ما يحدث من الإدارة الأمريكية منذ حرب 1967 حتى الآن تجاه القضايا العربية يحتاج إلى وقفة هادئة، ومراجعة دقيقة لكل الأحداث السابقة، ورؤية «عاقلة» و«متزنة» لكيفية التعامل المستقبلى مع الصديق أو العدو الأمريكي.
من العبث التقليل من شأن الولايات المتحدة الأمريكية، وتجاهل أنها القوة الأعظم فى العالم اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، ولكن فى الوقت نفسه لابد من مراجعة دقيقة لكل التصرفات الأمريكية المناهضة للحقوق العربية والتى تصل إلى حد العداء السافر كما يحدث الآن فى ملف حقوق الشعب الفلسطيني، والتأييد المطلق لدولة الاحتلال الإسرائيلى وإمداد إسرائيل بكل أشكال وأدوات الدعم العسكري، والاقتصادي، والتكنولوچي، والاستحباراتي.
فعلوا هذا من قبل بعد الانتصار الساحق للجيش المصرى العظيم فى حرب أكتوبر المجيدة، رغم أن مصر كانت تحارب لاسترداد أراضيها المحتلة، ومع ذلك قامت الإدارة الأمريكية آنذاك بمد أكبر جسر جوى وبحرى لمساعدة إسرائيل، وهو ما كشفه الرئيس الراحل أنور السادات فى مجلس الشعب، حينما خاطب الرئيس نيكسون على الهواء مباشرة متسائلا: إلى متى وإلى أين يستمر الدعم الأمريكى غير المعقول لإسرائيل رغم أنها هى الدولة المعتدية التى تحتل أراض الغير؟
طوال السنوات الماضية وحتى الآن تقوم الإدارات الأمريكية المتعاقبة بدعم غير محدود لدولة الاحتلال الإسرائيلى لتساعدها فى العدوان والقتل، والتخريب، وإشعال المنطقة، وقتل الأبرياء من النساء والأطفال.
على الجانب المقابل تكتفى الإدارة الأمريكية بـ«الكلام المعسول» للعالم العربى حول حل الدولتين، وإحلال السلام العادل والدائم فى المنطقة.
من هنا تأتى ضرورة أن تكون هناك «وقفة عربية» جادة مع الصديق أو العدو الأمريكى لتعديل مسار السياسة الأمريكية إذا كانت الإدارة الأمريكية راغبة فى أن تكون صديقا فعليا مع العرب، لأن العرب بحسب تعبيرات الرئيس الراحل أنور السادات فى رسالته بمجلس الشعب المصرى إلى الرئيس الأمريكى نيكسون هم الشرق الأوسط وليست إسرائيل، وأن المصالح الأمريكية مع العرب وليست مع إسرائيل، وأن القضايا العربية هى قضايا عادلة لأنهم لا يسعون إلى الاحتلال أو التوسع، وإنما يدافعون عن حقوقهم المشروعة.