مصادفة قابل صديق له كان معارين معا لدولة عربية ،فرحا ،تبادلا الأحضان ، وأرقام الهواتف المحمولة ، مع وعد بالتواصل ، سأله عن زميل لهما ،أخبره بأنه قد تواصل معه ،يقيم في فيلته الشبيهة بالقصر بأحد المدن الجديدة ، أعطاه رقم هاتفه ، عاد لمنزله ،أخبر زوجته في فرحة بماحدث ،خاصة معرفته برقم هاتف صديقه ، وامرأته كانت صديقتها الحميمة ،بيد أنهما مكثا لمدة طويلة حتى بعد الإعارة ، لم يكن هناك وسيلة اتصال ، في لهفة اتصل رد عليه ،
-السلام عليكم أنا فلان .
-أهلا وسهلا مشتاق لك جدا ياغالي
-كم بحثت وزوجتي عن وسيلة اتصال بكما
– من فضلك افتح سماعة الهاتف حتى نشرك معنا الزوجات ،
دار حديث طويل بعد السلامات ،والترحيبات والتهليلات ،سألا صاحبنا عن أولاده ،الحمد لله تخرجوا بالجامعة ،وتزوجوا ،ورزقنا الله أحفادا،والحمد لله نقيم في منزلنا، ومعنا أحد أولادنا في شقة مخصصة،ونحمد الله على نعمه .
-ماذا عن ابنتكم الغالية ،
– تزوجت ،وطلقت ،لديها ولد وبنت،تقضي حياتها بين المحاكم والقضايا.
– لاحول ولاقوة إلا بالله ربنا يوفقها ،ربنا يكرمها .
-أما الأبناء فأحدهم سافر للإمارات ، وسيارته غرقت في السيول ، والثاني سافر تركيا في عمل خاص بشركته وحدث زلزال ، والثالث لم يكمل دراسته ،أصيب بحالة نفسية تمنعه عن العمل ،والرابع لايستقر في عمل أبدا ،وأختي أصابها المرض الخبيث،والدتي توفيت ، وأعالج وزوجي من السكر والضغط ،كان محجوزا بالمستشفى لعمال دعامات بالقلب ، وكم أ{هقنا جهاز المدينة بغرامات ورسوم حتى استلمنا الفيلا ، ولا يمكن التنقل إلا بالسيارة ، أسبوعيا عند الميكانيكي للإصلاح ، ناهيك عن رسوم الترخيص العالية.
استفزت الزوجة ،ربنا يقويكم ،لكن أريد أن أسألكم سؤالا،لكزها زوجها برفق في جنبها ،لكنها لم تعره اهتماما ،أليس لديكم أي نعمة تستشعرونها ،فتذكرونها ،تحمدوا الله عليها ،كلنا فيه مايكفيه ، والحمد لله ،عامة نلتقيكم على خير ،سلامن وما إن انتهت المكالمة حتى قاما بشطب رقم الهاتف كي لايسمعا ثانية مثل تلك المكالمة الكئيبة .