جحا شخصية خيالية من التراث الشعبى فى كثير من الثقافات القديمة ونسبت هذه الشخصية الى شخصيات عديدة عاشت فى عصور مختلفة حتى وصلت الى عصرنا هذا ونحن فى قمة التكنولوجيا والانترانت ومازل جحا يعلمنا ويثقفنا بحكمه وفكاهته ونوادرة
لقى جحا بعض معارفه فى الطريق فقالوا له انا راينا الساعة رسولا يحمل مائدة حافلة بالطعام الفاخر فقال لهم جحا وماذا يعنينى من هذا
فقالت الاصحاب انهم يحملون المائدة بما فيها الى بيتك ياجحا فقال لهم وماذا يعنيكم انتم من هذا
نادرة وحكمة جميلة من حكم ونوادر جحا تعالج ظاهرة عجيبة وغريبة انتشرت فى زماننا هذا وهى ظاهرة التدخل من الاخرين فى الامور الشخصية والخاصة وهى ظاهرة تفرض فيها الناس الوصاية على غيرهم دون مراعاة لحرية شخصية ولا لاخلاق ولا دين ويتدخلوا فيما لا يخصهم او يعنيهم او حتى يؤثر فيهم بالسلب او الايجاب فاصبحنا من اكثر الشعوب تدخلا فى الخصوصيات للاخرين حياتنا تحركاتنا تصرفاتنا واين ذهبنا وماذا قلنا وفعلنا وليت هذا التدخل يقف وينتهى عند الدردشة او الاستفسار بل يتجاوزها الى غيبة ونميمة واطلاق الاحكام واضافة اقوال وافعال لم تتم او تحدث بهارات النميمة والغيبة
وللاسف فى المجتمعات الغربية الغير مسلمة تعد الخصوصية واحترام الحريات الشخصية حق بديهى ولا يتدخل احد فى الشئون الخاصة للغير
والغريب والعجيب اننا اكثر امة تملك ايات واحاديثتحث على عدم التدخل فى شئون الاخرين وكفلت الشريعة الاسلامية الحقوق الفردية قبل القوانين الوضعية والحكم بين البشر ليس من شان البشر اصلا فقال تعالى الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم تختلفون والبشر منا لا يعرف سرائر القلوب وما تخفى الصدور ولا ظروف واحوال الاخرين ولا يمكن ان نكره الناس على الافعال المعينة فقال تعالى افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين
ومن الاولى بدلا من التدخل فى خصوصيات الناس ان يراعى كل منا عيوبه اولا ويراقبها ويصححها وطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وويل لمن نسى عيبه وتفرغ لعيوب الناس واعقل الناس اعذرهم للناس ولان هناك احتمال فعل الشئ لسبب خفى لا تعلمهكقصة سيدنا الخضر حين قتل الغلام واعطب السفينة
المهم قال جحا ونهانا عنة الاسلام عن ظاهرة الانشغال بخصوصيات الناس وهى ليست من شيم الانسان المسلم فمن حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه
اتخذ الغرب من قواعد الدين الاسلامى مواثيق وعهود دولية تكفلها الدول وجمعيات حقوق الانسان واصبحت الخصوصية فى دول الغرب من الحقوق البديهية للمواطن اما عندنا فمازلنا نقول هذا وذاك واين وكيف كان وشفنا وسمعنا وراينا ولت وعجن ولم نراعى قول رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم فانه من تتبع عورة اخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو فى جوف رحله
قال جحا وليتنا نقلده وماذا يعنينى وماذا يعنيكم خليكم فى حالكم اثابكم الله
مش كده ولا ايه