تشير الأبحاث المعملية إلى أن الابتسام يجعلك تشعر بالسعادة، فهل يمكن أن تؤدي الابتسامة المصطنعة إلى الإحساس بالبهجة فعلًا؟
يقول العلماء: عندما تشعر بالإحباط ولا يكون لديك الوقت الكافي لاستجماع عزيمتك، يمكنك تزييف ابتسامة وخداع نفسك بالسعادة.
ماري كروس، أستاذ مساعدة الصحة السلوكية الحيوية بولاية بنسلفانيا، قالت لموقعLive Science:هذا الموضوع أثار الجدل بين العلماء. لكن الأبحاث المعملية كشفت أن الابتسامة، حتى لو كانت مصطنعة، تحسن مزاجك.
ووجدت الدراسات أن الابتسامة لا تزيد السعادة فحسب، بل تخلقها أيضًا.
قال نيكولاس كولز، العالم بجامعة ستانفورد والمؤلف الرئيسي للدراسة: “الأمر لا يختلف بين الابتسام عند النظر لصورة قط لطيف والابتسام أثناء التحديق في جدار فارغ”. “يبدو أن الابتسامات لا تزيد من سعادتك تجاه القطط فحسب، بل قد تجعلك تشعر بالسعادة في سياق محايد حيث لا يوجد لديك سبب حقيقي للشعور بها.”
لكن دراسة نشرتها مجلة “وجهات نظر حول العلوم النفسية” توصلت إلى نتيجة متضاربة عندما فشلت في تكرار نتائج دراسة أساسية.
لذلك تم جمع فريق دولي من باحثين ذوي وجهات نظر مختلفة حول الموضوع، وأجروا دراسة شارك فيها أكثر من 3800 شخص من 19 دولة.
في الدراسة، جعل الباحثون المشاركين يبتسمون بثلاث طرق مختلفة: سواء بالنظر لصورة شخص مبتسم وتقليد تعبيراته، أو باتباع تعليمات لكل عضلة على حدة حول كيفية الابتسام، أو من خلال الإمساك بأيديهم بقلم في الفم. نظر البعض إلى صور إيجابية، مثل القطط، وهم يبتسمون، والبعض الآخر لم يفعل ذلك.
مع الطريقتين الأوليين، زادت السعادة بغض النظر عما إذا كان المشاركون ينظرون إلى صورة إيجابية، لكن النتائج كانت غير واضحة عند الإمساك بالقلم في الفم. وأوضحت الدراسة أن الابتسامة الزائفة تجعل الناس يشعرون بالسعادة.
هذا لا ينطبق فقط على الابتسام؛ فالعبوس قد يجعل الناس يشعرون بالغضب. يمكن للتجارب الأخرى، مثل انقباض العضلات، أن تجعلك تشعر بمزيد من التوتر.
ولكن كيفية حدوث هذا في الدماغ غير واضحة. يعتقد بعض الخبراء أن الابتسامة تؤدي لتحفيز مسار عصبي مرتبط بالسعادة و”يخلق استجابة جسدية كاملة”، ويفسر الدماغ هذه الاستجابة بأنها سعادة. ويقترح آخرون أن الدماغ يفسر الابتسامة كدليل على سعادتك.
الخبراء ليسوا متأكدين مما إذا كانت نتائج المختبر تنطبق على الواقع، ففي حياتنا، تكون المؤثرات الخارجية أكثر من تلك الموجودة في المختبر. إذا كان وجهك يخبر عقلك أنك سعيد بينما كل شيء يخبره أنك لست كذلك، فقد لا يحرك الابتسام مشاعرك. ويمكن أن تبتسم عدة مرات في اليوم لمعرفة مدى تأثير ذلك على مزاجك.
وديننا الحنيف يحثنا على الابتسام. يقول الحديث الشريف: ابتسامك في وجه أخيك المسلم صدقة. أي أن ابتسامتك تسعدك أنت ومن حولك!