تصريح خطير للمرشح الجمهورى للانتخابات الأمريكية دونالد ترامب أطلقه وسط حشد من الجاليات اليهودية قال فيه بالحرف الواحد: (عندما أنظر إلى خريطة الشرق الأوسط أجد أن إسرائيل بقعة صغيرة جدا مقارنة بالمساحات الشاسعة من الأراضى حولها ولطالما فكرت هل من طريقة لحصول إسرائيل على مزيد من المساحات) ولعل ما يستحق النظر إليه فى هذا التصريح أمران الأول: أننا يجب أن نأخذه بمحمل الجد ولا نعتبره دعاية انتخابية أو خطرات واهية خاصة أن وصوله إلى البيت الأبيض صار قريبا وفقاً للتوقعات وأنه قياسا على مواقفه السابقة فإنه دائما ما يوفى بوعده، فقد تم فى فترة رئاسته الأولى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وكذلك ضم أرض الجولان إلى السيادة الإسرائيلية.. والثاني: أنه بذلك التصريح فإنه قد أطلق العنان لإسرائيل لاجتياح الدول المجاورة لها وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط برمتها فلا عاصم من توسعة إسرائيل والتمركز على غالبية أراضى دول الطوق العربي، وهذا ما نشاهده الآن من توسيع دوائر الصراع وكل ذلك من أجل تحقيق حلم دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.. فى ضوء كل ما تقدم لم يعد هناك أى معنى لحديث لا يتعدى الاستنكار الباهت، بل يجب الإسراع فى تدشين (قوة ردع إستراتيجي) بمثابة استدعاء جمعى عربى وإسلامى بمشاركة دول صديقة والتأسيس عليها لتكوين تحالف لردع إسرائيل من خلال محاور متوازية بآليات تمثل انعطافات كبرى فى مسيرة التعامل معها يعطيها انطباعا بالندية فى قواعد الاشتباك معها بالشكل الذى يمثل تهديدا لأمنها ووجودها وأن العرب باتوا يمتلكون من الوعى والحزم والإرادة القوية للجم مشاريع الوهم الاستيطانى الإسرائيلى وقطع الطريق على تنفيذ (وعد ترامب) فى مهده بكل أدوات الحروب مهما كان نوعها امتثالا لقوله تعالي: (وَإِمَا تَخَافَنَ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ) وأن يتم البدء فى ذلك فورا. فلم نعد نملك رفاهية الانتظار أمام كيانٍ يتقن التعامل بسياسة النفس الطويل وليس توقع النتائج بين ليلة وضحاها، قبل أن نجد أنفسنا فى واقع جديد منزوع الهوية العربية والإسلامية.