطني الداعم لمسيرة التنمية، ورصد النماذج الملهمة في مقابل استعراض لذوي النماذج التي تحمل النقد الهدّام، كما لم تغفل دور المؤسسات الأمنية في فرض الأمن والأمان بربوع الوطن الحر في مقابل بذل الدم والشهادة بغية الاستقرار الذي يحقق التنمية المستدامة لشعبٍ بات ينشد جودة الحياة بمكوناتها المختلفة.
وتساعد دراما المتحدة في ترابط النسيج المجتمعي، بل وإعادة هندسة العلاقات المفتقدة بين أفراده لأسبابٍ متباينةٍ ومتغيرةٍ قد يحكمها متغيراتٌ دخيلةٌ استهدفت النيل من الوحدة الوطنية بمكونها الرائع، كما نلاحظ الاختمام بلغةٍ مهمةٍ تسمى لغة الحوار بين الأفراد داخل المؤسسات والبيت والأماكن العامة، والتي تستند على آدابٍ ينبغي التحلي والتمسك بها بغض النظر عن المتغيرات التصنيفية من سن وثقافة وطبيعة مكانٍ؛ لضمان وصول أفراد المجتمع لمستوىً راقٍ من الوعي على مستوى الحوار، أو الفهم الصحيح للقضايا مثار الجدل وتباين الرأي.
إننا ندرك أهمية الرسائل التي تتضمنها أعمال المتحدة وخاصةً المتعلقة بالأسرة المصرية؛ حيث التأكيد على مفهوم الأسرة الصحيح، والذي يقوم على التفاعل بين مجموعةٍ من الأفراد سواء الأب والأم وبين الزوج والزوجة، وبين الوالدين والأبناء، يربط بينهم الدم، مشكلين وحدةً اجتماعيةً ذات خصائصٍ محددةٍ، ومن ثم يبرز دور الاستقرار النفسي والطمأنينة والأمن والعطف لأفراد الأسرة؛ لضمان سلامة أفرادها من التفكك والصراعات الواهية بين أفرادها.
والإشارة الواضحة لأمرٍ يشكل أهميةً قصوى في بناء الإنسان وهو نسق المسئوليات المتبادلة بين مكون الأسرة؛ حيث واجبات الأب اتجاه الأبناء ومسئوليات الأم وواجباتها اتجاه أبنائها، ومسئوليات الأبناء وواجباتهم اتجاه الوالدين، وهذا يكشف عن أهمية نسق المسئوليات المتبادلة بين الأبناء؛ حيث واجبات الإخوة اتجاه بعضهم البعض، وتشمل المشاركة، والتنافس، والتكاتف، والتآزر.
وفي خضم ما استهدفته سيناريوهات أعمال الشركة المتحدة تعمل على تعضيد المواطنة والانتماء، وتغرس في الفرد قيم الإخلاص والشرف والاستعداد التام للتضحية من أجل الوطن ورقيه، إذ أن مهمة خدمة الوطن تعني أن الفرد جنديٌ من جنود هذا الوطن، ومن ثم يسهم في بنائه ورفعته وازدهاره ومنعته، ونؤمن بأن ذلك لا يتأتى إلا من خلال قيمٍ مترسخةٍ أصيلةٍ في وجدان الفرد يقرها ويحرص عليها المجتمع مثل قيم الانتماء والولاء للوطن.
حفظ الله وطننا الغالي وقيادته السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.