كتب عادل احمد
منذ قرن من الزمان، كانت الكريكيت تعتبر لعبة الرجل الأبيض. ولكن لم يمضي الكثير من الوقت قبل أن تزداد شعبية اللعبة في المستعمرات، حيث كانت تعد رمزاً للانتصار على أغلال الاستعمار. كانت لعبة الكريكيت تغرس مشاعر الفخر في المستعمرات حديثة الاستقلال في آسيا وأفريقيا ومنطقة الكاريبي، حيث كانت مصدراً للأمل والإلهام والتقارب بين الأعداد الكبيرة من سكان هذه الدول.
واليوم، أصبحت اللعبة تنتشر بسرعة في الكثير من البلدان، حيث ازدادت شعبيتها في أكثر من 108 دولة، منها الولايات المتحدة وسويسرا والنمسا ودول الخليج. كما ستصبح الكريكيت جزءاً من الألعاب الأوليمبية بدءًا من أولمبياد لاس فيجاس 2028.
يرتبط تاريخ لعبة الكريكيت في مصر ارتباطاً وثيقاً بتاريخ الجالية الهندية فيها. في وقت سابق، كان فندق مينا هاوس تديره مجموعة أوبروي الهندية. وخلال تلك الفترة، كانت الأرض التابعة للفندق بمثابة مكان رائع وملائم لتطلعات الجالية في لعبة الكريكيت. ومع نمو الجالية في مصر، نظمت جمعية الجالية الهندية في مصر عام 2016 أول بطولة رسمية للكريكيت تضم فرقًا هندية تمثل العديد من الشركات المملوكة لمجتمع الأعمال الهندي في مصر.
ومنذ ذلك الحين، يتم تنظيم البطولة كل عام من قبل الاتحاد الرياضي للجالية الهندية. وقد اختتمت النسخة الأخيرة من البطولة في 7 يونيو 2024، في ملعب مجتمع البهرة في 6 أكتوبر، حيث احتشد عدد من كبار الشخصيات وعشاق لعبة الكريكيت من الهند والدول الأخرى المعنية باللعبة مثل سريلانكا وبنجلاديش ونيبال وكينيا والولايات المتحدة، وذلك لمشاهدة المباراة النهائية المثيرة بين فريقي مجموعة إمبي ومقرها الإسماعيلية وشركة فليكس بي. فيلمز ومقرها الجيزة.
ورغم الطقس الحار، توافد عشاق الرياضة المصريون بأعداد كبيرة لمشاهدة المباراة. لقد بات واضحاً أن لعبة الكريكيت يمكن أن تكون الحدث الكبير التالي في العلاقات الثنائية بين الهند ومصر…!!