كل إنسان يخاف الموت ويفزعه انقضاء روحه لما يواجهه من مجهول، ويفكر ليل نهار هل مصيره الجنة ونعيمها، أم جهنم ولهيبها، والعياذ بالله منها، عندما ينتقل إلى العالم الآخر؟! إلا أن هناك فئة من الناس وهي التي تدخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب؛ حيث يقدمون على الموت بنية صادقة المضحين بأرواحهم في سبيل الذود والدفاع عن دين الله، والحفاظ على أرضهم، وتوفير الأمن والأمان لشعب بلدهم؛ وهم فئة الشهداء، وهم يختارهم الله من عباده لنيل هذا الشرف والوسام بتخليد ذكراه في وطنهم ومكانته العليا مع الأنبياء والصديقين في الفردوس الأعلى، وأدعو الله أن أكون وإياكم منهم.
واليوم ونحن نحتفل بعيد الشرطة المجيد؛ المواكب 25 يناير لابد أن نتذكر شهداء الشرطة الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل أمن مصر؛ فهم الشموع التي احترقت من أجل إضاءة هذا الوطن، وهم الذين روت قطرات دمائهم الأرض المصرية، حتى تخضر بالأمن والأمان، وهم شموس سمائنا التي بددت ظلام الإرهاب الأسود، وهم نجوم الليل التي تسير على دربه الأجيال الشابة والقادمة في كيفية الوفاء والعهد للوطن، والتضحية بالغالي والنفيس من أجله.
وهؤلاء الشهداء في سبيل الله مسافرون زادهم ومددهم الشهادة في قبورهم وبرزخ حياتهم في الآخرة؛ فهم أفضل وأكرم خلق الله، ولا يموتون بعد استشهادهم، كما قال عز وجل في كتابه العزيز “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ” وهم الذين يحظون بأفضل الكرامات في الفردوس الأعلى، كما روى النبي “صلى الله عليه وسلم”: ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا، وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا، فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة. غفر الله لشهداء الشرطة والجيش، وأسكنهم فسيح جناته، وألهم أسرهم الصبر على الحزن وشفاء مصابهم من كل سقم.