لم يكن غريبا أن تنطلق الألسنة بالمباركة والتمجيد والمدح لكبيرهم الذي أستذلهم حين جمع المناصب كلها في يديه ،وقد صارت مقابلتهم إياه أصعب من مقابلة رئيس جمهورية ، لكثرة أسفاره ومشغولياته ، للتراكم الأوراق على مكاتبه لتعدد مناصبه ،يعلم الجميع أنه سبب رئيس في تدهور أحوال وبيئة عملهم ،وقلوبهم وكل جوارحهم تلهث بالدعاء ألا يجدد له ، وان يستريحوا من طلته ، ولكن تم التجديد فأخفوا القلل والأزيار التي أعدت ليوم رحيله المتلهف عليه من قبلهم ، وانطلقت التبريكات من جوقة المنتفعين احتفالا باستمراره على كرسي استفاد بوجوده عليه ما أمكنه ، وأسس عمله الخاص بعقود احتكار قدرات لتابعية المتميزين ، وها هو يزهو بتمدد سلطانه وسلطاته المطلقة التي فاقت سلطات رؤسائه حتى أنهم أوكلوها إليه ،فالرؤساء يتغيرون وهو القابع في مكانه ، مما يؤكد على حالة العقم الآداري وهكذا يتمكن اليأس من القلوب بعد أن تبخرت أمنياتهم سدى في حلم التغيير ،حتى أنهم لايجدون ولا يعرفون لمن يشتكون حالهم ، وباتوا على قناعة من حكمة الزعيم سعد زغلول ومقولته الشهيرة ..مفيش فايدة .