لقد سقطت سوريا -بعد أن تخلى عنها حلفاؤها من روسيا وإيران وغيرهم- في أيدي عدة مجموعات وفصائل إرهابية مسلحة اتحدوا مع بعضهم، وبتمويل مالي ودعم مسلح ولوجستي من أمريكا وإسرائيل ودولة مجاورة لسوريا، وبتغطية إعلامية مشبوهة من قنوات فضائية، كانت تلعب نفس الدور القذر خلال ثورات “الخراب العربي” في البلدان العربية ومنها مصر، والتي تبث الآن نفس الرسائل الإعلامية الخادعة والمفبركة عن ثروات خرافية لمسئولين سوريين، وأساليب تعذيب وفساد.. وغيرها من السلبيات الفجة حتى تأجج المشاعر ضد نظام الرئيس السوري السابق، وتوهم العامة أن الثورة في صالحهم، وللأسف الشديد لا يعلم الكثير من السوريين الأشقاء ماذا ينتظرهم من هذه الفصائل المسلحة الإرهابية، التي سوف تُدخل سوريا في نفق مظلم مثلها مثل بقية بعض الدول العربية التي سبقتها في هذا النفق، ولم تخرج منه حتى الآن.
ومنذ سقوط سوريا -وليس كما يقول البعض تحريرها- حتى انطلق نعيق البوم والغربان وفحيح الثعابين في القنوات المأجورة والعميلة والخائنة لأوطانها تتوعد بأنه سوف تعم ثورات الخراب العربي مرة أخرى في البلدان العربية، كما تحث شعوب هذه البلدان على المضي قدما والسير على نهج ما فعلته الفصائل الإرهابية في سوريا، ولا يعلمون هؤلاء الخونة أن الشعوب التي أنقذها الله من براثن هذه الثورات العفنة -ومنها مصر- قد تعلمت الدرس وشاهدت بأعينها كيف حل الخراب والدمار وسفك دماء الأبرياء، وانهيار الدولة ومؤسساتها وتحطيم البنية التحتية من جراء هذه الدعوات المشبوهة التي وراءها دائمًا إخوان الشيطان ومن يدعمهم من مخابرات دول أجنبية لا تريد الخير لدول الوطن العربي، وتهدف إلى تفتيت وتقسيم الدول العربية؛ لنهب ثرواتها وإضعافها لصالح الكيان الصهيوني المحتل.
ولذا علينا جميعًا أن ننتبه بأن المؤامرات والدسائس لبلدنا لن تنتهي؛ للنيل من أمننا واستقرارنا؛ لأن مصر هي قلب الأمة العربية النابض، وسوف يحاول هؤلاء الأوغاد المخربون -من دول خارجية بالتعاون مع تجار الدين وأصحاب البطون الممتلئة- بالأموال الحرام المتاجرة بسمعة وطنهم، والطامعين في المناصب أن يحاولوا إسكات هذا القلب العربي النابض، وإن شاء الله سوف تُرد محاولتهم في نحورهم.
وحفظ الله مصر وشعبها وقادتها وترابها من كل متآمر وخائن وعميل يريد الشر لهذا البلد.