إن الجماعة غير المأسوف عليها باتت تتبنى منهجية مقيتة في الترويج للشائعات بغية خلق حالة من الارتباك في ربوع الوطن عبر منابرها الخبيثة ومنتسبيها على الأرض في كل مكان وزمان؛ لتتعمد المبالغة في تناول مجريات الأحداث كي تسهم بقوة في تهويل الأمور وتشويه ماهية الاستقرار في ربوع وطننا الحبيب، وتعتمد على مصادر باتت مفضوحة للرأي العام المصري على وجه الخصوص، بل وعلى كافة المستويات الإقليمية والعالمية.
وندرك أنه كلما حققت الدولة إنجازات غير مسبوقة على أرض الواقع وفي الميدان المعاش نجد حالة من السعار تبديها الفئات الضالة فتعدد من مصادر بث الشائعات وتبتدع ما يخلق حالة من فك الرباط والوثاق والنسيج المجتمعي؛ فتستخدم طرائق ليست بالتقليدية في محاولات إضعاف الثقة لدى نفوس العامة من هذا الشعب العظيم، الذي أكدت مواقفه الحاسمة مرارًا وتكرارًا على اصطفافه خلف دولته ومؤسسات وطنه؛ فلا مساس بأمن داخلي وخارجي على السواء، وأن التضحية شعار المرحلة لا ريب.
ونوقن أن جماعات الضلال غاية أمانيها نشر الفوضى بعد إثارة البلبلة الممنهجة كي تحقق زعزعة للاستقرار وتضعف اللحمة والجبهة الداخلية، ومن ثم تنال من الأمن القومي المصري أو من أحد أبعاده المهمة، ومن ثم تجتهد في تعددية مصادرها وفي نهاية المطاف تطلق سمومها عبر الفضاء المنفلت كي يحدث العميم الشائعات المغرضة أو ما يثير الزعر والخوف بين المجتمع، وما قد يتسبب حسب زعمهم في إحداث الفرقة والتفكك المنشود لتخلو لهم الساحة ويحققون مآربهم الخبيثة.
إن حالة الحقد البينة والكراهية المعلنة والعدوانية السافرة من قبل جماعات الظلام تجاه مصر ورموزها ومن حلموا على عاتقهم راية الإعمار ودحر الإرهاب في آن واحد، لها دلالة ومغزى واحد لا ينفك عن ماهية الفكر المنحرف، ويتمثل في الهدم مقابل تحقيق الغايات، وهذا المسعى الخبيث لن يحدث ما دام هناك يقظة شعبية تمتلك وعي تام بمجريات الأحداث وما يدور حولنا من صراعات لم ولن تنتهي؛ بالإضافة إلى الدور المؤسسي الذي يقع على عاتق مؤسساتنا الوطنية وأجهزتها المعنية التي تستبق الحدث وتدحر المخططات في صورها المختلفة؛ في أمن وأمان وصمام هذه الدولة العظيمة القدر والمقدار.
وثمة تساؤل مشروع نوجهه لتلك الجماعات الفاجرة في الخصومة؛ فنقول: هل نكافئُ ولى الأمر بعدما اجتهد بأن نتطاول عليه؟، أم نقدم له الشكر والامتنان والتقدير، ونصوب معه المعوج بالحكمة والموعظة الحسنة؛ أليس هذا في عقيدنا السمحة، وهل يستطيع أحد منكم كائن من كان أن يتجاوز في حق ولي أمر دولته التي يقطنها ويرتزق منها وينعم في خيراتها؟، والشاهد أنكم مجحفون في الطرح مغرضون في الغاية، ولسوف تذهب جهودكم سدى.
نحبطكم فنقول، إن معنويات المصريين وحبهم لوطنهم وتماسكهم في البأساء والضراء، ومشاعرهم الجياشة التي حققت ماهية التكافل والتضامن غير المسبوقة في العالم بأسره، وثقتهم في ربهم ومن بعد قيادتهم ومؤسسات وطنهم، لن يهزمهم ما تشيعونه وتروجون له من أباطيل وأكاذيب ليل نهار، ولن تفلح حيل الفتن التي تمارسونها في صورة ألاعيب قذرة لا تليق البتة بمن يجعل الدين شعاره؛ فالكذب يفوح من مصادركم غير السوية، وستظل قيم المجتمع النبيلة وأخلاقه الحميدة سياجًا حاميًا للدولة ورموزها ومحبيها وقاطنيها ومن يزودون عنها في كل وقت وحين.
ورغم نجاح أسلافكم في تفكيك دول كانت لها مكانتها ومعيشتها الكريمة واستقرارها الواضح في الإعمار والبنيان والتقدم في مجالات التنمية بتنوعاتها؛ فهذا بفضل الله لن يتحقق في مصرنا الغالية، وكل ادعاء وافتراء وتقول مقيت لن يحدث فارقًا في نفوسنا الطاهرة التي تحمل الخير وتبغض الإرهاب والتطرف بكل صوره وأشكاله الثابتة من قبلكم بالشاهد والدليل.
إن جمهورية مصر العربية ومكانتها الكبيرة في القلوب للمصريين في الخارج قبل الداخل، ومحبتهم الغامرة لن تؤثر فيها شائعات تنال من مسئول أو قائد؛ فالشعب استوعب الدروس والعبر من مواقف الذي خذلوه وأرادوا أن يجعلوه أسيرًا لديهم بمعتقدات وأفكار لا تعترف بوطن ولا حدود؛ فالغاية لديهم تبرر الوسيلة دون جدال أو تفكير.