نتناول هذه الجمعة أولوية قول (لا) .
يتخيل البعض أن (لا) تعنى الرفض فقط ، ولكن يوجد نوع آخر بمعنى الإيجاب مثلما تقول
(لا مانع – لا أبالى – لامؤاخذه – لاسيما – لا قدر الله – …) …. ومنها أيضا لفظ التوحيد (لا إله إلا الله) ولا حول ولا قوة إلا بالله وهكذا .
معظم الناس تتحسب من قول (لا) خاصة لمحبيهم إحراجا منهم ، ويضطروا لقول (نعم) حفاظاً على المظهر (جنتلمان) وإظهار القوة والشجاعة والإفتخار والعون للآخرين مما يجعل من يقول نعم بشكل دائم هدف ثمين ورابح للمستغلين من الكسلة والفشلة .
وقد لاتستطيع تنفيذ ما وعدت به بعد ضياع وقتك وجهدك ، وتقع فى دائرة مشاكل من الناحيتين – الأولى مع السائل الذى لم تلبى طلبه – والثانية مع ذاتك ، لعدم مقدرتك على الوفاء ، ناهيك عن شعورك بالعجز ولتفويت فرص كانت متاحة للسائل .
فلابد أن تجعل قول (لا) سيف قاطع لكل الأخطاء من أولها ، والسد المنيع بينك وبين المعاصى وبين التأثيرات السلبية للغير ، فلا للمحرمات مهما دعاك الآخرين ، ولا للعلاقات المشبوهة ، ولا للظلم ، ولا للخدمات التى تجور فيها على حقوق الغير ، ….إلخ .
فى نفس الوقت لا تتعود على الرفض الدائم وتصبح لديك (سلطة اللا) والمغالاة فيها حتى تتسرب إليك الأنانية والبخل دون أن تدرى ، لأن معاونة الآخرين فى حدود قدرتك واجبة فى مختلف الأديان ، ولا تخلط بين (اللا) و(السلبية) لأن هناك فرق كبير بينهما ، فالسلبية حالة مرضية نفسية تسيطر على صاحبها ، أما قول (لا) فى مواقف معينة لا تستطيع فعلها هو بمثابة صيانة (تحسين) للعلاقات بينك وبين غيرك .
كن صادقاً ولديك قوة الرد (لا) فى الحق ، ولا تخشى من رفض الخطأ ، وقد تلطف وتجمل قول (لا)بأن تقول (سأفكر ) .
فمن تعود أن يقول (نعم) بشكل دائم يجب عليه أن يستجمع قواه ويستلهم الجرأة ويجعل قول (لا) إختبار حقيقى لقياس قوة علاقة الغير معك ، مع الرفض التام للموضوعات التى لاتستطيع فعلها خاصة ما يخالف تعاليم الدين والمبادئ الأخلاقية والقيم والأعراف والكرامة وعليك نبذ الإستغلال من الأنانى والبخيل والكسول والفاشل وإياك والخيانة .
طابت جمعتكم أهل الخير