ورث عن أبيه مزرعة كبيرة ، شقيقاته المتزوجات المقيمات في المدينة أوكلوا له إدارة المزرعة وبيت العائلة ، محافظا على ملكيتهم موحدة بحيث لاتؤول للغير ، كان بيت العائلة دوما مفتوحا لهم ولأبنائهن ، ولأزواجهن المشغولين في أعمالهم دوما والذين يلتقي بهم نادرا ، وكانوا من أهل العاصمة ومن المقيمين فيها ، كانت شقيقاته يعشن حياة الثراء والأبهة والبذخ خاصة في تجهيز بناتهن أو أبنائهن للزواج ،أو الانتقال لفيلات جديدة،شراء سيارات لهم ،ما كان ليبخل عليهن بأية أموال نظير بيعهن له قطعا من ورثهن من الأراضي، لأنه لايؤمن بالسلف ،اتقاء لشر الخلاف مع شقيقاته، وحرصا على مزرعة العائلة كي لايشتريها الأغراب وهو أولى طبعا ، بل ويشجعهن على البيع ليمتعن أولادهن وبناتهن، وتحت وطأة الحاجة لتلبية مظاهر الحياة المرفهة اللائي يعشنها كن يوافقن ،وشيئا فشيئا اشترى ورث شقيقاته كلهن حتى استخلص المزرعة لنفسه ،ولما كانت ذريته ثلاث بنات ، زوجهن لأبناء الجيران من أصحاب المزارع المحيطة بمزرعته التي تفوق مزارعهم جميعا مساحة وإنتاجا، ولم ترض أي من شقيقاته ولا أولادهن أن يقترنوا بأي من بنات خالهم، خاصة بعد بيع شقيقاته إرثهن له ، وقد أفاقوا من غفلتهن على ارتفاع أثمان الأراضي التي باعوا بسعر السوق وقتها الذي كان تافها بالمقارنة بأسعار اليوم ، وجدوا في أنفسهم عليه ،لم لم ينصحنا ؟،أو يراجعنا؟ ،أو يسلفنا؟ ،فقاطعنه ،وعاش وحيدا حتى توفاه الله وقد وثق نصيب كل بنت من البنات حتى لايشاركهن أحد من عماتهن ، زوج إحداهن بخيل رفض تجهيز ولدهما وابنتهما فتضطر لبيع أرضها لأهله بحق الشفاعة ،وتدور الأيام وتوفت أحد البنات ليرثها أبناؤها و زوجها وقدضم الأرض إلى مزرعة عائلته،ومنهن من اضطرت لبيع أرضها لأهل زوجها ليضموها إلى أرضهم قطعة فقطعة لتجهيز اولادها وبناتها بما يليق ،ومنهن من انتقلت للمدينة ،وباعت جزءا من إرثها لأهل زوجها واشترت فيلا وجهزت أبناءها أحسن تجهيز،ولكنها أصيبت بمرض عضال مما اضطرها للسفر للخارج لتضطر لبيع بقية أرضها لتستغرق تكاليف علاجها حصيلة بيعها لإرثها لأهل زوجها وهكذا اشتروا كل نصيبها وضموه لمزرعتهم ،ولم تعد هناك مزرعة باسم العائلة لقد تفتت بل اندثرت ولم يعد هناك ذكر لها .