القيمة السابعة والعشرون :
لم تعد كتب التفسير التي توجد بين يدي الأمة الإسلامية الآن غير كافية في توقيف المسلم علي هدايات القرآن الكريم ، والإجابة علي القضايا التي يحتاج إليها المسلم المعاصر .
فمؤلفات التفسير كُتبت في زمانها لرجالها ولأبناء عصرها وحسب معطيات العلوم والأفكار والاتجاهات الفكرية والاجتماعية والسياسية والتاريخية في العصور الماضية .
أما الآن فنحن في حاجة ماسة إلى تفسير جديد يتلائم مع روح التطور الحادثة في العالم يجمع بين الأصالة والمعاصرة ، و يتلائم مع احتياجات المسلم المعاصر وفق قواعد تفسيرية وشرعية منضبطة بمعطيات الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة و مقاصدهما العليا .
وقد حاول كثير من العلماء اعطاء صفة جديدة للتفسير فقد كٓتبتُ في ذلك بحثا في مجال التجديد في الدراسات القرآنية والإسلامية .
و قصدتُ ( علم التفسير وعلوم القرآن ) علي سبيل الخصوص وكان ذلك في أحد البحوث التي قدمتها للترقية لدرجة أستاذ مساعد في التفسير وعلوم القرآن .
وبينت فيه الخطوات العلمية والتنظيمية للوصول إلي تفسير عصري يلائم طبيعة الواقع الإسلامي المعاصر .
وللعلم ما زلنا في حاجة كبيرة وضرورية إلى هذا العمل والذي يحتاج إلى جهد شاق وكبير ، وإلى علماء ربانيين مخلصين يعرفون قيمة هذا العمل فيقدمون للأمة الإسلامية ما تحتاج إليه من تفسير يقوم على المقاصد القرآنية والآداب القرآنية وبيان الحدود الشرعية ، في إطار يكون فيه بيان وإبراز لهدايات القرآن الكريم بعيدا عن اختلافات المفسرين ، و اختلافات اللغويين ،و مناطحة التاريخيين ، والاهتمام بذكر الرأي المجمع عليه من العلماء في القضايا الفقهية أو قضايا العقيدة التي يحتاج إليها المسلم في هذا العصر الحديث .
وكانت هناك محاولات جادة وممتازة قام بها عدد من العلماء المعاصرين ، واذكر منها على سبيل المثال دراسة الأستاذ الدكتور عبد السميع الأنيس أستاذ الحديث النبوي الشريف بكلية الشريعة فى دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي هذه القيمة من قيم البرنامج اليومي في شهر رمضان المبارك انقل هذه الدراسة أو هذه المحاولة الطيبة بكاملها حتى يكون القارئ الكريم على بصيرة من أمره والله الموفق والمستعان.
فيقول الأستاذ الدكتور عبد السميع الأنيس أكرمه الله…
⚘️التفسير الذي نحتاجه في هذا العصر..
كلما قرأت في كتب التفسير، شعرت بضرورة كتابة تفسير يلبي حاجة المسلم المعاصر!
ومن مهمات التفسير الذي نحتاجه:
التفسير حسب المقاطع، وليس التفسير الموضعي، وإنما نستفيد منه عند الحاجة.
وبيان ذلك بالآتي:
١- تقسيم السورة حسب الموضوع،
٢- ثم كتابة تمهيد يشير إلى كل مقطع، ويمهد له، مع بيان أهدافه ومقاصده.
٣- ثم يبدأ بالتفسير التفصيلي لكل مقطع، مستعيناً بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والآثار الواردة عن السلف.
٤- الاستعانة بالعناوين للمقاطع والآيات،
وهذا يشبه عمل المحدثين في تراجم الأبواب..
٥- العناية بما أجمع عليه المفسرون،
وإذا اختلفوا ذكر القاسم المشترك بينهم.
وينقل من عباراتهم أكثرها وضوحاً.
٦- الاستعانة بالقصص التطبيقية حول الآيات، وقد ذكر كثير منها في كتب التراجم والتاريخ..
٧- الابتعاد عن المصطلحات المستخدمة في كتب التفسير، فهي وإن كانت مفيدة لطالب التفسير في الدرس التفسيري، لكن لا يحتاجها المسلم المعاصر.
ومن المهم: صياغة التفسير بلغة معاصرة يفهمها المسلم في هذا العصر..
٨- الاهتمام بالجانب التدبري، والتركيز على هدايات القرآن، ولكن بصورة مختصرة.
٩- الاهتمام بالجانب العملي، لا سيما الفقهي؛ لأن النسلم بحاجة إليه.
١٠- مثال ذلك:
سورة الكهف، يلاحظ أنها تبتدأ بمقدمة، ثم أربعة مقاطع، هي:
قصة أصحاب الكهف،
وقصة صاحب الجنتين، وقصة موسى والرجل الصالح،
وقصة ذي القرنين،
ثم خاتمة.
ويكتب بالطريقة التي اقترحتها.
أ.د.عبدالسميع الأنيس
هذا جانب من جهود علماء التفسير والحديث الشريف المخلصين الذين يحملون علي أكتافهم هموم الأمة الإسلامية ويريدون فتح مجالات العلم الحديث والعلم الإسلامي التراثي الأصيل بما يقدم للأمة طرق التقدم والرقي والفوز بهدايات القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة …