اهتم الإسلام بآداب السلوك ؛ لأنها ترجمان الأخلاق ، وقد تعجب حين تعلم أن الإسلام دعا إلى التجمل بالسلوك الحسن حتى مع الظواهر الطبيعية وهو عندما يحض على ذلك يرمي إلى تأثر النفس بالقول الحسن وانفعالها به حتى يصبح هذا القول طبيعة فيها وسجية من سجاياها ومن ذلك ما جاء عن أبي المنذر أبي بن كعب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به) وما جاء عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : سمعت رَسُول اللَّهِ ﷺ يقول: (الريح من رَوْح اللَّه، تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها، وسلوا اللَّه خيرها واستعيذوا بالله من شرها). معنى قوله ﷺ (من روح اللَّه) ( بفتح الراء: أي رحمته بعباده. وما جاء عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: كان النبي ﷺ إذا عصفت الريح قال: (اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به)
هكذا يربي الإسلام أتباعه على القول الحسن حتى مع الظواهر الطبيعية كالريح ومن ذلك أيضًا ما جاء عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ، أن رجلا لعن الريح عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : ( لا تلعن الريح فإنها مأمورة ، من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه ) الإسلام أيها السادة دعوة حارة لنشر مكارم الأخلاق ومحاسن الصفات ، دعوة لنشر الجمال وصنع الإخاء والتسامح والتعايش مع كل موجود على ظهر هذه الأرض .
اقرأ إن شئت قوله تعالى: (ولكم فيها جمال…) وقوله تعالى: ( والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة..) وقوله تعالى: (فاصفح الصفح الجميل) وقوله تعالى: (واهجرهم هجرا جميلا) وقوله تعالى: (فصبر جميل) والآيات الكريمة والأحاديث الشريفة في هذا المعنى كثيرة وفوائدها عظيمة.
أتدري أيها القارئ وأيتها القارئة لم فرح الكون كله بميلاد محمد صلى الله عليه وسلم ؟! لأن هذا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الذي سيصلح هذا الكائن ( الإنسان ) مع الكون حتى يسير كل منهما في طريق واحد نحو رضوان الله عز وجل