فضل الله عز وجل ومنته ونعمه على أرض الكنانة لا تُعد ولا تُحصى، وما نعايشه من أحداثٍ متلاحقةٍ كل يوم تؤكد أن المولى جل جلاله خصنا بنعم الأمن والأمان والاستقرار، وجعلنا بإرادته التي لا يعلوها شيء في رباطٍ إلى يوم الدين؛ فسر اصطفافنا حول الوطن وغاياته العليا يكمن في وجدان يفيض ولاءً وانتماءً من عطاء رب العالمين الذي لا يوازيه أو يقابله عطاءٌ؛ فالجميع ولله الحمد على قلب رجلٍ واحدٍ في السراء والضراء وحين البأس.
إنها مصر التي تحتضن الجميع والتي تستمد قوتها واستقرارها من نسيجٍ متماسكٍ على مر العصور؛ فتاريخها وحضارتها وجغرافيتها شواهد يطالعها القاصي والداني؛ فقد خصها رب العالمين برجال شرفاء حافظوا على كيانها وعملوا بإخلاص على استقرارها ونهضتها وتحملوا الصعاب؛ ليتحقق الأمن والأمان في ربوعها؛ فقهروا وردعوا ودحروا من كان يكيد ويدبر لينال منها ومن مقدراتها.
إن لُحمة هذا الشعب العظيم خلف الوطن وقيادته ومؤسساته مكن لها أمر رشدٍ؛ فسلكت بمشيئة الله مسيرة النهضة التي لا تراجع ولا توقف ولا حياد عنها؛ فحينما نشاهد ونتيقن بعين البصيرة ما ينجز من مراحلٍ في مشروعاتنا القومية يومًا تلو الآخر تنشرح الصدور فرحًا، كما تزداد بهجة عندما نتابع ونرصد حالة الإقبال غير المسبوقة على مدنها المستحدثة التي تحولت من صحراء قاحلة إلى مناظر تحمل في طياتها سحرًا وإبداعًا هندسيًا مشفوعًا بطبيعة خلابة تسر الناظرين.
مصر الآمنة التي تنقل لنا من إحدى مدنها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية صورة مهرجان تكرر فجذب بروعة التنظيم وفكر الإبداع وألوان الفنون التي ظهرت من قوة مصر الناعمة؛ فسارع بالمتابعة لمدينة العلمين عشاق الفن الراقي ليستمتعوا بحسن الضيافة والأماكن المذهلة والمناخ المواتي الذي يعطي إشارة لا مراء حولها؛ حيث إن هناك رجالًا يسهرون من أجل حمايتها على مدار الساعة برًا وبحرًا وجوًا، وهناك عملٌ جادٌ على الأرض يستهدف التطوير وتقديم الخدمة في أبهى صورة لها، وهناك مراحل تستكمل وفق جدولٍ زمني دقيقٍ يزيد من حالة الإعمار والإقبال والاستثمار.
نقولها على الدوام وفي كل لحظة وحين الحمد لله على نعم الأمن والأمان والاستقرار، ولا عزاء لمن ينتهجون سياسة التشويه عبر أبواق ومنصات ممولة تعمل بقوةٍ على مناهضة مسيرة الإصلاح، ولها غاية كبرى تتمثل في بث الطاقة السلبية داخل المجتمع المصري الواعي، وهذا من خلال استراتيجيات الحروب النفسية؛ حيث السعي المستميت لتثبيط العزائم وتفكيك النسيج وإضعاف الثقة المتبادلة بين الشعب وقيادته ومؤسسات الوطن المختلفة؛ لكن الله فاضح أمرهم ومبدد جهدهم بتوفيقٍ مستدامٍ نحو استمرارية النجاحات التي نراها على أرض المحروسة ويشاهدها العالم كله.
نحمد الله تعالى على ما نمتلك من عقيدة تحض الجميع على الكرم والتكافل والتكيف مع ظروفٍ ومتغيرات الحياة والصمود أمام كل تحدٍ، أو أزمةٍ، أو نازلةٍ؛ فلم نر إلا شراكة ومشاركة ومبادرة وتآزر وتلاحم وتضافر ضم الجميع في بوتقة الوطنية السامية التي تحث على الإيثار والعطاء دون مقابلٍ؛ فمن مصر الآمنة قدمت صور المساعدات الإنسانية لجميع الأشقاء، بل ودول الجوار، وهذا يؤكد إيمان المصريين والقيادة السياسة بأهمية روابط الأخوة وضرورة التضافر بين بني البشر في المحن والنوازل.
نفخر بأن أرضنا المباركة صمام الأمن والأمان وبوابته في المنطقة؛ فلديها جيش عظيم وشعب نبيل وعقيدة راسخة أدى ذلك إلى ترابط واستقرار؛ فبفضل من الله تعالى وتوفيقه دحر الإرهاب واقتلعت جذوره ودمرت تمويلاته، وبكرم من الله عززت الدولة من أمنها القومي، واصطفت كافة أطياف المجتمع مع مؤسسات الوطن.
ونؤكد بأن العقيدة المصرية النقية تنحو جهة السلام وتسعى إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة، بل والعالم بأسره؛ فمساعي دبلوماسيتها الرئاسية لم تتوقف ولم تمل ولا تكل من لغة الحوار الذي ينبري على تعضيد مسارات التفاهم في حل المشكلات وتناول القضايا والأزمات مع الجميع.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر