تتوهم المرأة أنها إذا خدمت أسرتها فهي فاشلة، بينما إذا خدمت الغرباء بلباس فاضح فهي موظفة ناجحة محققة لذاتها و استقلاليتها و حريتها، فهي مستعدة أن تصبر على الذل و الهوان الذي تتعرض له من طرف مديرها في العمل، لكنها ترفض تلبية طلبات زوجها التي تعتبرها تحكما مرفوضا و سيطرة غير مقبولة.
فلقد نجح الفكر الليبرالي و الايديولوجيا الرأسمالية و النسوية المتطرفة في غسل أدمغة النساء من كل القيم الدينية و المبادئ الأخلاقية و الأعراف المجتمعية التي تصب في تماسك الأسرة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، و غرست محلها الفردانية و الوحدانية و الأنانية و النرجسية.
و كل هذا طبعا سببه غلبة قيم السوق التي تنتصر للمادة على حساب الروح، و تحول المجتمع من التراحم إلى التعاقد، حيث أن المرأة الآن صارت تنظر للرجل على أنه فقط ملقح للبويضة و ليس مربيا، و أنه منفق فقط و ليس مرشدا و موجها، و أنه منقد من العنوسة فقط و ليس سكنا.
لذا صار الضغط على الرجل رهيبا فوق التصور في عصرنا الحديث، فلكي ينال رضى المرأة لا يتوجب عليه أن يكونا عاديا و متوسطا و بسيط كحال أجداده المنعمين و أسلافه الغر الميامين، و إنما عليه أن يكون في أعلى المراتب المادية و الاجتماعية في محيطه، خصوصا أن المرأة كلما ترقت في دراستها و عملها كلما كانت متطلباتها أعلى، فهي لا تريد رجلا في مستواها فبالأحرى أن تقبل برجل أقل منها.
أما ما يزيد الطينة بلة فهو التنافس المحموم بين الفتاة و بنات خالاتها و صديقاتها حول من ستفوز بالرجل الأكثر مالا و جاها في منطقتها، إذ تتفاخر النساء فيما بينهن حول قيمة مهر كل واحدة و حجم زفافها و مكان شهر العسل و نوعية المشتريات و الهدايا التي تتلقاها من الزوج و موقع السكن و نوع السيارة إلخ… و للأسف الحقيقة لا تعجب الكثير من النساء