كنا مجموعة من الأصدقاء نتحدث حول الحج.
إنتقد البعض منا ما يعرف بالحج “السوبر” ، حيث يقيم هذا الحاج الثري في الأماكن “اللوكس”!!
قال واحد من المنتقدين: ترى هل يقبل الله هذا النوع من الحج الذي يقوم على “الدلع”؟؟
لقد أدى الفريضة ، لكنه بتقدير مقبول فقط!!
وقال آخر: لا أظنه يشعر بلذة العبادة ، كيف يتحقق له ذلك ولم يمكث في الأراضي المقدسة إلا أياما معدودات ؟؟ فهو “يخطف الفريضة خطف”!!
تدخلت في الحديث مقاطعا وقلت: ومن أنتم حتى تحكموا على هذا النوع من الحج إذا كان مقبولاً أم لا ؟؟
فلندع هذا الأمر لصاحبه رب العالمين ، وأظنه سيقبله بإذن الله ،
قال أحدهم مازحاً: تدافع عن الحج السوبر لأنني أعتقد أنك أديت الفريضة بهذه الطريقة!!
لم أشاركه المزاح أو الضحك بل قلت جادا: ومن قال أن المشقة مطلوبة في حد ذاتها ؟ لقد طلب الله سبحانه وتعالى أداء الفريضة فقط ، وليس من شروط الحج ولا من أركانه أن يصاحبه التعب!!
المهم أن يؤدي الحاج المناسك بما يرضي الله وبطريقة صحيحة ، فإذا صاحب أداء الفريضة تعب ومشقة وتحمل ذلك بصبر جميل ، يعني دون تذمر أو شكوى ، فله ثوابه عند الله ، لكن إذا إستطاع تجنب مشاق الحج قدر الإمكان ، وكانت قدرته المالية تسمح بذلك فلا غبار عليه ، فلم يقل عاقل أن “بهدلة” الناس في الأراضي المقدسة أمر مرغوب فيه!!
بل العكس هو الصحيح تماماً ، فالمفروض أداء المناسك في حدود ونظام ، مع الحرص الكامل على مراعاة الآخرين. وليس من الضروري أن يمكث الحاج في الأراضي الحجازية مدة طويلة حيث يثبت أنه جاد في أداء الفريضة!!
الله أعلم بنية كل منا ، وقد لا تمكنه ظروفه من الجلوس بالأسابيع في الحرم المكي أو المسجد النبوي .. المهم إنعكاس أداء فريضة الحج على سلوكه ، ومدى التأثير الذي تتركه في نفس صاحبها ..
وأسأل حضرتك ما رأيك في الحج السوبر ؟؟