من الأماكن القليلة التى تحدث عنها القرآن الكريم وكانت موجودة قبل نزوله واستمرت بعده حتى الان : مصر . ليس مصر فقط ، بل هناك جزء خاص منها يحتل مكانة خاصة فى الدين الالهى . وتلك الأهمية الخاصة كانت قبل نزول القرآن الكريم ، وصاحبت نزول القرآن الكريم ، وستستمر بعده الى يوم الدين . هذه المنطقة هى سيناء.
تظل سيناء هي الأرض التي باركها الله سبحانه وتعالى وذكرها في كتبه السماوية وهي الأرض التي مر بها ولجأ إليها أنبياء الله، وتبقى هذه الأرض مسرحًا لجميع الحضارات وملتقى لكل الشعوب حتى وإن كان الثمن باهظًا أحيانًا، وتتضمَّن سيناء الكثير من المعالم الدينية والأثرية التي لها تاريخها وذكرها القرآن .
وهب الله جنوب سيناء جبال لا يوجد مثلها فى العالم أشهرها جبل موسى الذى يوجد به الوادى المقدس طوى والذى تجلى عليه رب العزة وكلم من فوقه موسى وبجانبه أعلى قمة جبلية بمصر جبل سانت كاترين الذى سمى بهذا الاسم لوجود جثمان القديسة كاترين بالإضافة لجبل عباس وعشرات الجبال الملونة التى توجد بطابا ونويبع ودهب ولكن هذه الكنوز فى طى النسيان ولم تستغل رغم أنها كنوز مليئة بالخيرات والمعادن النادرة .
( الله سبحانه وتعالى ) كرّم جبل الطور وجعله فى منزلة مكة والقدس {والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين} والتين والزيتون ترمز للقدس وطور سينين وهو جبل الطور بسيناء والبلد الأمين هى مكة المكرّمة وقد أطلقت أسماء عديدة على الجبل المقدس بسيناء الذى تلقى عنده نبى الله موسى ألواح الشريعة منها جبل موسى وجبل الطور وجبل الشريعة وتعددت الآراء فى تحديد موقعه لدرجة أن البعض اعتقد أنه خارج سيناء وهذا بعيد تماماً عن الواقع والنصوص الدينية وخط سير رحلة الخروج بسيناء وأما الآراء التى ذكرت أنه بسيناء فانحصرت معظمها فى جبلين جبل موسى الحالى وجبل سربال بوادى فيران الذى يبلغ ارتفاعه 2070م فوق مستوى سطح البحر وسبب ذلك أن جبل سربال كان مقدساً قبل رحلة خروج بنى إسرائيل وكانوا يحجون إليه واسم سربال مأخوذ من سرب بعل وتعنى نخيل المعبود بعل إشارة إلى نخيل وادى فيران فى سفحه أى ارتبط اسمه بالوثنية مما ينفى تماماً أنه جبل الشريعة.
سيناء أرض الأنبياء والديانات ، بدءا من الخليل إبراهيم -عليه السلام- الذي عبرها، وموسى -عليه السلام- الذي أقام بها مع شعب بني إسرائيل فترة من الزمن، و”العائلة المقدسة” التي عبرتها وهي في طريقها إلى مصر.
من هم الأنبياء والرسل الذين زاروا مصر ومروا على سيناء ؟
اجتاز أرض سيناء أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم مع زوجته سارة وابن أخيه لوط عليه السلام عام 1890ق.م وتزوج هاجر المصرية .
كما اجتازها سيدنا يوسف عليه السلام ” عام 1780ق.م الذي التقطه بعض السيارة وباعوه إلى عزيز مصر كما مر بها أبوه سيدنا يعقوب عليه السلام وأولاده الأسباط عند قدومهم للحياة في مصر عام 1706ق.م . وسيدنا أيوب “هايوب” عام 1300ق.م
وشعيب الذي عاش بين أرض مدين وأرض سيناء عام 1250 ق.م
كما عاش على أرضها سيدنا موسى الذي ناجى المولى عز وجل من فوق جبل الطور وعلى أرضها الطاهرة تلقى الرسالة ونزلت آيات الله لليهود عام 1218ق.م وخرج بالتوراة من مصر وأخوه هارون كما تقابل مع الخضر في جنوب سيناء عند مجمع البحرين وفي سيناء عاش النبي داوود عام 1005ق.م وحمل أناشيده وقام اليهود بترتيلها في صلواتهم وأطلقوا عليها مزامير داود والنبي صالح الذي عاش بين سيناء ومدين.
ومن أرض سيناء دخلت العائلة المقدسة لا يوجد شيئ اسمه عائلة مقدسة، فالتقديس فقط للهِ تعالى عام 2م وكانت تتكون من السيدة العذراء ومعها السيد المسيح الطفل إلى الأرض الآمنة أرض الإله وخرج السيد المسيح عيسى عليه السلام من مصر بعد قضائه سبعة عشر عاماً في أحضان العقيدة حاملاً رسالة الإنجيل ينشرها لا في أرض فلسطين وحدها التي كان يحكمها الرومان عبدة الأوثان بل لينشرها في عالم الغرب بأكمله الذي كان يحكمه الرومان ويسيطرون على مقدراته فى مدى صحة هذه علميا وتاريخيا ودينيا نظر معتبر سيناء فى العصر الإسلامى كانت سيناء أحد أهم المعابر خلال القرون الأولى من الفتح الإسلامى، وعبرها “عمرو بن العاص” عند قدومه لفتح مصر عام 641. وهناك العديد من الهجرات التى عبرت سيناء منذ الفتح الإسلامى فأخذت تزداد على سيناء خلال العصرين “الأموى – العباسى”، ثم أخذت تقل بشكل ملحوظ منذ عصر “طولون”، نتيجة انهيار النفوذ العربى خلال العصر العباسى الثانى، وتزايد نفوذ عناصر أخرى كالفرس والأتراك.تعرضت سيناء لمحاولة الغزو من قبل الصليبيين خلال الحروب الصليبية، حيث قام “بلدوين الأول” حاكم بيت المقدس الصليبى بالتوغل فى وادي عربة للسيطرة على المنطقة الواقعة جنوبى البحر الميت، ثم شيد سنة 1115م حصن الشوبك ليكون مركزاً يمكن للصليبيين منه السيطرة على وادي عربة بأكمله، وفى العام التالى “سنة 1116” خرج “بلدوين” فى حملة أخرى، وسار حتى “أيلة” على ساحل خليج، وشيد فى أيلة قلعة حصينة ليستطيع التحكم فى الطريق البرى للقوافل بين مصر والشام.
واستمر بلدوين فى استراتيجيته الرامية إلى السيطرة على شبه جزيرة سيناء والطرق المؤدية إليها، فبنى قلعة “وادي موسى” فى عام 1117م، وفى العام التالى خرج بلدوين بحملة عبر الطريق الشمالى الذى يمر بشمال سيناء، ووصل إلى “الفرما [السويس حاليا]” حيث أحرقها . وقد تعرضت العريش لهجوم الصليبيين فى عام [577هـ – 1181م] وقطعت أشجار نخيل سيناء وحمل الصليبيون جذوعها إلى بلادهم لاستخدامها فى صناعة السُفن المعروفة بـ” الجلاب ” التى تصنع من جذوع النخيل، وذلك ضمن خطة رينالد من شاتيون حاكم حصن الكرك الصليبى للسيطرة على البحر الأحمر، إلا أن خطة رينالد فى السيطرة على سيناء والبحر الأحمر قد فشلت نتيجة الجهود التى قام بها الأيوبيون، وخاصة صلاح الدين الأيوبى فى وقف حملات رينالد فى البحر الأحمر، والتى وصلت حتى عدن ، و إسطول حسام الدين لؤلؤ، الذى دمر الأسطول الصليبى.
سيناء هي الأرض التي باركها الله سبحانه وتعالى وذكرها في كتبه السماوية ، وهى الأرض التي مر بها ولجأ إليها بعض أنبياء
الله عليهم السلام ، فسار عليها إبراهيم عليه السلام قاصداً مصر التي أقام فيها عاماً ثم عاد من خلالها مع زوجته سارة ،
وعبرها يوسف بن يعقوب عليهما السلام بعدما تركه أخوته فقدر الله له منزلة عظيمة في مصر فيما بعد ، واتجه إليها موسى
عليه السلام وعاش هنا وتزوج ابنة شعيب من مدين عليه السلام وعلى جبالها شرفه الله بأن كلمه بالوادى المقدس طوى ، وهناك
تلقى ألواح الشريعة ، ثم على ترابها مات موسى وأخيه هارون عليهما السلام ، وعليها مرت مريم عليها السلام وعيسى عليه السلام طفلاً – إلى مصر ثم عادا بعد ذلك إلى فلسطين عبر سيناء أيضا
والان الشعب المصرى يريد تعمير سيناء وندعو الى عدم تهميش سيناء و سكناها
لايعقل ان ندفع دماءنا من اجل هذا الجزء الغالى ثم نهمله .