الاخبارية وكالات
توغلت قوات إسرائيلية يوم الاثنين في شمال قطاع غزة وسط أنقاض المباني المدمرة والخراب لإعادة السيطرة على منطقة من مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بينما تقدمت دبابات وقوات أخرى في جنوب القطاع عبر طريق سريع يؤدي إلى رفح مما جعل المدنيين الفلسطينيين يسرعون الخطى بحثا عن ملاذ آمن.
ويقع بعض من أعنف المعارك على مدار أسابيع في شمال قطاع غزة وجنوبه. وأدت العمليات الإسرائيلية في رفح المتاخمة لمصر إلى إغلاق نقطة عبور رئيسية للمساعدات، وهو ما تقول منظمات إغاثة إنه يفاقم الوضع المتردي بالفعل.
ويضطر مئات الآلاف من الفلسطينيين للفرار مرة أخرى من رفح التي لجأ إليها نحو نصف سكان غزة بعد أن أصدرت إسرائيل أوامر بإخلاء شمال القطاع في أكتوبر تشرين الأول.
ودعت وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس يوم الاثنين إلى ممارسة ضغوط دولية لإعادة السماح بدخول المساعدات والإمدادات الطبية والوقود لتشغيل مولدات الكهرباء وسيارات الإسعاف.
وأضافت أن الجرحى والمرضى يموتون ببطء بسبب عدم توفر العلاج والإمدادات وعدم قدرتهم في الوقت ذاته على السفر.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن موظفا أجنبيا تابعا لها قُتل يوم الاثنين بعد أن استهدف قصف سيارة تحمل علامة المنظمة الدولية كانت متجهة إلى مستشفى في رفح. وذلك هو أول موظفي أجنبي تابع للأمم المتحدة يلقى حتفه في حرب غزة، مما يرفع عدد قتلى المنظمة إلى نحو 190.
وفي مخيم جباليا، بشمال غزة الذي أقيم للنازحين الفلسطينيين قبل 75 عاما، توغلت القوات الإسرائيلية في منطقة كانت قد زعمت أنها أخلتها من حماس قبل أشهر.
وفر السكان في الشوارع التي تناثر فيها الركام. وسقطت قذائف دبابات في وسط المخيم، وذكر مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني أنهم انتشلوا حتى الآن 20 جثة لفلسطينيين قتلوا في الغارات الجوية التي استهدفت جباليا ليل الأحد.
وقالت امرأة لم تذكر اسمها “لا نعرف إلى أين نذهب. لقد نزحنا من مكان إلى آخر… نحن نركض في الشوارع. رأيت ذلك بأم عيني، رأيت الدبابة والجرافة. إنهما في ذلك الشارع”.
وقال محمود بصل المتحدث باسم خدمة الطوارئ المدنية في غزة إن ثمانية أشخاص على الأقل لقوا حتفهم في غارة جوية إسرائيلية على منزل في مخيم النصيرات للاجئين بوسط قطاع غزة. وأضاف أن عدة أشخاص آخرين أصيبوا وفقدوا.
وقال مسؤولو الصحة في غزة إن عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب تجاوز حتى الآن 35 ألفا وإن هناك مخاوف من فقدان آلاف آخرين تحت الأنقاض. وأضافوا أن 57 قتلوا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. ولا يفرق عدد القتلى الصادر من وزارة الصحة في القطاع بين المدنيين والمقاتلين.
وتسعى القوات الإسرائيلية إلى القضاء على حماس التي تقول إن هدفها تدمير إسرائيل. وقادت الجماعة المسلحة هجوما على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول تشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى أنه أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
وقال الجناح المسلح لحماس إنه فقد، بسبب القصف الإسرائيلي، الاتصال مع مقاتلين يحرسون أربعة رهائن إسرائيليين، من بينهم المواطن الأمريكي الإسرائيلي هيرش جولدبرج بولين الذي ظهر في مقطع مصور نشرته حماس في أواخر أبريل نيسان.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال حضوره مراسم في القدس يوم الاثنين لإحياء ذكرى سقوط قتلى من الجنود الإسرائيليين، إن الهدف من الحرب على حماس هو ضمان “وجود وحرية وأمن وازدهار” إسرائيل.
وأضاف “حربنا من أجل الاستقلال لم تنته بعد، فهي مستمرة حتى يومنا هذا”.
وفي رفح، كثفت إسرائيل القصف الجوي والبري للمناطق الشرقية، مما تسبب في مقتل أشخاص في غارة جوية على منزل بحي البرازيل.
وقال سكان إن القصف الجوي والبري يشتد وإن دبابات إسرائيلية قطعت طريق صلاح الدين الذي يقسم الجزء الشرقي من المدينة.
وقال بسام (57 عاما)، وهو من حي الشابورة في رفح، “الدبابات قطعت طريق صلاح الدين شرق المدينة، وقوات الجيش الآن في الجنوب الشرقي، بيحشدوا قريب من المناطق المأهولة، الوضع صعب جدا.. جدا وأصوات الانفجارات ما بتوقف”.
وأضاف لرويترز عبر تطبيق للدردشة “الناس عم بتغادر رفح.. ما رح فيه مكان آمن الآن”.