** لماذا مات الحب مخنوقا بين أوراقنا المهجوره وأصبحت كل مشاعرنا معلبه فى الإنترنت
الرسائل والجوابات القديمه أجمل بكثير لأنها كانت أصدق وتكتب بدافع من الحب أما رسائل السوشيال ميديا فهى تفتقد لكل المشاعر والأحاسيس كما أنها تفقد كثير من المصداقيه وتكتب فقط بحكم العاده ومسايرة الواقع
** كانت للجوابات لهفه جميله زمان وهى لهفة الإنتظار لمعرفة الأخبار كما كانت لها مكانه خاصه فى قلوبنا نحن الجيل الذى تخطى الستين عاما الآن قبل أن تدهس هذه المكانه سرعة الإنترنت برسائله السريعه والتى تصل من وإلى فى نفس اللحظه لكن للأسف خاليه من أى مشاعر
** تخيل معى حجم السعاده الآن عندما تسترجع جوابات قديمه أرسلها والدك وهو فى الغربه إلى والدتك أو جواباً من صديق عزيز على قلبك يطمئن فيه عليك
أظن رسائل الإنترنت السريعه لا يمكن إستعادتها مرة أخرى ولا يمكن أن يكون لها نفس الأثر النفسى الذى يصنعه الجواب القديم
** كان الجواب يأتى وهو ملئ بالشوق والحنين والحب الخالص وكانت الناس تتبادل عن طريقه التهانى بالأعياد والمناسبات المختلفه
** نحن جيل كان الجواب يمثل له جزء هام من حياته فجميعنا تقريباً كتب جوابات لنفسه مكتظه بكل عبارات الحب والغزل سارحا بخياله ثم يحمل فى نهايته توقيع بكلمة العاشق ٠٠٠٠٠٠٠٠ فلان
** بدأت علاقتى بالجوابات مبكراً عندما أرسل معى ناظر مدرسة حدائق الزيتون الإبتدائية جواباً لأبى يطلب منه الحضور إلى المدرسه لحضور تكريمى ضمن أوائل المدرسه فى السنوات الدراسيه المختلفه
هذا الجواب الذى مازال موجوداً عندى حتى اليوم محافظا عليه بالرغم من إصفرار ورقه إلا أنه يحمل عبق الماضى الجميل
** توطدت علاقتى بكتابة أو قراءة الجوابات بعد ذلك من خلال الرسائل المتبادله بين الأهل والأقارب فى بلدتى (كفر شكر) والتى كانت تتم بصوره منتظمه كل أسبوعين
** ومع عام (1980) توسعت دائرة كتابة الجوابات حيث تم تعيين (محمد أخى فى الإسماعيلية وكذلك عماد أخى فى الشرقيه) ومازالت بعض هذه الجوابات موجوده حتى اليوم وعند قراءتها الآن تسرح فى ذكريات هذه الأيام
** مازلت أحتفظ بجواب من صديقى (مجدى وهبه) أرسله لى من أمريكا عام (1984) وأضحك كثيراً عندما اقرأ كلامه وهو يسألنى (هو مين اللى كسب نهائى الكأس الأهلى أم المصرى ؟) كما أنه يقول لى (ياشوية أندال العيد يعدى ومافيش ولا واحد فيكم بعت لى جواب لا إنت ولا عبد الحكيم ولا مصطفى كمال)
** مازلت أحتفظ بجواب أرسله لى عبد الحكيم عرفان عندما سافر للعمل بالسعوديه عام (1994) يطمئن فيه على الجميع ويقول لى بإنه يفكر فى العوده مرة أخرى
** أما الجوابات التى كان يرسلها والدى لوالدتى أثناء فترة الحروب للإطمئنان علينا ومعرفة أخبار نتائج الإمتحانات فهى تمثل لى جزء هام وجميل من الذكريات
** أشتاق أحياناً الآن إلى القلم والورقه ومظاريف الجوابات وطوابع البريد لأكتب جواباً لأى إنسان وربما أقطعه بعد ذلك أو أحتفظ به لكن دائما ستظل
أجمل الرسائل رساله أحتضنت أحلامنا
وأروع الرسائل رساله شهدت ميلاد أحاسيسنا
وأصدق الرسائل رساله كتبت بدموع القلب قبل العين