توالت ردود الأفعال من مختلف البلدان العربية بعد ما نشر عن مسرحية الجدار الفجة الطرح والمضمون التي فازت بالجائزة الأولى في الدورة الخامسة لمهرجان بغداد المسرحي ، وطبعا لن يكون الفن عامة والمسرحي خاصة هو حصان طروادة ، مع التصدي بقوة لدس السم الفكري في العسل الفني،وقد أوردت عدة آراء أرصدها لنتأملها ونتدارسها حفاظا علي فن المسرح ورقيه وقدسيته .
سليم فرج( مصر) :عندما يتحول المسرح الى مناقشة علاقات شاذة لا تحدث الا في المجتمعات التي فقدت الحد الادنى من القيم الإنسانية والتربوية ويناقش تلك السلوكيات في مجتمع أصلا له قيم اخلاقية دينية سماوية فإنما هو مسرح مبتذل – هناك قضايا اهم وهو تهميش المرأة في مجالات مختلفة ودور الاقتصاد في تخريب الاسرة ودور وسائل التواصل الاجتماعي في ارتفاع نسب الطلاق والانحراف السلوكي — قضايا المرأة جزءا مهما من قضايا المجتمع كاملة ومحاصرة المرأة العربية وفي المجتمعات الشرقية فنيا بانها تنتهك المقدسات وثوابت القيم الاخلاقية يمثل انحراف للكاتب وللمخرج وللممثلين عن رسالتهم الاخلاقية في بث ونشر القيم الاخلاقية والسلوكيات الراقية .
د.أحمد يوسف( مصر) :ويمكن أن نضيف إلى ما سبق أن موضوعات التدني الأخلاقي والوقوع في المحارم ليست موضوعات تخص المجتمع المصري أو العربي ولكنها موضوعات قديمة قدم وجود الإنسان في المجتمع وهي ليست بذات أولوية على الإطلاق وهناك ما هو ملح وضروري مثل قضايا الفقر والحريات وجشع التوحش الرأسمالي وطغيان المجتمعات القوية وإهدار حقوق الإنسان في المجتمعات الأقل نموا والأكثر فقرا وتخلفا وهناك قضايا أخرى مثل المشردين العالقين على حدود الدول وتجارة الرقيق الأبيض وغير ذلك من القضايا وقضايا احتكار العلم واحتكار الغذاء والدواء.
ناصر المشاط( ليبيا)
أصبح المسرح تجارة للمتسلقين وشذاذ الآفاق على الفن المسرحي نرى التهريج وعدم المسؤولية من لجان إجازة النصوص المسرحية وهل هي صالحة للعرض أم لا المسرح رسالة سامية ، والفرق المسرحية لابد أن تعي ذلك بأن تهدم المجتمع أو تقوم لبنائه، المسرح أستاذ الشعوب يهذب الأخلاق.
. د. سعدي عبد الكريم ( العراق) المسرح مؤسسة تربوية وأخلاقية ترفع لافتات احتجاجية محرضة للتأثير في الوعي الجمعي، وتجديد منظومة المدرك العقلي والحسي، وتهتم بالمنافع الجمالية العرضية، وترتقي بالذائقة الاستقبالية للمتلقي، و نرى أن الأفكار الصادمة يمكن مناقشتها ضمن حلقات نقاش مغلقة تصل إلى قاعة الدراسة التخصّصية، لا أن تعرض على خشبة المسرح، خشبة المسرح تبحث لها عن أسئلة كونية كبرى لتجد معادلا صوريا جماليا كحل لها.
د.ثائر على عبد حسين( العراق) :
هل المسرح اداة بناء ام هدم ؟. نحن نريد من المسرح أن يكون طبيباً جراحا ماهرا لتطبيب جروح المجتمع، أقولها بكل وضوح، هذا العرض، بما يروجه من قيم هدّامة، لا مكان له في مسرح الدولة الملتزم ، ولا يجب أن يكون هناك مكان له في مجتمعٍ محافظ . المسرح ليس بوقًا للانحراف _ المسرح ليس بوقًا للانحراف ، وليس ساحة لنشر أفكار تهدد سلامة النسيج الاجتماعي. كل مسؤول أجاز هذا العرض عليه أن يواجه المجتمع ليبرر كيف مرر عملًا يُسيء إلى ثقافتنا وقيمنا، ويخدم أجندات تسعى لتشويه صورتنا من الداخل ، المسرح الوطني – إن كانت له رسالة حقيقية – يجب أن ينحاز إلى قضايا المجتمع الحقيقية ” المسرح ابن بيئته ” لا أن ينزلق إلى ترويج مظاهر الانحراف الأخلاقي تحت قناع حرية الف،. واخيرا أجد من المعيب تقديم خطاب فكري مشوه بهذا الشكل أمام الأشقاء العرب والأجانب، والأكثر عيبًا أن تحمل مثل هذه الحكايات الفردية المنحرفة في حقائب سفرك وتستخدمها لتمثيل العراق في المهرجانات الدولية.
عبد الله محمد عبد الله ) العراق(:
المسرح اداة بناء وتوجيه فعلا للعادات والتقاليد المنحرفة لا التبجح فيها والضحك.
صلاح أحمد) مصر( لحد امبارح كنت فاكر أن عرض مسرحية الجدار ده في مصر ،و داخل عروض المسرح التجريبي لاني مش متابع عروض .الا ان دخلت علي الانترنت وعرفت انها عرض عراقي .وأنه مأخوذ عن قصة قصيره لسارتر .الفرنسي . أنه عامل ضجة وإشكالية نقديه ما بين مؤيد ومعارض من حيث عرض وتحليل زني المحارم، و كنت قلت رأي لحضرتك في سؤالك عن عرض هذا الموضوع علي المسرح دون أن أعرف أو أحدد المسرحية بشكل عام ،لكن افتكرت شيء بعد الفجر النهارده إنها مش شيء جديد عرض الرغبات الجنسية الشاذة والمحرمة علي المسرح .بل قديمة جدا مثل مسرحيات تنسي وليامز الأمريكي عربة قطار اسمها الرغبة .ولوركا بيت البا . ومسرحيات كثير في الادب العالمي .وعلي استحياء في المسرح العربي .يعني لماذا كل هذه الضجة والتركيز النقد الاجتماعي فقط وتجاهل الفني للعرض والنص.
د.كمال يونس ( مصر)لقد نسيت سيادتكم مسرحية كلام في سري الفجة والتي حازت على الجائزة الأولى في المسرح التجريبي 2002 ، ومسرحية الأخ الكبير التي عرضت في مهرجان قرطاج بتونس 2018 والذي ظهر فيه الممثل السوري عاريا تماما على المسرح ، وطبعا سيعرض الجدار بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي 2025،وأما عن النقد الاجتماعي فله أهميته في الحفاظ على المجتمع وعن النقد الفني فلا أظن أننا سنتفرغ للتحليل النقدي للفجاجة التي تقدم باسم فن المسرح مدرسة الشعب ،وهذا للتنبيه ألا يتحول إلى بورنو مسرحي ،ومن هنا كانت الإجابة على سؤالك ، لماذا كل هذه الضجة والتركيز ؟،علما بأن الكتابات المعارضة المحتجة عراقية ،وبعض الكتابات الأخرى كتبت على استحياء ،ومن العجب أن من جاهروا برأيهم واحتجاجهم حولوهم للتحقيق ،يعني الميزان مختل لهم الحرية أن يعرض نفاياتهم في قالب فني وليس للغير الحق في الاعتراض،ولهم مطلق الحرية في دس السم في العسل متذرعين بحرية الإبداع وإطلاقها على عواهنها مهما كانت نتائجها الكارثية.
حسن الدهبي ( العراق)
أحسنت الرأي والتوضيح… نقد بناء وصريح لطرح فاسد و مقصود لمسرحية الجدار التي أريد منها الإساءة من شلة من المنفذين يعانون عقدة الشرف، هذه الممارسات الشاذة والمقرفة وإن صح حدوثها فإنها حالات نادرة جداً ومقززة عند شعب محافظ ومتعصب للشرف والحمية ويشعر بالقرف والاشمئزاز والغضب من سرد هذه الثيمة الوقحة التي لا تليق إلا بساردها.
يسري حسان ( مصر)
الجدار مسرحية صادمة تخوض عالم العلاقات الشائكة ثمة سؤال يتعلق بمحتوى العرض، لا بد أن يلح على مشاهده، ألا وهو: هل تمثل الحالات التي قدمها العرض ظاهرة في مجتمعنا، حتى تستدعي كل هذا الإفراط في تقديمها أم إنها، وفي كل المجتمعات، تمثل استثناء؟ يبدو السؤال وجيهاً، كما أظن، نعم مثل هذه الحالات موجودة بيننا، لكنها ليست بالانتشار الذي صوره العرض، لكن ربما كانت المبالغة .