تربطنى علاقة جيدة بالاستاذ صلاح دياب رجل الأعمال المعروف وصاحب ومؤسس صحيفة المصري اليوم وكان بيننا اتصالات تليفونية عديدة ولقاءات ايضا كان اخرها في منزل الراحلة انيسة حسونة في ندوة لمناقشة كتابي عن السدود الاثيوبية والاخطاء التي ارتكبناها.
بالتأكيد هو عقليه ناضجة ومفكر والا ماكان ناجحا كرجل اعمال بل ويتحمل ويسامح في اخطاء وتجاوزات تحدث معه وضده،،،
وصلني لقاء تليفزيوني يصر فيه على فكره الذي لم يتغير وهو حتمية بناء مصانع كثيرة على اراضي الدلتا الزراعية ووسط السكان لنجد العماله الكافية ونقل الزراعة الي الصحراء وان الاراضي الصحراوية اعلى انتاجا من الاراضي السمراء القديمة!!!
اولا ياصديقي لولا الارض الزراعية ماكان التكدس السكاني الذي تتحدث عنه فمساحة الدلتا ٤.٥ فدان وبها ٨ محافظات فقط ويتكدس بها ٥٥٪ من سكان مصر وهى رأس مال مصر الزراعية وتنتج نحو ٧٠٪ من انتاجنا الزراعي بينما كل محافظات الصعيد لا تمتلك الا نحو ٢ مليون فدان اراض سمراء،،
ثانيا:- تمثل الاراضي الزراعية للدلتا والوادي ٣.٥٪ من مساحة مصر بينما تمثل سيناء ٦.١٪ من مساحة مصر اي ضعف مساحة الاراضي الزراعية في الوادي والدلتا وليس عشرة اضعاف كما ذكرت وانها تساوى او تقل قليلا عن حجم العمران اي الارض الزراعية وماحولها من مدن وعمران بحجم ٦.٥٪ من مساحة مصر ،،، فهل من المعقول ان نترك٩٣٪ من مساحة مصر كصحراء عديمة المياه ثم نقيم المصانع على ٣٪ للارض الزراعية التي تطعمنا!! سوف ترد وتقول ان انتاج الصحراء اعلى من الارض القديمة ولكن ماذا عن نقل ٣٣ الف كم من الترع الي الصحراء لرى الاراضي الزراعية في الصحراء وكم تكلفنا من اجل نقل مياه النيل اليها؟! وهل تعلم ان كل سنتيمتر مكعب من الارض الزراعية يتطلب ألف سنة لتكوينه!! تتحدث عن فكرك بأن المصانع تتطلب تكدس سكاني ولكن تذكر كيف ان العباسية كانت صحراء وشهدت معارك شرسة في عهد المماليك وكذلك مدينة نصر ومصر الجديدة واكتوبر وغيرها ثم انظر الي مشروع النوبارية بمساحة نحو مليون فدان وكيف يطعم القاهرة والاسكندرية حاليا كترسع زراعي وليس مإحلتل زراعي محل الارض السمراء!!
ثالثا:- دائما نقول ان الصحراء للصناعة وان الوادي والدلتا للزراعة وراجع كتاب عمنا رشدى عن ان اهدار المياه في الصحراء للزراعة امر غير محمود وهي للصناعة فقط التي تستهلك مياه اقل من الزراعة وتعطي دخلا أضعاف دخل الزراعة لذلك تتقدم الدول بالصناعة!!
انا احترم فكرك الثابت على المبدأ منذ عشرات السنين ولكن مع ارتفاع اسعار الدولار وارتفاع اسعار الغذاء اصبح الامن الغذائي اولا خاصة مع سياسات تسييس الغذاء وخلق تبعية سياسية وان القمح والزيوت والذرة والاعلاف والسكر وغيرها ستكون للحلفاء والاصدقاء وان البعض يزرع الغذاء الان كسلاح وغذاء،،،،