الحاجة لمزيد من الطاقة .. أساس تطور أدمغة الرئيسيات..!!
كتبت – ماجدة عبد العظيم
تعد أنسجة المخ من بين أكثر الأنسجة استهلاكًا للطاقة في الجسم، ولذلك، تتطلب الثدييات ذات الأدمغة الأكبر طاقة أكثر لدعم نمو المخ والحفاظ على سلامته. ولم يتضح بعد أي التغيرات البيولوجية سمحت لأسلاف البشر بتلبية الاحتياجات العالية جدًا للطاقة مع تطور أدمغتهم لأحجام أكبر. تشير دراسة جديدة أجرتها جامعة نورث وسترن إلى دور ميكروبات الجهاز الهضمي، التي تساعد في تكسير الطعام وإنتاج الطاقة.
في تجربة معملية على الفئران، زرع الباحثون فيها ميكروبات من نوعين من الرئيسيات ذات الأدمغة الكبيرة (الإنسان وقرد السنجاب)، ونوع واحد من الرئيسيات ذات الأدمغة الصغيرة (قرد المكاك).
الفئران التي تحتوي على ميكروبات من ذوات الأدمغة الكبيرة أنتجت واستهلكت طاقة أكثر، بينما خزنت الفئران التي تحتوي على ميكروبات من الأنواع صغيرة الأدمغة طاقة أكثر على شكل دهون.
هذه البيانات هي الأولى التي تظهر أن الميكروبات المعوية لأنواع حيوانية مختلفة تشكل اختلافات بيولوجية بين الأنواع الحيوانية وتدعم فرضية أن الميكروبات المعوية قد تؤثر على التطور بتغيير كيفية عمل جسم الحيوان.
تقدم الدراسة منظورًا جديدًا للتطور، وخاصة تطور أدمغتنا الكبيرة.
وذكر موقع ساينس ديلي أن الدراسات السابقة قارنت تأثير الجينات والبيئة على الرئيسيات ذات الأدمغة الأكبر والأصغر. ولكن، القليل جدًا من الدراسات تقارن بين كيفية استخدام الرئيسيات المختلفة للطاقة. وتتوفر معلومات أقل حول كيفية تطور التمثيل الغذائي في الرئيسيات.
قالت المؤلفة الأولى للدراسة كاثرين أماتو، أستاذ الأنثروبولوجيا المساعد: “مجتمع الميكروبات التي تعيش في الأمعاء الغليظة ينتج مركبات تؤثر على جوانب من البيولوجيا البشرية، فمثلًا، قد تسبب تغييرات في التمثيل الغذائي تفضي لمقاومة الأنسولين وزيادة الوزن”.
“تنوع ميكروبات الأمعاء هو آلية غير مستكشفة يمكن من خلالها، لعملية التمثيل الغذائي في الرئيسيات، تسهيل متطلبات طاقة الدماغ المختلفة”.
قالت أماتو: “تشير النتائج إلى أنه عندما تطور البشر وقرود السنجاب بشكل منفصل إلى أدمغة أكبر، تغيرت مجتمعاتهم الميكروبية بطرق مماثلة لتوفير الطاقة اللازمة”.
ويأمل الباحثون في إجراء التجربة على ميكروبات من أنواع رئيسية إضافية تختلف في حجم الدماغ. ويعتزمون جمع مزيد من المعلومات حول أنواع المركبات التي تنتجها الميكروبات، وجمع بيانات إضافية حول السمات البيولوجية للمضيفين كالوظيفة المناعية والسلوك.