النقص في إنتاج حبوب الكاكاو أدى لإغلاق مصانع المعالجة في كوت ديفوار وغانا، حيث تنتجان 60% من الإنتاج العالمي. ومع اعتماد صناعة الشوكولاتة في العالم على غرب أفريقيا للحصول على الكاكاو، يسود قلق كبير حول تأثر أسعار الشوكولاتة وسبل عيش المزارعين.
ويقول العلماء والباحثون إن هناك عوامل بيئية، واقتصادية، وبشرية وراء انخفاض الإنتاج.
السوق العالمية للشوكولاتة ومنتجاتها آخذة في الارتفاع. والمتوقع أن تنمو بمعدل أسرع من 4% سنويا خلال السنوات المقبلة. ويؤكد الطلب المتزايد على الكاكاو ضرورة معالجة المشكلات المتشابكة المتعلقة باستدامة هذه الصناعة.
في فبراير 2024، حصل مجلس الكاكاو الغاني (كوكوبود)، على قرض من البنك الدولي قيمته 200 مليون دولار أمريكي لإعادة تأهيل المزارع المصابة بفيروس براعم الكاكاو المنتفخة. ويقوم المجلس بإدارة هذه المزارع، وإزالة الأشجار المصابة واستبدالها، ورعاية المزروعات الجديدة حتى مرحلة الإثمار قبل إعادتها إلى المزارعين.
ومع بداية موسم الحصاد الأخير، رفع المنتجون الأسعار، حيث يحصل المزارعون على أجور أعلى، بسبب ارتفاع الأسعار العالمية. كما أنشأ مجلس الكاكاو الغاني فرقة عمل لحماية مزارع الكاكاو من الآثار الضارة للتعدين. وتعاون مع الشرطة لوقف تهريب الكاكاو للدول المجاورة، حيث تقدم أسعارًا أعلى.
وفي كوت ديفوار، تم اتخاذ إجراءات قليلة نسبياً. ولكن كانت هناك تدابير حكومية للحد من تهريب الكاكاو، لأن النقص يؤدي لارتفاع الأسعار في الدول المجاورة. وتستفيد ساحل العاج من المبادرات التي أطلقتها الشركات المتعددة الجنسيات. وأدى النقص الحالي لتسريع هذه المبادرات.
ورغم أن ارتفاع الأسعار يبدو مفيدًا للمزارعين، فإن الواقع ليس واضحًا. فانخفاض المحاصيل يعني، أن المزارعين لا يكسبون المزيد. وتتفاقم المشكلة بسبب التحديات الاقتصادية في غرب أفريقيا، كارتفاع معدلات التضخم وانخفاض قيمة العملة. ولذلك يصبح المزارعون أكثر فقرا.
كما تسبب نقص الإنتاج في انخفاض المعالجة المحلية. وقد توقفت مرافق التصنيع الكبرى في كوت ديفوار وغانا عن العمل أو خفضت قدرتها لعدم قدرتها على شراء الحبوب. وهذا يعني أن أسعار الشوكولاتة في العالم سترتفع، مما يؤثر سلباً على وحدات الإنتاج المحلية.
ويبدو أن القوة التفاوضية للبلدان المنتجة للكاكاو في غرب أفريقيا قد زادت،حيث حانت اللحظة المناسبة لتتحد وتتفاوض على شروط أكثر ملاءمة لمزارعيها.
لكن هناك مساعي لإنتاج بدائل الكاكاو، لأن الاستمرار في زراعته في الظروف الحالية أمر غير مستدام. ويأمل مايكل إي أوديجي، باحث مشارك بجامعة كاليفورنيا، أن يحدث ذلك عاجلا. وبالفعل، ظهرت بدائل زبدة الكاكاو والنكهات الاصطناعية التي تحاكي طعم الشوكولاتة دون حاجة للكاكاو.
وتقوم شركة ألمانية حاليًا بإنتاج الشوكولاتة الخالية من الكاكاو، حيثلا تحول الشوفان وبذور عباد الشمس إلى بدائل للكاكاو والزبدة.
ويبدو ان الفنانة سعاد حسني سبقت عصرها عندما غنت من كلمات صلاح جاهين: الشاكالاطة ساحت.. راحت مطرح ما راحت!!