تبنت جماعة الإخوان الإرهابية مقولة مكيافيلي الفيلسوف الإيطالي على مطلقها وهي الغاية تبرر الوسيلة، ومن ثم أطلقت العنان ولم تراع ما نصت عليه الشريعة الغراء التي حرمت الكذب والافتراء والتزييف والأباطيل وإطلاق الشائعات المغرضة التي تنال من الأفراد والأوطان لغايات خسيسة ومطاع لا تتسق مع صحيح الإيمان والمعتقد.
والمطالع لتاريخها المشوه يجد أن الخداع والمكر من صفات الأولين، وأن الاتجار بالدين من المقومات الرئيسة لعملها في شتى المجالات، وأن شيطنة الآخر مبدأ في التعامل يستهدف النيل منه، وأن المصلحة العليا للجماعة تعلو مصلحة الوطن؛ لأن الوطن لا يمثل أهمية تذكر في قاموس الجماعة منذ نشأتها.
وما شهدناه مع جماعة الإخوان الإرهابية أثناء وبعد ثورة يناير أكد على أن أجندتهم المقيتة تتسق مع غاياتهم القميئة؛ فهم يمتلكون الخبرة تجاه خلق حالة من الإرباك المجتمعي من خلال توغلهم بين أطياف المجتمع المصري المسالم، ويستطيعون أن يهولوا الأمور ويزعزعوا الاستقرار في كافة مجالات الحياة وتنوعاتها، وهذا بالطبع يؤدي إلى مشكلات وتحديات جمة.
وباتت أسلحة ووسائل وأدوات جماعة الإخوان الإرهابية معلومة وطرائقها مفضوحة، ومن لديه بصيص من الوعي يدرك أن التكرار والتضخيم والمغالاة في تناول القضايا والإضافة إليها والحذف من بعض المشاهد أضحت سيناريوهات بالية باهتة لا تحقق الغرض منها، ولا تستحق أن يتابعها، أو يشاهدها، أو يتسمعها عاقل.
وفي ظل التحديات والأزمات والصراعات التي طالت العديد من المناطق وخاصة منطقة الشرق الأوسط، سعت جماعة الإخوان الإرهابية بكل قوة من خلال تجييش كتائبها الإعلامية ومنابرها الممولة إلى محاولة إثارة البلبلة بهدف إضعاف الجبهة الداخلية المصرية؛ فغاية الأماني تكمن في أن يفقد الشعب العظيم ثقته في مؤسسات الدولة وقيادتها السياسية؛ كي يخرج عن النظام العام وتسقط الدولة في براثن النزاع والخلاف والشقاق.
ورغم محاولات جماعة الإخوان الإرهابية الفاشلة تجاه الدولة المصرية؛ إلا أنها أدت إلى تقوية الروابط بين الشعب وقيادته والاصطفاف جميعًا خلف الدولة وتحقيق ماهية الأمن القومي بكافة ابعاده؛ إلا أن لديهم استراتيجية طويلة المدى تعتمد على فلسفة تتابع إطلاق السموم بما يترك الأثر السلبي في النفوس، ومن ثم تضعف الهمة وتلين الإرادة وتحدث الفرقة والتفكك؛ لتصبح الساحة ملاذًا آمنًا لتحقيق أحلام اليقظة والعودة لتخريب الوطن.
ومنهجية تزييف الوعي تقوم بها كتائب ممولة ومنابر مدعومة ومؤسسات مساندة، وتعتمد فلسفة عملها على تشويه الأطر المعرفية والممارسية والقيمية التي تشكل سياج الثقافة السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية للدولة؛ بغية بث الكراهية والعمل على فقد الثقة وإثارة الرأي العام تجاه قضايا مكذوبة وملفقة، مع الحرص على زيادة وتيرة الإحباط لدى جموع الشعب.
ونلاحظ أن هناك حالة من النشاط الزائد من قبل كتائب جماعة الأخوان الإرهابية ومنابرها الممولة عندما تحقق الدولة ومؤسساتها إنجاز على الأرض؛ حيث تزداد وتيرة بث الشائعات بصورة كبيرة؛ كي لا يعي المجتمع المصري حجم إنجازات الدولة في الواقع، وبناء على ذلك تبتدع أذرع جماعة الأخوان الإرهابية الأكاذيب وإطلاق الشائعات التي تشوه بها ما تستحقه الدولة ومؤسساتها، وقيادتها، من الشكر والامتنان والتقدير.
ونحن ندرك جليًا أن جماعة الظلام تنفق الكثير على كتائبها وأذرعها الإعلامية وأبواق الشر التابعة لها، ونعي أن هناك دعم وتمويل من جهات ومؤسسات ومنظمات ودول التي تدعم فكرة سقوط أو انهيار نظام الدولة، ثم الانقضاض عليها من قبل جماعة الأخوان الإرهابية التي ترى أنها أحق من غيرها في الحكم، وإقامة الخلافة وتنفيذ مخططات صارت بالية.
وتشويه الفكر وتعزيز ماهية الفكر المنحرف من غايات الجماعة التي تعلن عدائها الصريح للشعب وقيادته السياسية؛ فخطاب الكراهية بات معلنًا ويحمل في طياته الحقد والكره والبغض والتجاوز، بل وسوء الأدب، وهذا بالطبع لن ينال من عزيمة الدولة العظيمة ورموزها الذين حملوا على عاتقهم راية الإعمار والبناء والتنمية ودحر الإرهاب في آن واحد.
ورهان استقرار الدولة وسعيها نحو استكمال نهضتها الشاملة قائم على يقظة وتماسك هذا الشعب العظيم الذي يمتلك الوعي الصحيح تجاه كافة المجالات وأبعادها المختلفة؛ حيث لديه وعي تام بمجريات الأحداث وما يرتبط بها من بواطن الأمور؛ فشعب مصر يدرك تمامًا المخططات التي تحاك للوطن ومن ثم فهو على قلب رجل واحد خلف القيادة السياسية الرشيدة ومؤسسات الدولة الوطنية.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر