بالامس تحدثنا عن الكذب الذى بدء ينتشر على كافة الاوساط ويلازمة فى هذه الايام ظواهر اخرى هى الجهل والحماقة فكما يجب الا نسمع للكاذب فيجب الا نعاتب الجاهل او الاحمق فليس كل ما تسمعه الاذن او تراه العين يستحق منا ان نحرك اللسان كرد فعل عليه او نعيره اى اهتمام يجب علينا فى مواجهة الكاذب والجاهل والاحمق ان نصون اللسان ليرتفع قدرنا ويعلو شاننا او على الاقل نحفظ مقامنا ولا نفقد احترامنا نكون عاقلين حكماء ولا نضيع اوقاتنا فى الرد او حتى التعقيب على السفهاء والحمقى
فالجهل يغير حقيقة الاشياء وعدم التحدث فى الامور بصورتها الصحيحة فيخفى الحقيقة عن الذهن سواء بقصد او بدون قصد وللاسف يدعى انه العليم ببواطن الامور اما الجاهل فهو الانسان الذى يجهل ما هو عليه على الرغم من معرفته التامة بان ما يفعله هو غير صائب فليس الجاهل هو من لا يعرف القراءة والكتابة وانما يجهل ما كان بين يديه
الجهل مرض يصيب الانسان بارادته دون اى تدخل خارجى حيث يختار الانسان هذا المرض ويرضى به ويتمسك به بقوة ومن اخلاق الجاهل الاجابة قبل ان يسمع والمعارضة قبل ان يفهم والحكم بما لا يعلم ويجب علينا ان نخاطب الجاهل مخاطبة الطبيب للمريض
الشئ العجيب فى مجتمعنا حاليا انه عندما ندخل فى حلقة نقاش مع جاهل فانه يبقى مصرا على رايه وعدم معرفته بما يقول والواجب علينا حين اذن ان نترفع بالسكوت عن الجاهل حتى لانصبح جهلاء مثله وقال الامام على بن ابى طالب لا تجادل الجاهل كى لا يغلبك فى جهله فان خالطت الجاهل طويلا فسيجرك الى القاع لا محاله فكلما جادل المرء الجهلاء انتقص من قدره واصاب عقله الوهن والضعف
لا تجادلوا الجهلاء او الحمقى لانك ستمنحهم غرورا زائفا يصور لهم انهم مصدر الحكمة وان غيرهم لا يفقهون شيئا ويسارعون فى الحكم على الاحداث والامور فى المجتمع بل فى المجتمعات الاخرى بارائهم الهدامة الغير مدروسة فى حرب مشتعلة تدور رحاها بين الجهلاء والعقلاء ويتناسون انهم شرذمة من الغوغائيين غير محبى الوطن او البشر فيجب علينا ان نتجنبهم وتجاهاهم وان نظهرهم على حقيقتهم ليعلموا حجمهم الطبيعى ويستيقظوا من اوهامهم
اصبح الجدل العقيم اليوم حماقة اعيت من يداويها ووباء يستشرى بين الناس حتى استطاع هذا السلوك الذميم ان يصنع جيلا من الشباب السطحيين يتبجح الواحد فيهم برايه وكانه فيلسوف زمانه وعبقرى عصره ولا يقبل تصحيح او تعليم او تفسير لقد تمكن هذا الداء من الكثير من البشر وكانه اصبح مكملا غذائيا لا مجال لاهماله
لذلك يجب علينا ان نتسلح بالعلم والحكمة والمعرفة ولا نكون لقمة سائغة على موائد الجهل والحماقة وان نتجنب الجاهل والاحمق ولا ندخل معهم فى حوارات او مناقشات وندعهم فى غيهم وغرورهم القاتل ولا نقبل منهم قولا او عملا ولا حتى نعلق عليهم وما اكثرهم فى هذا الزمان البعد عن الجاهل والاحمق غنيمة علشان كده لا هرد على الجاهل او الاحمق صاحب المصلحة وقابض الثمن او محب السلطة او المرتشى النصاب ومزيف الحقائق وناسى اصله وفصله
مش كده ولا اية