(( الإسلام هو الدين الأكثر رعاية لحقوق الإنسان ))
حقوق الإنسان
الإسلام هو الدين الأكثر رعاية لحقوق الإنسان ، ونصوصه الثابتة تؤكد ذلك تماماً ، وكذلك ما ظهر من تطبيقات فى حياة المسلمين عبر العصور .
إن الرسول العظيم قد أعلن عن حقوق الإنسان وتكريم الإنسانية والسمو بها وأقام نظاما متكاملا للحياة على أسس من العدالة والمساواة والانصاف .. بل كانت رسالته للناس عامة .. بعثه الله ليتمم مكارم الأخلاق ويكون رحمة للعالمين .
وإذا كانت فكرة حقوق الإنسان قد بدأت تجرى الآن على كل لسان فى العالم . وهى تتركز كلها حول مبدأين أساسيين هما ( الحرية والمساواة ) إضافة إلى مجموعة من الحقوق التى تحفظ حياة الإنسان وكرامته داخل المجتمع .
وقد أصبح موضوع ( حقوق الإنسان ) موضوعاً متشابكاً ومعقداً ، يختلط فيه الفكر بالمواقف ، وأصبح هذا الموضوع ، يشغل العالم فى الوقت الحاضر ، وربما لعقود قادمة .
لقد أصبحت قضية ( حقوق الإنسان ) الآن ، أحد أسلحة السياسة الخارجية للدول الكبرى ، يبدو ذلك فى استخدام قضية حقوق الإنسان ، معيارا فى تقديم المساعدات الدولية للدول النامية ، فتحجب هذه المساعدات عن الدول التى تخالف ، أو تتهم بمخالفة ( حقوق الإنسان ) فى نظر الدول القوية .
وبأى نظرة سريعة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية ومن تربى بهديهما ، يتبين سبق الإسلام إلى تأكيد كل هذه الحقوق ، بل وأكثر منها ، ويمكن الاكتفاء من ذلك بما يلى :- إعلان تكريم الإنسان من حيث هو إنسان : ( ولقد كرمنا بنى أدم ) . – تقرير حق المساواة بين البشر جميعاً دون تفرقة بين جنس ولون ووضع اجتماعى .
تقرير حق الحياة والسلامة الشخصية : ( أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد فى الأرض فكآنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكآنما أحيا الناس جميعاً ) .
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مسلم ) .
وأيضاً : ( من قتل قتيلاً من أهل الذمة حرم الله عليه الجنة ) .
وهذه النظرة جعلت لحقوق الإنسان فى الإسلام خصائص ومميزات خاصة ، من أهمها شمولية هذه الحقوق ؛ فهى سياسية واقتصادية واجتماعية وفكرية .
كما أنها عامة لكل الأفراد ، مسلمين أو غير مسلمين ، دون تمييز بين لون أو جنس أو لغة ، وهى كذلك غير قابلة للإلغاء أو التبديل ؛ لأنها مرتبطة بتعاليم رب العالمين .
ومع ذلك ، فمن غير الإنصاف أن تحكم وثيقة ( حقوق الإنسان ) التى لم يتوصل إليها البشر إلا فى النصف الثانى من القرن العشرين على الإسلام بصفته ديناً متكاملاً أنزله الله تعالى لهداية البشر فى كل زمان ومكان .
ويبقى دائماً أن العبرة إنما تكون بمدى تحقق مبادىء ( حقوق الإنسان ) فى الحياة العملية ، وأن تكون عامة وشاملة للناس جميعاً ، وليس أن تطبقها دولة متقدمة مثل أمريكا على رعاياها بينما تحرم منها بقية الشعوب الأخرى ، أو أن تقوم على تطبيقها الدول الصغرى بينما تنتهك هى فيها نفسها تلك الحقوق .
وأخيراً فإن ( حقوق الإنسان ) فى الإسـلام تتميز بأنها تمتزج كلها بدافع دينى عميق ، كما يراعى فى تطبيقها وجه الله تعالى فى حين تخلو حقوق الإنسان ( المدنية ) من هاتين الميزتين .