كان الرهان صحيحا ومنذ نحو عام بعثت برسالتين الى زملائي أعضاء الجمعية العمومية الرسالة الاولى:- [ يبدأ غدًا السبت فتح باب الترشح لإنتخابات التجديد النصفي لمجلس النقابة وإنتخاب نقيب صحفيين . أتمني أن نكون قد أدركنا ما وصل اليه حالنا المهني والنقابي وأوضاع المهنة وأحوال الصحفيين. أتمني أن نكون قد أدركنا أن تغيير الحال ليس من المحال لو أردنا وشاركنا بايجابية . وقناعتي الراسخة الآن انه قد آن الاوان لجيل صاحب مصلحة في المستقبل أن يأخذ زمام الأمور بيده وأن يفرض إرادته وأن يختاروا ممثليهم من بينهم . أمامكم الآن وحدكم إتخاذ قرار إما إستمرار تغييب النقابة أو عودتها إليكم . اختياركم الآن سيحدد إما إستمرار وبقاء الذين إنحرفوا بمسار النقابة أو الذين علي إستعداد للحفاظ علي هذا الكيان ليعود لدوره الطبيعي الذي قام من أجله دفاعا عن الحقوق ودفاعاً عن المهنة. لقد كافحت عدة أجيال علي مدي ٥٠ عاماً حتي يخرج الكيان النقابي رسميا بمرسوم ملكي بعد موافقة البرلمان علي قانون إنشاء نقابة الصحفيين. وقد ظل مشروع القانون الذي صاغه الدكتور محمود عزمي متداولًا منذ ١٩٣٨ وحتي صدوره والموافقة عليه في ٣١مارس ١٩٤١. منذ هذا التاريخ (٨٢ عاماً) وأجيال تسلم أخري وإستطاعوا جميعاً في أعقد الظروف وأصعبها التصدي والدفاع والمقاومة والبناء دفاعا عن المهنة وعن حقوق الصحفيين. الآن كلكم تعلمون ما وصلنا اليه وأصبحنا في غير حاجة الي مزيد من الإيضاح .. كلنا اصبحنا نشاور علي الذين استغلوا العمل النقابي مطية لخدمة طموحاتهم وتولي مناصب ومراكز من دون خدمة زملائهم . نعم ليس أمامكم إلا فرض إرادتكم وقول كلمتكم لتكونوا امتداداً لأجيال الأباء والأجداد. نعم ليس أمامكم الا الاختيار بين استمرار من “خانوا المسار” في تسيد المشهد لينقلوا النقابة من غرفة الانعاش الي مثواها الاخير .. أو من يبعثون الأمل ويعرفون أولوياتكم ويستطيعون ان يحافظوا علي الامانه لتعود لكم النقابة بيتا وملاذاً. اختاروا منكم ومن بينكم من هو قادر علي بعث الأمل وإعادة البناء علي مهل وبثقة في المستقبل. الرسالة الثانية:-الزميلات والزملاء الاعزاء [ لن تعود النقابة الا بكم ولن يُفتح البيت المغلق إلا بحضور ناسه. تاتي انتخابات يوم الجمعة المقبل بعد ست سنوات من اقتحام النقابة، في واقعة غير مسبوقة كشفت المستور، بعدها تحددت المسارات وتفاعلت، وذهبت المهنة إلى طريق مجهول وتحول الكيان النقابي إلى ركام وبقايا أطلال، على أنقاضه نال البعض المناصب واحتلوا المواقع، وتحته دُفنت حقوق الصحفيين وضاعت مهنتهم واغُلق البيت.!! بعد كل تلك السنوات لم تعد تنطلي على أحد الأكاذيب والتبريرات التي ترددت لتسويق ما حدث. وأتصور ان الجمعية العمومية باتت مدركة ان هذه الانتخابات فارقة، وأن تغيير الحال ليس من المحال، وأن الأمر بيدها وحدها بعد أن خسرت المهنة وسندها النقابي وتم تغييب دورها وطال الخراب بيتهم وانهارت أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية، وضاع هامش الحرية الذي انعكس على إغلاق صحف ومواقع والتضييق على أخرى وطالت البطالة المئات !!
كلي ثقة أن قطاعات واسعة من أعضاء الجمعية العمومية، خاصة الكبار منهم، وبعض من الشباب، أصحاب المصلحة في المستقبل، ستنفض عن نفسها روح الإحباط واليأس والشعور بعدم الجدوى الذي تعمق لديهم على مدى السنوات الماضية، وتدرك أهمية وضرورة مشاركتها بإيجابية في انتخابات عناوينها واضحة وغير ملتبسة. من يتمنى لكيانه النقابي ولبيته أن يعود عليه أن يشارك لنكون معا يوم الجمعة. نعم تستطيعون