(المنفلوطى والفيسبوك)
** سأل أحد الناس المرحوم الأستاذ/مصطفى لطفى المنفلوطى ماذا سنجد لو كان كل الناس لهم الحق أن يكتبوا فى الصحف والمجلات ؟
فأجاب المنفلوطي قائلاً:
** سنجد هزل فى موضع الجد ؛ وجد فى موضع الهزل وإسهاب فى مكان الإيجاز ؛ وإيجاز فى مكان الإسهاب وجهل بفرق مابين العتاب والتأنيب والإنتقام والتأديب والإستعطاف والإستخفاف وقصور على إدراك منازل الخطاب وموافقه بين السوقه والأمراء والعلماء والجهلاء حتى أننا سنرى الكاتب يقيم فى الشوكه يشاكها مناحه لا يقيمها فى الفاجعه يفجع بها ويكتب فى الحوادث الصغار مايكبر أن يكتب مثله فى الحوادث الكبار ويخاطب صديقه بما يخاطب به عدوه ويناجى أجيره بمثل مايناجى به أميره وحتما سنجد أنفسنا بين آفتين هما العى والحصر أو التفاهة وعدم الوضوح
وستجد من يكتبون لأنفسهم أكثر مما يكتبون للناس وستجد من يكتب بأحاديثه النفسيه التى تتلجلج فى صدره حينما يخلو بنفسه ويأنس بوحدته وفى وسط كل هذا ستجد جواهر مدفونه ولالئ مكنونه لا يعرفون قدر أنفسهم
** ثم عقب قائلاً
وإذا قدر لنا أن نرى ذلك اليوم فأدعو الله أن يهب لنا صدرا رحبا وفؤادا جلدا وحنانا يحتمل ماسنجده من آفات ورزايا ولغه مشوشه وجهله يظنون بأنفسهم العلم والمعرفه
** الله يرحمه وكأنه يصف الفيسبوك ومنصات التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا اليوم ومثلما كان سابقاً لزمنه فى رقة أسلوبه وروعة بيانه فهو أيضاً كذلك سابقاً لزمنه فى رؤيته للمجتمع