سهل بن عبد الكريم و الشاعر احمد قنديل
قصائد بمنتهى الدهشة والأبهار
اضع بين يديكم الكريمتين نصّ الشّاعرة الجوهرة أمال بوحرب..ونصّ الشّاعر الجوهرة روضة بوسليمي وكلاهما من تونس الخضراء.. سادتي الأفاضل الشّاعر الكوني سهل بن عبد الكريم صاحب مؤسسة صهيل للشّعر والأدب عالي الجودة.. والشّاعر الكوني احمد قنديل..لما لكم من حفاوة التكريم على القصيد الأنجع في الحسّ والشّعور النّسوي وخاصة الاخ احمد قنديل الذي يلاقي ترحيبا مميزا لحضوره الدائم في تونس الخضراء..ولسهيل المدرسة ليتعرف على ما تبوح به شاعراتنا الكبيرات الدّكتورة أمال بوحرب.. والكبير الروضة الغناء كلام ذو شجون واقلام يستحق النظر اليها مع جل احتراماتي لكم وشكري الجزيل سادتي الأفاضل..
……………………..
يقولون
إن أشجار الياسمين لاتتعب أحدًا في
البحث عنها، لأن عبيرها العطر يدل عليها !!
كذلك البشر يعرفهم الناس بما يفوح من عطر مواقفهم وطيب افعالهم وجميل عباراتهم
دمتم كأشجار الياسمين معطرين بطيب افعالكم !
الكاتب كاظم شلش
…….
نص الدكتورة أمال بوحرب / تونس
سأعتنقك
———-
أَ تَأبَى وِصَالي
بلُطفٍ،
وتَأبى حبيبي
فِراقي !!؟
وتكتُم حِسَّ المُعَنَّى
وتسكبُ دمْع المآقي
فتفضحك العَينُ
غصبًا،
وعيناي عند التلاقي،
لِمَ يا حبيبي
تُغرّد،
وتجرفُ خدّك
السواقي،
لماذا تعانق
خيالاً،
وترفض خِلّي
عِناقي. !؟
كظِلّي،
إذا رُمتُ تنأى
وإن رُحتُ ترجو
لِحاقي..
وتمنعُ عنّي السِّقا
بعدما كنت لي
خيرَ ساقِ…
وتغرس سهما بقلبي
و تُحكمُ حَولي
وِثاقي..
كَعبدٍ أراني بحبكْ
وتدعو لغير
انعتاقي.
فلو كان حُبّك دِينًا
لأَعلنتُ
خير اعتناقي،
و صلّيتُ
عند مقامك
وأغوَيتُ كُل رفاقي
سأسعى لِرَشفَة ماء،
تهُون بها
ذي الحراقِ
وأصعد خير الجذوع،
لقطع لذيذ
العِذاق
وأنساب كالماء فوق
حقولك
فيحلو انسِياقي..
أُلازِمُ صَرحَك دَوما
وتأبى الرَّحيلَ
نِياقي..
لالم تقولي, ولكنْ قد وشَى الفلُّ
… .. لمَّا مَرَرتِ ,وعطرُ منكِ يَـنـسَلُّ
.
مرت بأرضي وقلبي إثرخطوتها
… .. حـتَّـى تَـمَـنَّـيتُـهَا لـلأرض تَـحـتلُّ
.
لم أدر حين تَـثَـنتْ , هل أقَـبِّـلُـها
… … أم أكتفي بالذي يَـهـمي به الظِّـلُّ
.
أحمد قنديل
………………..
نص..روضة بوسليمي / تونس
على المآقي سلام
يلامس حزني الأكوان
من أقطابها الباردة
إلى مشارقها والمغارب
لا شغل للمآقي غير الهطول
فالأرض لن تعمّر حين تهجرها الجداول
يواصل الكونُ انتحابه
نمضي في بكاء جميل
يلتقي دمع محترق
بفيض ماء منسكب
نتواسى بالصّبر الممدود
ومحبّة هزمت الحدود …
المداد ،مزن حبلى بالقصائد مثنى ورباعا
والآهات تشهد تفاصيل المخاض
والتراتيل مجاديف أرواح سائحة
سيّدة زاهدة اعتلت عرشها
تطلّ على المدى كآلهة الإغريق
تنجد ذا الغريق وذا الغريق
تنحت مشاهد بارقة على قلوب
صدق وعدها …
سيّدة حالمة روّضت عروش المعنى
تعزف على آلة الزّمن الهارب
لحنا دسما يختزل نزق الكون
بصوت كناري نهل من دجلة للتّوّ
فتمطّى الزّهر والطّير
قسما بصدق احتواه الجوى
لا أحد يطعن في براءة القلوب
لا احد يتجرّأ على شفافيتها
في قلوب آمنة
ترقد قصائد حانية
يتجلّى الكلم لازورديّا
كلّما تاقت الأرواح إلى ما يوحي
يُشدّ الرّحال إلى قبلة النّجوى
وفي البال أنغام منحوتة
وبالأيمان ما يؤنس من تسابيح الحلاّج
الرّشد ، حقّ لا يستوي في مملكة العشق
ما غفل القلب وما زاغ
وإن أحدثت الوحدة فيه هوّة
سيعتذر العلقم عن مذاقه المرّ
وقد اخجله ما لاح في العيون
وإن عاند السّراب السّراب
ما أعذب أن تبدأ يومك بالدّهشة مع
وميض السّنا !!!
انا ومن اعتنق الهوى
وحدنا حاورنا النّجوم
وحدنا أحلّ لنا عجن الأرض وخبزها
وحدنا نهدهد شعرا صدوقا
ينام في عيون حمام هارب من حرائق
الحرب …
ما كلّ الماء ماء
هذا آسن أجاج
وهذا عذب فرات
وآخر القول ؛ على المآقي سلام
نص..أمال بوحرب/ تونس
أنا في الهوى
———-
كمَن هرولت بين الصفا والمروة
مرارا…
تنشد ريًّا ،، كيف لا ،،؟
واسماعيل عطشانا.
عليه من الله
رضوانا.
وانا أحوم حولك مُرفرفة،
تجتاحك العين،
تُمشّط أرضك،
عساها تظفر بشربة ،
فالعشق إضمارا
يرفرف قلبي داخل قفصي،
فقط، أنت لا ترى
له خفقانا
تراني بِكَرّي و فَرّي
حول جداولك العطشى ،
فتظن أني ريانة
حُمت، وترصَّدتُ ينابيعك،
ومنك ما اكتفيتُ
إذ كيف بالعين
تروي من كان ظمآنا.!؟
كَمَن تيمّم لصلاة
في غياب الماء
أتراني هتانا،،؟!
بل، حتى التيمم على
ذكراك،
والصبر الطهور
باتا سيانا …
نص ..روضة بوسليمي/ تونس
شهد القول
يتراءى لي الموت قاب وقتين أو أدنى
أراني ، كم مرّة مع قوافل الموتى
مع انّ عينيّ مفتوحتان
أمسك — بقوّة — يدّ الرّيح
أسندُ قلبا مخذولا نجا من تلف
أرقيه بمعوّذات من *حصن حصين –
أتوضّأ بماء من وريد الرّجاء
أقيم صلاة غير الصّلاة
أصلّي نوافل ألزمتُ بها قلبي
لم تذكر في كتب الأوّلين
أمضي *كبوهميّ —
لا يستسلم ، إلى رحلة بلا نهاية …
تاركا خلفه إعلانات الحداد
والعادات …
قانعا بالدّهشة
واللّامبالاة ،
والضّوء …
أخبز قصائد من عسل
أُغوي بها البوح
أتعفّف عمّا زرع في أرض تربتها الجفاء
أتعوّذ من سعة مخيالي
كي لا تُحدِث يدٌ قريبة في روحي
مزيدا من جروح عصيّة على الرّتق
ألاعب من عشقوا الأرصفة
أتكلّم لغة خرائط يفقهها الحجر
والطّير والبشر …
حتّى إذا ما أفل الحزن
أرتدّ في وضح النّهار
وأعلن عشقي للآفلين
على مرايا الماء
أستنطق وجها مكتنزا بالتّيه
تكبّد …– ومازال … —
ما ثقل من وطأة اللّيل
عشّشت فيه الدّهشة
تتزوّد منه قوافل الأسئلة حاجتها
وجه امرأة جاءت من أقصى الرّيح
تستسقي ما بقي من صحرائها
تمدّ خيامها على أطراف البوادي
تحصّن قلبها العليل بقصيد
لم تتسلّل إليه يد المدن
والى المتلقي اللبيب الشاعر والشاعرة.من كل بقاع دولة الشعر اضع بين ايديكم ..جمال الشعر وفن قصيد الجوهرتين الثمينتين..امال بوحرب.وروضة بوسليمي لحسن التقيم وجمال الابداع.دمتم بحضور الصمت في حضرة الجمال فن الحرف البهيج وتذوق المفرده وبلاغة الصورة… مع محبتي لأهل الذائقة الشعرية جيشنا العرمرم وفائق التقدير..