أثبت عمال مصر على مدى عقود.. وعقود.. أنهم بالفعل رجال بمعنى الكلمة.. رجال قادرون على تحمل المسئولية في أي وقت وحين لاسيما خلال فترات الأزمات .. ورجال أصحاب إرادة صلبة وعزيمة لا تلين.. ورجال يعرفون معاني الإيثار.. والتضحية.. والوفاء..لذلك فإنهم يفهمون الرئيس عبد الفتاح السيسي كما هو يفهمهم تماما..فهما مشتركا قائما على الثقة المتبادلة.. وعلى الاعتراف بمبادئ الحق والعدل.. و.. والجدعنة.
من هنا.. فقد آثر الرئيس وهو يتحدث للعمال وغيرهم أن يتعرض لأهم القضايا التي تشغل بال كل بني الوطن سواء.. بسواء..
مثلا.. تحدث عن الأجور والمرتبات والعمل على زيادتها أولا بأول .. كما تحدث عن التضخم والجهود المستمرة من جانب الدولة للحد من ارتفاع الأسعار.. بشتى السبل والوسائل.
ولعل الرئيس قد اختار يوم عيد العمال ليتحدث فيه عن كل القضايا الجماهيرية إيمانا منه بأن كل بيت في مصر يضم ساعدا من السواعد الفتية التي تسهم في إعادة بناء الوطن وفي إرساء قواعد الجمهورية الجديدة على أعلى مستوى من الكفاءة والقدرة .
في نفس الوقت لقد مس الرئيس شغاف قلوب العمال وقلوب أسرهم.. وأيضا مشاعرهم وأحاسيسهم عندما أعلن رفع الحد الأدنى للإعانة من 600 جنيه إلى 1500 وتلك بالطبع ليست زيادة هينة.. بل هي تمثل لدى العمال وأسرهم الكثير والكثير.
وهنا ينبغي أن نمعن النظر في أن حكم الأوطان يقوم على أساس ترسيخ مبادئ التكامل بين جميع طوائفه وخلاياه الاجتماعية من أول الأسرة حتى المدرسة والجامعة ثم المصنع والمزرعة وما إلى ذلك..وبالتالي فنحن نجد على سبيل المثال أنه قد تصادف أن يأتي عيد العمال مع احتفال الأقباط بـ”خميس العهد” والذي تحدث فيه البابا تواضروس حديثا يعكس كل معاني المحبة ويشرح قيم التضحية.. ويسرد مواقف مضيئة في حياة البشر.
وأنا شخصيا أقول إن البابا لم يكن سهلا بالنسبة له أن يقول هذا الكلام إلا إذا كان مطمئنا إلى أن مبادئ المساواة تعم الجميع وأن أي شبهة من شبهات التمييز لفئة على حساب أخرى لم يعد له مكان على أرض المحروسة..
ثم.. ثم.. هذا الإجماع الدولي على مكانة مصر وقدراتها وحكمة قيادتها والذي جعلها بمثابة الضوء الذي يبدد الظلمات في أحلك ساعات الليل وبالتالي عهد لها القدر أن تقوم بدور بالغ الحساسية وشديد التعقيد ألا وهو وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين والمضي إلى عقد هدنة دائمة قد تستمر شهورا وتكون خلالها الظروف شبه مهيأة لوضع إجراءات حل الدولتين على طريق الأمر الواقع.
في النهاية تبقى كلمة:
هكذا تكون قواعد الحكم الثابتة والراسخة فليس لدينا في الدولة من يعزف لحنا نشازا خلاف ما يعزفه الباقون..
وانتظروا عندما تذاع وقائع وقف محاولات إبادة أهالي غزة على يد الإسرائيليين العتاة الظالمين.. مدى الجهد الذي بذلته مصر لكي تجنب شعبا بأكمله خطر الموت المحقق وتنقذ الشعوب والأمم من شبح حرب عاتية شاملة.. لا قدر الله.
مواجهات
*غدا.. عيد القيامة المجيد.. وبعد غدٍ عيد شم النسيم وسوف نحتفل جميعا بالعيدين دون أن نعرف فيما بيننا من هو المسلم ومن هو المسيحي .. بل كلنا مصريون نمارس تقريبا نفس الطقوس ونحترم عادات وتقاليد آلاف السنين.
*صديقي ادوارد مرقص ظل سنوات وسنوات حريصا على أن يمر علىّ كل صباح لنقرأ سويا هذه الكلمات:
“صباح اليقين.. فإن رحمة الله أوسع من كل شيء.. صباح نحمد الله فيه ونشكره على كل شيء..”.
وظللنا على هذا الحال إلى أن جاء صباح يوم لم يحضر فيه الأخ ادوارد بل ذهب إلى عالم آخر.. أدعو الله أن يشمله فيه برحمته وعطفه.
*سألني صديقي أو من كان صديقي:
هل أنا أبالغ بالفعل في عبارات المجاملة لاسيما إذا كانت هذه المجاملة قاصرة على شخص مهم؟ أجبت على الفور.. فعلا أنت رجل لا يعرف الخجل.. ولا يعرفه الحياء..!
*وهذه الكلمات أعجبتني:
العيون تنسى من رأت لكن القلوب لا تنسى من أحبت.
*أخيرا نأتي إلى حسن الختام.. اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم أمير الشعراء أحمد شوقي:
مضنى وليس به حراكْ
لكنْ يخِفُّ إذا رآكْ
ويميل من طربٍ إذا
ما ملتَيا غصنَ الأراك
إن الجمال كساك من ورق
المحاسن ما كساك
و..و..شكرا