**اكتملت السعادة على أرض مصر الريادة وخلال أسبوع أصدرت الكرة المصرية شهادة الامتياز والعلامة الكاملة رسالة إلى كل العالم بأن هذه الأرض التي عرفت أول حضارة هي
دائما المنبع والمفجر للإنجاز والتفوق والبناء والإعمار في جميع المجالات ..هاهي الرياضة المصرية لم تتخلف عن الركب وفرضت كلمتها على العالم الذي سيتحدث بالتأكيد و لأسابيع قادمة على الأقل عن السوبر الإفريقي وطرفاه هذه المرة ناديا المحروسة العريقين الأهلي بطل دوري الأبطال والزمالك بطل الكونفدرالية..
**وبالطبع فإن فوز الأهلي -اليوم- على الترجي العنيد من حيث المبدأ يختلف في النكهة والأهمية لأن الأهلي حصد مع التتويج بالأميرة الإفريقية رقما قياسيا جديدا على المستوى العالمي بفوزه بالمرة الثانية عشرة بأقوى بطولة إفريقية على الإطلاق..ظل حاضرا في نهائياتها دوما سواء فاز أم لم يمكنه تحقيق ذلك في القليل من هذه المرات .
**بعد فوز الزمالك الشقيق – الأحد الماضي- بالكونفدرالية من ستاد القاهرة العريق ووسط السعة الكاملة للمدرجات ..
دارت الأحاديث والحوارات هل سيستطيع الأهلي أن يفعلها أيضا اليوم بعد أن جاء من رادس بالتعادل السلبي مصحوبا بالتهديد والوعيد من فريق يدربه برتغالي مكير يحاول إرهاب لاعبي الأهلي والجمهور المصري بفوزه على صن داونز الخطير رايح جاي ..
**بالطبع الأغلبية كانوا مطمئنين وتحدثوا بثقة وأمان أن الأهلي هو الأقرب للفوز وأن لاعبيه لا يخشوا مفاجأة متوقعة من الترجي بتسجيل هدف يضطر معه الأهلي لتسجيل هدفين حتى يحصل على الكأس واختلفوا وأنا منهم على الموعد المأمول لكي يقول النسر الأحمر كلمته داخل مرمى الترجي..لكن تقدرون وللسماء رأي آخر بالطبع..
**هذه المرة تجسدت إرادة السماء في رسالة ذات مغزي قبل الدقيقة الرابعة من المباراة ومن ضربة ركنية استطاع اللاعب المقاتل رامي ربيعة تسجيلها في المدافع بمكر وذكاء ليسجل هدفا ذاتيا لتشتعل المدرجات كاملة العدد بالفرحة والحماس وعلامات الاستفهام التي تمتد إلى فروع النادي الأهلي وجميع المقاهي والكافتيريات كاملة العدد أيضا ليس فقط في مصر وحدها بل في الدول العربية والافريقية وأيضا في أماكن تجمعات المصريين بالخارج..
**الرسالة حملت مغزى مهما جدا -في تقديري الشخصي( ولا أدرى ماذا سيقول عنها الخبراء) أحسست ساعتها أن الهدف الذي تسبب فيه ربيعة صدر التوتر والتعجل إلى لاعبي الترجي..ساعين إلى تسجيل هدف التعادل الذي يجلب لهم بلح الشام وعنب اليمن معا !!
**وهنا استثمر الخطير كولر هذا الموقف ووجه لاعبيه إلى الأداء المفيد وبالفعل شاهدنا اكثر من فرصة للأهلي وبدا الجميع -مع اختلاف القدرة والمستوى- على درجة واحدة من الأداء والهدوء الذي يقابله تصاعد في التوتر والعصبية من لاعبي الترجي.
**انتهي الشوط الأول بالهدف المبكر فصعبت المهمة على الترجي مما دفع كولر إلى تغيير في وقته الستيني بنزول أليو ديانج العائد من الإصابة بدل بيرسي تاو -غير الموفق- لأنه ملك النص كما يقولون..راهن عليه كولر لإيقاف الثغرة البرازيلية للترجي في وسط الملعب وكانت تشكل خطورة كبيرة على الأهلي حتى لا يتسلل التوتر إلى لاعبيه.
**تمضي الدقائق بطيئة والجماهير الوفية لا تكل ولا تمل وبدأ الجميع يفكرون كيف يستقبلون رحيق السعادة القادم بقوة بعد عاصفة البداية الحمراء ..
ويحتسب الحكم ٥ دقائق وقتا بدل من الضائع لعبها مقاتلو الأهلي بثقة وكادو ان يسجلوا هدفا من فاول مباشر لمجدي أفشة اصطدم بالعارضةومع صفارة الحكم أدرك الجميع أن الهدف الذي تسبب فيه ربيعة حقق الغرض المأمول ..
**مع خالص التهنئة للجماهير الصابرة وأحباب الأهلي في كل مكان..اسمحوا لي أن أوجه شكرا خاصا لفريق الأحفاد السبعة المتخصص في الدعاء للأهلي في الأوقات الصعبة وقد أدوا واجبهم طول المباراة بل والبطولة ودعوني أهنىء اللاعب المجتهد اكرم توفيق بلقب رجل المباراة الذي يستحقه بجدارة واستحقاق..
**وأخيرا اقترح على اتحاد الكرة المصري وإدارتي الزمالك والأهلي إجراء الاتصالات السريعة والتنسيق الفوري مع الكاف والجهات المختصو لكي تستضيف مصر مباراة السوبر الافريقي مهرجانا وطنيا وثقافيا وحدثا حضاريا وتأكيدا عمليا على عودة الروح الرياضية وإنهاء لذيول التعصب التي -للأسف- نعاني من بعضها في الوسط الرياضي حتى الآن..
عاش الأهلي بطلا أسطوريا
ومليون تحية وتعظيم سلام
صالح إبراهيم