(بمناسبة الدوره الأولومبيه)
(هل الشعب المصرى شعب رياضى)
(الرياضه فى مصر الفرعونيه والقبطيه والإسلامية)
** عاش المصريون طويلاً لا يحبون الرياضه ولا يرحبون ببذل الجهد أو التعب إلا سعياً وراء الرزق وفيما عدا ذلك فالسكون يستهويهم والرياضه لا تعنيهم ولا هى أصلا من مفردات أيامهم ودنياهم ولا تشغل ممارستها أى مساحه فى نظام حياتهم وربما يرجع هذا لأسباب سياسية وإجتماعيه ونفسيه كثيره جداً
** كل الدراسات التى بذل أصحابها جهد وفير ليقدموا أدله سواء كانت من أوراق البردى أو نقوشات من على جدار المعابد ليثبتوا بأن المصريين القدماء هم أول من لعب وأول من مارس الرياضة لم يشغل أحد منهم بالبحث عن من كان له حق اللعب من بين هؤلاء القدماء فالحقيقه أن المصريين فى عمومهم لم يكونوا يمارسون الرياضه حتى فى زمن الفراعنه وإنما الملوك والأمراء والفرسان والجنود فقط هم وحدهم الذين لهم حق اللعب دون عامة الشعب ولم يكن هذا يزعج الشعب وربما يرجع ذلك لظروفهم ومقادير حياتهم المتقلبه لم تكن تسمح لهم بمثل هذا الترف بحيث يبحثون عن حقهم الضائع فى اللعب بينما يعانون مشقة البحث عن حقوق أهم مثل الأمان والمأوى ولقمة العيش وأظن أن هذه الأسباب والظروف لازمت الشعب المصرى منذ نشأته وحتى زمننا هذا
** لن نجد أفضل من (إدوارد وليم لين) ليحكى لنا عن ذلك وهو الشاب الإنجليزى الذى جاء إلى مصر فى بداية القرن التاسع عشر وتعلم اللغه العربيه وأختلط بالناس وعاش معهم وكتب كتابه الشهير بعنوان (عادات المصريين المحدثين وتقاليدهم) وقال فيه شهادته بأن الكسل يعم كل طبقات المصريين بإستثناء من يضطرون إلى كسب قوتهم بالعمل اليدوى الشاق ثم كان أكثر تحديداً فقال إن المصريين لا يعرفون الألعاب الرياضية تلك التى تتطلب جهداً جسدياً وتستهويهم أكثر الألعاب التى تتماشى مع طبيعتهم فيستمتعون بلعب الشطرنج والدومينو والطاوله ورغم أن بعض الفقهاء وقتها وضعوا هذه الألعاب فى خانة الألعاب المحرمه إلا أنها بقيت ألعابا شائعه لأنها تناسب مزاج المصريين وطبيعتهم
وافقت رؤية/إدوارد لين مع رؤية (إبراهيم علام) وهو الناقد الكبير والذى تم تكليفه فى أوائل الخمسينات بكتابة تاريخ الرياضه فى مصر حيث قال أن عامة الشعب كانوا يلجأون إلى الموالد والسيرك وينصبون خياما يقومون فيها بعرض ألوان من المصارعه والأكروبات وغيرها وأن الشعب المصرى لم يعرف الرياضه بشكلها الحديث إلا مع قدوم الإنجليز عام (1882)
** لم يتغير الموقف كثيراً مع البطالمه ثم الرومان وحين غيرت مصر لغتها ودينها حين أعتنقت المسيحية ظل الوضع كما هو ولم يتغير حتى لعبة المصارعه والتى كانت أقرب إلى جماهير الناس بدأ الناس ينصرفون عنها ويتنازلون عن إعجابهم بها ربما لإلتزامهم بتعاليم دينهم الجديد وفى المقابل إزدهرت لعبة الشطرنج فى مصر القبطيه كما ذكر المؤرخ الكبير المقريزى فى كتابه (صبح الأعشى)
** وعند دخول الإسلام مصر عادت معها الرياضه بنفس القاعده القديمه وهى اللعب للملوك والأمراء والنبلاء وحدهم وكان حق الناس الوحيد هو الجلوس حول الحلبات لمشاهدة سباق الخيل كما كان مشهوراً فى عهد الدوله الطولونيه أو رياضة الصيد كما كان فى عهد الدوله الإخشيديه وأنتشرت السباحه فى عهد الدوله الفاطميه لكن للأمراء فقط كما عادت المصارعه للإنتشار مرة أخرى بعد أن كاد ينساها الناس فى زمن مصر القبطيه وفى مصر الأيوبيه إنتشرت رياضة الكره والصولجان مع رجال وفرسان صلاح الدين وكان هو بنفسه من أمهر اللاعبين فى هذه اللعبه وكل هذا وفقاً ماذكره وكتبه الأستاذ/لطفى أحمد نصار عن الرياضه فى عصر مصر الإسلاميه
** أما فى زمن المماليك والعثمانيين فإن أشهر الألعاب كانت الفروسيه والرمايه والمصارعه والمبارزه وظلت الصوره كما هى ولم تتغير حيث أن ممارسة الرياضة للنبلاء فقط ولم يلعب المصريون البسطاء كما أقر بذلك (إدوارد وليم لين) فى القرن التاسع عشر وجاء بعده (إبراهيم علام) ليشهد نفس الشهاده ولكن هذه المره هى شهاده من مصرى بحث وتأمل وقرأ
** لم تكن الرياضه فى حياة المصريين إلا خيام الموالد والأكروبات وشد الحبل والحكشه وصلح والأستغمايه وصيد العصافير ولعبة الجريد وكل هذا كان لمجرد التسليه فقط أما باقى الرياضيات فكانت للملوك والأمراء والنبلاء وحدهم وكل هذا ظل حتى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين