تعيش الولايات المتحدة الأمريكية بعد لحظات هذا اليوم على إيقاع الانتخابات الرئاسية لاختيار خلف للرئيس بايدن ليكون الرئيس السابع والأربعين لاقوى دولة في العالم ، وتجري المنافسة بين هاريس وترامب كممثلين للحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري على التوالي .
انظار العالم كلها متجهة نحو الغرب لمعرفة لمن ستكون الغلبة ، واليوم سيتحدد المصير وسيعرف العالم من سيمتلك مفاتيح البيت الأبيض للسنوات القليلة القادمة . وقد يتعادل المتنافسان في هذه الانتخابات وهو طرح ممكن الحدوث ، فمالحل في هذه الحالة ؟
كما نعرف جميعا ، في نهائيات مباريات كرة القدم يلتجئ المنظمون للأشواط الإضافية وبعدها لا تتبقى لهم إلا الضربات الترجيحية لتحديد الفريق الفائز . فكيف يقطع الشك باليقين في حالة الانتخابات الأمريكية ؟
إذا لم يحصل أحد المتنافسين على 270 صوتا من اصوات المجمع الانتخابي البالغ عدده 538 عضوا ، وإذا ما حصل التعادل بين المتنافسين الجمهوري والديمقراطي فإن الامر يؤول للكونغرس الامريكي والذي يحدد عملية تصويت طارئة بحيث يفرض على اعضائه الجدد أداء اليمين الدستورية ، بعدها تتم عملية اختيار الرئيس الأمريكي ، بحيث يمنح صوت واحد لكل ولاية مهما كان حجمها وعدد سكانها .
وبخصوص اختيار نائب الرئيس فإن هذه المهمة تؤول لمجلس الشيوخ الأمريكي بحيث يملك كل مرشح صوتا عكس الكونكرس الذي يمنح صوتا واحدا لكل ولاية ، والفائز بهذا المنصب هو الذي يتمكن من انتزاع 51 صوتا من بين اعضاء مجلس الشيوخ ، وبذلك يصبح نائبا لساكن البيت الأبيض الجديد .
جدير بالذكر ان آخر الإحصائيات ترجح فوز الرئيس السابق دونالد ترامب ب18 صوتا على منافسته الآسيوية كامالا هاريس ، لكن مع ذلك قد تتغير موازين القوى في أهم انتخابات يعرفها العالم حيث المنافسة الشرسة والشفافية التامة والغلبة لمن يستطيع إقناع الأمريكيين .
الملفت للانتباه ان المتنافسين يحضيان بدعم رجال أعمال كبار ، فمثلا المترشحة هاريس استطاعت جذب 83 مليارديرا لدعمها في هذه الاستحقاقات وعلى رأسهم بيل غيتس مالك شركة مايكروسوفت ، في حين أن مواطنها المترشح ترامب يقف إلى جانبه 52 مليارديرا على رأسهم مالك موقع إكس إيلون ماسك .
سيكون هذا اليوم هو الأطول على الأمريكيين منذ اربع سنوات لكونه سيحدد للامريكيين ممثلهم لاربع سنوات قادمة ، رئيسهم الذي ينتظرون منه تحقيف الكثير مما وعد اثناء فترة الانتخابات التي تشهدها بلاد العم سام .
الرئيس الجديد سيبذل قصارى جهده ليكون في مستوى المهمة الملقاة على عاتقه وينال ثقة من صوت لصالحه لانه يعرف أن امامه امتحان صعب خلال الاربع سنوات القادمة وسيحاسب حسابا عسيرا .
وفي حال فشل سياسته لن يحلم بالعودة مستقبلا لقيادة الشعب الامريكي ، فامريكا قوية بديمقراطيتها وشفافيتها وهذا هو الفرق الغرب والعرب .