يعتبر الوشق المصرى هام للغاية في الثقافة المصرية القديمة في العصر الفرعونى، حيث تشير منحوتات الوشق إلى قيامها بحراسة مقابر الفراعنة. وأحب المصريون القدماء القطط لدرجة أنهم كانوا يقومون بتحنيطها ودفنها وفقا لطقوس متقنة وغالبًا ما دُفِنوها مع البشر لينضموا إليهم فى الآخرة، ومن المفارقات أن القطط كانت تعتبر أيضًا أضحيات مناسبة للآلهة. والوشق المصري هو من السنوريات متوسطة الحجم كان يعُتقد لفترة انه له صلة وثيقة بالوشق الاوراسي الا انه بالدراسات الحديثة و تحليل الحمض النووي اثبت انه ليس وثيق الصله به و لكنه اقرب الى القط الذهبي الافريقي و البج (السرفال). ويتميز الوشق العربي بحجمة المتوسط، وسرعته العالية مقارنة بالقطط البرية، وينتمي الوشق العربي لمملكة الحيوان، ويصنف من فئة الثدييات، آكلة اللحوم، وعائلته السنوريات، وجنسه الكراكال.
حيوان عدواني إنعزالي، يعشق السيطرة، معروف بقوته رغم حجمه الصغير، ينتمي إلى قبيلة محاربة، وصف بالقط الأشرس في العالم، بل أن بعض خبراء الحياة البرية يرون أنه لا يقل خطورة عن النمور والفهود، وإن كان أكثر خطرًا عندما يتواجد في الصحاري القاحلة. ويُعد “الوشق المصري” أو القط البري، ذلك الفهد الصغير، والذي يلقبه العامة بصياد القرود، أو القاتل الطائر، لخفة حركته أثناء الانقضاض علي الفريسة، أحد الحيوانات الثديية آكلة اللحوم، التي تنتمي إلى فصيلة السنوريات، ويستوطن الغابات والسافانا والمستنقعات والصحاري، ويفضل المناطق الجافة ذات الأمطار المنخفضة، وهو حيوان واسع الإنتشار، فيمكن أن تراه في بعض دول إفريقيا والشرق الأوسط وأسيا الغربية حتى إيران والهند، يطلق عليه الكثير من الأسماء منها الوشق الفارسي، والوشق الإفريقي، وأم ريشات، والتُفه، والوشق الصحراوي، وأيضا بالكراكال أو القرقول أو عنّاق الأرض.
وعناق الأرض او الوشق اوأم ريشة يتواجد في افريقيا و اسيا و يتواجد بمصر بسيناء و الصحراء الشرقية و ساحل البحر المتوسط. هو قط متوسط الحجم نحيل عضلي له سيقان طويلة و ذيل قصير نسبياً بالنسبة لطول جسمه ويتراوح طوله بين 65-90 سم و طول الذيل يصل لـ 30 سم الذكور يتراوح وزنها بين 13-18 كجم و الاناث يصل وزنها لـ 11كجم . لونها يكون بين الاحمر النبيذي و الرمادي و الاصفر و توجد طفرات سوداء. يعيش في المناطق الصحراوية و شبه الصحراوية و مناطق السافانا و الغابات و هو حيوان انعزالي و لكن يمكن ان يعيش في ازواج و هو يستطيع تحمل البعد عن الماء لفترة حيث انه يستخلص احتياجياته من السوائل من الطرائد التي يقتنصها. والعناق يصطاد اثناء الليل و ايضا اثناء النهار في المواسم المعتدلة و الشتاء و هو يصطاد القوارض و الارانب البرية و الزواحف و الطيور كما انه يستطيع صيد الغزلان او النعام الصغير . و عمر العناق يصل لـ 12 عام في البرية و 17 عام في الاسر .
وتتميز ذكور الوشق عن الإناث في الحجم، فيصل وزن الذكر 18 كيلوجراما، بينما تزن الإناث 11 كيلوجرام، وبطول يصل إلي 65 سنتيمتر، كما يتراوح طول ذيله من 20 سم إلى 30 سم، ويصل ارتفاعه عند الكتف من 40 إلى 45 سنتيمتر، ورغم إنه يصنف من السنوريات الصغيرة، إلا إنه أثقلها وأسرعها على الإطلاق, إذ تقارب سرعته “البج” البالغ، وهو المعروف بالقط النمر، وتعد أذنه السوداء التي تنتهي بخصلة طويلة من الشعر أكثر ما يميزه، فطولها يصل إلى 4.5 سنتيمتر، لذلك تعددت أسمائه، فأطلق عليه “كارامال”، أي الآذان السوداء.
يعشق الوشق المصري حالة الإنعزال التي فرضها علي نفسه، ولا يحب أن يدخل الغرباء مواقع سيطرته، وإن كان أحيانا يعيش في أزواج، كما أنه قادر على أن يعيش لفترات طويلة دون ماء، مستعينا بقضاء حاجته من العصارات التي يستخلصها من طرائده، فهو حيوان ليلي النشاط، عادة ما يقوم بحملات صيده أثناء الليل، وإن كان في المواسم الباردة يصطاد في النهار، ويصعب مراقبته لخفة حركته، فنراه يخرج من عرينه ويعود إليه دون أن يلاحظه أحد.
يتغذى الوشق المصري على القوارض، والأرانب البرية، والوبر، وقد يهاجم طرائد أكبر حجما منه مثل الغزلان، والظباء الصغيرة، والقرود، والأغنام، والماعز، كما إنه يهاجم المواشي الكبيرة الحجم، فهو حيوان مُتحين للفرص، يعيش على مجموعة متنوعة من الفرائس، وإن كان يميل إلى المتوفر من الطرائد، كما إنه يتناول الأعشاب والعنب للقضاء على الطفيلات التي تؤلم معدته، وأحيانا ما يأكل السحالي والثعابين والحشرات، إلا أن نظامه الغذائي يعتمد بنسبة 80% على الثدييات.
يتعامل الوشق المصري مع صيده بطريقة مختلفة عن باقي الحيوانات اللاحمة، فهو لا يأكل الطريدة كلها، بل ينتزع اللحم من الفراء الخارجي، فيمكنه قص اللحم ونزعه من الجلد بدقة متناهية بحيث لا يمتزج بشعر الفريسة، أيضا لا يقترب من أمعاءها وأعضاءها الداخلية، وبرغم ذلك فهو يأكل ريش الطيور الصغيرة التي يمسك بها ويمكنه أكل اللحوم العفنة.
سرعته وخفة حركته جعلته قادرًا على صيد الطيور وهي في الهواء، فقوة ساقيه الخلفيتين تسمح له بالقفز لأكثر من 3 أمتار في الهواء، وخفته جعلته قادرًا على تغيير اتجاه انقضاضاته طبقا لحركة الطيور وهي في الهواء، كما يتبع فرائسه على الأشجار، فهو قادر على التسلق لأكثر من 5 أمتار، أما الفرائس الكبيرة كالظباء فينقض بهجمة سريعة ويقبض بأنيابه التي تشبه أنياب الكلاب على رقبتها من الخلف، فتختنق وتموت على الفور، ثم يسحبها إلى مكانه المفضل ليتناولها بهدوء.
يصبح الوشق كامل النضج جنسيا عندما يبلغ سنة من عمره، وتتعايش الأنثى مع الذكر حتى ينتهي الجماع، ثم ينفصلا، ويستمر حمل الأنثى ما بين شهرين وثلاثة أشهر، ثم تضع حملها إما وسط النباتات الكثيفة، أو في الجحور المهجورة، وهي تلد من واحد إلى 6 قطط، تولد صغارها بعينين وأذنين مغلقتين لفترة 10 أيام، ومخالبها تظل غير قابلة للسحب إلى الداخل لفترة 21 يوما، كما تقوم بصيدها الأول عند عمر 3 شهور، ويترك الأحداث أمهاتهن في فترة تتراوح بين تسعة وعشرة أشهر، على الرغم من أن بعض الإناث يبقين مع أمهاتهن، ويبلغ متوسط عمر الوشق في الأسر 16 عاما تقريبا.
الوشق الإفريقي أو عنّاق الأرض غير مهدد بالإنقراض حسب القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض (IUCN Red list) إلا أنه محمي قانونيا في عديد من الدول التي يتواجد بها. وعتبر هذا النوع قريبا من التهديد بالإنقراض (NT) على مستوى منطقة البحر الأبيض المتوسط وفقًا لمعايير القائمة الحمراء.
بقلم: ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-سفير النوايا الحسنة- مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس استاذ ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس ورئيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان – مدير وحدة الجودة بالكلية- عضو اللجنة العلمية والإدارية لإتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم