ما حدث مساء أول أمس الأربعاء من الإعلان عن صفقة وقف إطلاق النار فى غزة وتبادل للأسرى على 3 مراحل هو إنجاز ضخم فى ظل حكومة إرهابية متطرفة ترفض كل أصوات السلام ولا تؤمن إلا بالقوة واغتصاب حقوق الآخرين.
مصر بذلت جهداً غير مسبوق فى هذا الصدد مع الشقيقة قطر، ولعبا دوراً حيوياً وإستراتيجياً فى إنجاز هذا الاتفاق الذى كان ولا يزال بمثابة ولادة عسيرة فى ظروف صعبة ومعقدة.
لايمكن إغفال جهود ترامب فى إنجاز هذا الاتفاق، ومهما حاول بايدن وإدارته فى التأكيد على أن هذا الإنجاز يحسب له ولفريقه، فإن الصحيح أن الإنجاز تم فى عصر بايدن، لكن الفاعل الرئيسي، واللاعب الأساسى كان نجاح ترامب، وبدء ولايته يوم الاثنين المقبل.
فى خطاب بايدن الذى ألقاه وبجواره نائبته كامالا هاريس، ووزير خارجيته بلينكن اعترف بحجم الدعم غير المسبوق الذى قدمته إدارته لإسرائيل فى عدوانها على غزة، ولبنان، واليمن، وأنها هى التى منحت إسرائيل كل ما تحتاجه لاستكمال عدوانها وعدم توقفه.
الاتفاق جاء على غير هوى رئيس الوزراء نيتانياهو، لأنه يخشى انهيار حكومته خاصة فى ظل تهديد الإرهابيين سموتريتش وبن غفير بذلك، ومن هنا تتزايد حساسية التنفيذ خلال الفترة المقبلة سواء قبل أو بعد دخول الاتفاق إلى حيز التنفيذ بعد غد الأحد.
المؤكد أن نيتانياهو سوف يعمل جاهدا على إفشال الاتفاق، واختلاق الذرائع لعدم إتمام الاتفاق بكل مراحله، والعودة إلى الحرب مرة أخرى بعد فشله فى تحقيق أهدافه منها.
على الجانب الآخر فإن بدء ولاية ترامب وجهده الواضح فى إنجاز الاتفاق سوف يكون قوة دفع لهذا الاتفاق، وإنجازه بكامل مراحله، فى إطار حرص ترامب على إظهار قوة إدارته، ومحاولة تنفيذ خططه فى تنفيذ صفقة القرن التى تبناها قبل ذلك، وتوسيع الاتفاقات الإبراهيمية، ودفع دول عربية جديدة إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
فى كل الأحوال فإن وقف إطلاق النار فى غزة فى ظل هذه الظروف إنجاز ضخم، وضوء خافت فى نهاية نفق مظلم، يحتاج إلى جهد جبار لإعاده بث الحياة والحيوية فيه مرة أخرى لصالح أكثر من مليونى مواطن يعيشون فى بيئة غير قابلة للحياة.
فى المقابل فإن وقف الحرب سوف يكشف عن أهوال جديدة وصادمة فى قطاع غزه بعد أن تسكت أصوات الطائرات والمدافع الإسرائيلية وتظهر الفظائع والجرائم غير المسبوقة للعدو الصهيونى.