- لقد أخطأت في حق نفسك إذ لم تعامليه بندية ، مثلك مثله ، أنتما متساويان ، لا أجد مبررا لإذلاله لك ،أنت إمرأة عاملة بل وترأسين من هم أفضل منه ، لاتتهاوني في حقوقك كإمرأة ، ، لم تتحملين تصرفاته السخيفة؟!!.
- دعك منه الرجال أكثر من الهم على القلب، طالما لم يقدرك ، متعاملا معك بما لا يليق بك .
-أهلا بك ياحبيبة ماما ،نني عيوني،في بيت أبيك معززة مكرمة، غدا تتزوجين من خيرا منه، لست أول من ستطلق ،لاتخشي على أولادك . - يا ابنتي الغالية استهدي بالله ، لاتندفعي ، لاتفرطي بسهولة ،أين تفضيلك إياه على سائر من تقدموا طالبين الزواج منك ،أين فرحتك الغامرة يوم خطوبتك ،في حفل زفافك ؟د كل شيء ممكن إصلاحه بالحوار .
- أي حوار ياوالدي العزيز ، هل يرضيك مايحدث معي ، ومافعله بي؟.
- لا طبعا . لكن خراب البيوت ليس بالشيء الساهل.
- تحدثت معه ووالده ،ذكر لي الكثير عن تصرفاتك العنيدة العصبية ، جفاف معاملتك له .
- أنا مستنزفة ياوالدي مابين عملي ، رعاية بيتي وأولادي ، لم أقصر في حقه، ولاحق أولادي وواجباتي.
- ياغالية الحياة الزوجية صبر، وتحمل وتضحيات.
-لاتتهاون في حق بنتنا ، والله لنربينه ولنؤدبنه .
-ياجماعة أين نحن من ولاتنسوا الفضل بينكم ، فامساك بمعروف أو تسريح بإحسان ، هناك أطفال بينهما ،لما تصرون على إحداث جروح غائرة تترك ندوبا في النفس لاتندمل .
-كف تهاونا ياعمي ، لاتنس أن موقفها قوي فهي حاضنة ، ومعها قائمة منقولاتها ، ومؤخرها ،ومن حقها قانونا أن تطلب الطلاق إما للضرر أوالشقاق أوالهجر، أو عدم الإنفاق، أو استحكام الخلاف بينهما، هذا غير ماستتبع الطلاق أثناء وبعد نظر قضية الطلاق وهي حوالي من ستة عشرة إلى عشرين قضية .
تم الطلاق ،أضيف لقاموسها مفردات جديدة فلوس النفقة ، الرؤية ، الحضانة ، حكم التبديد ،محكمة الأسرة،سكرتير الجلسة،قلم المحضرين ، تعلمت الصبر بالساعات في انتظار الجلسات وقد كان تدريبا عمليا على الصبر الممتزج القهرا عجزا رضوخا استسلاما لاتملك حتى رفاهية الاعتراض على مشهد تشارك فيه ،مربوطة بخيوط كما في مسرح العرائس ، شتان فلقد كانت نافدة الصبر دوما على تحمل أي حوار مع زوجها ،وحين يحين نظر جلستها تفاجيء في أقل من دقيقتيتن بقرار تأجيل الجلسة، انشغلت تماما عن عملها ، نعم تقيم في مسكن الزوجية الخرب الخاوي ، مشتتة بين متابعة القضايا والإتصال اليومي بصديقتها المحامية لمتابعة تطورات وتتبع آثار الطلاق، وجهودها في إخضاعه وإذلاله.وسط ضجر والدها من إقامة أمها لديها لتساعدها في العناية بأطفالها ، ضجرها من شقاوتهم ، ضجيجهم .
لم يعد راتبها ولانفقات أولادها يكفونهم ، فتضطر لإقامة دعاوى أخرى لزيادة قيمة النفقات ، بل باعت شبكتها لتدفع نفقات القضايا ، ناهيك عن عدم انتظامها في تمكين طليقها من رؤية أطفاله بالنادي الاجتماعي القريب،حزن أطفالها وبكائهم عند فراق أبيهم ، مع حدوث تغيرات سلوكية مهملين دروسهم ،تنامي الصفات السلبية من عناد وعصبية زائدة،ناهيك عن قلق صديقاتها منها ،عدم التعامل معها خوفا وغيرة على أزواجهن ،بعد حصولها على لقب مطلقة،الأدهى التنبيه عليها بألا تحضر لبيت والدها وأطفالها أثناء زيارة خطيب شقيقتها الصغرى وأهله .
مابين والآخر يتقدم لها عريس إما أرمل أو مطلق ، أو لديه زوجة مريضة لايريد أن يطلقها إكرام لعشرته معها ولظروفها الإنسانية ، سيجعل لها شقتها الخاصة ، أو عروض زواج لأيام محددة في كل أسبوع ، عرو ض زواج مسيار، ليقف تفكيرها في مصير أولادها عائقا ،بعد ممارسات أولادها مع أمها ومللها وضجرها لن تتحمل إقامتهم لديها ،بينما يشتعل قلبها عند علمها بإقدام طليقها على خطبة إحداهن ، يستعد للزواج على أن يصطحبها معه في سفره لأحد الدول العربية بعد حصوله على عقد .
تبدلت حياتها رأسا على عقب ، لم تستطع التوفيق بين عملها وبين واجباتها كأم حاضنة مطلقة .
بينما تشاهد برنامجا تتحدث فيه أحد المذيعات في كامل أناقتها وزينتها ، خرابات البيوت عن استقلال وحقوق المرأة ، معها أحد النسوة المتشنجات من المحرضات على الرجال ، تأملت حالها ،ما آلت إليه أمورها من ترد شديد ، انهيار ، حتى صديقتها المحامية ضاقت بها ،قلما تسمع لها ،أوتقابلها، لم تتمالك نفسها إلا والدموع تترقرق في عينيها ، بصقت على التليفزيون ، تناولت الهاتف ،اتصلت بالفني ليصلح لها غسالتها ، ياهانم ماركتها قديمة ،الأفضل أن تشتري أخري جديدة ،لا أرجوك صلحها فهي غالية علي ، لكن إصلاحها صعب ،وقطع غيارها صعب الحصول عليها ،مهما تكلفت لايهمني يهمني إصلاحها ،وأفاقت ليتني كنت ……….
–