التعليم رسالة شريفة وهدف نبيل ونبراس يضئ دروب الرقى ونجاح الأمم وبقدر ما يصل اليه مستوى تعليم افراد الامة يكون حظها من الازدهار والتفوق فالتعليم هو الوسيلة التي تمكن المجتمعات من الوصول الى التطور والنهضة في شتى مجالات الحياة وكلما اتيحت فرص التعليم للجميع فإن ذلك يمكن المجتمعات من النمو والتطور وتحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي لذا السبيل الوحيد للتقدم هو ان نضع منظومة تخطيطية بداياتها رصد وتوفير كافة المخصصات المادية والمعامل البحثية في كافة فروع العلم من اجل النهوض بالتعليم وتطويره وتشجيع العلم والعلماء اذا ارادنا ان نكون في مصاف الدول المتقدمة كي نلحق بالركب التكنولوجي
في ضوء الاتجاهات العالمية الجديدة في التعليم خاصة ذات الصلة بالتحول الرقمي باعتباره مكونا رئيسيا في بناء الوعي وثقافة المجتمع هناك حاجه ماسه لدراسة ورسم سياسات تعليمية موائمة لتلك التطورات فالتعليم هو الذي يقود نهضة الأمم وعماد التنمية بكافة صورها وهناك تجارب ناجحة مثل تجربة دول شرق اسيا نجد ان لديهم تجربة فريدة في التنمية ومحاربة الفقر. تحولت هذه الدول من الفقر المدقع الى اقطاب اقتصادية كبرى فنجد ان شعار اليابان كان التعليم من اجل التنمية المستدامة ومن ثم خصصوا نحو 80% من إجمالي الانفاق على التعليم الابتدائي والثانوي واهتموا بتطوير المناهج وتدريب الكوادر التعليمية والتدريب المهني كما قاموا بتطوير التعليم الفني كأحد أدوات التنمية الصناعية لتطوير وخلق مجتمع منتج
الحرص على الاستثمار في التعليم لأنه استثمار في المستقبل والاساس لبناء مجتمعات قوية ومزدهرة فبالعلم سادت القيم وارتقت الأمم وبنيت امجاد وصناعات وشيدت ممالك وحضارات فكم من امه فاقت بالعلم وسادت وكم من أمة تأخرت بالجهل وبادت ولا يمكن بحال من الأحوال اغفال أهمية التعليم في تحويل الانسان من الفقر المدقع الى الغنى سواء كان ماديا او معنويا وتحقيق التقدم المستدام في أي مكان. فمن الاثار الطيبة للتعليم تحقيق التقدم الاقتصادي على مستوى الافراد والمجتمعات ويلزم لذلك تنمية المهارات البشرية لمواكبة التكنولوجيا واستخدام البرامج المستحدثة وغيرها من الابتكارات العلمية الحديثة فالتعليم هو بمثابة انطلاقة حقيقية من اجل ترسيخ الاخلاق والقيم والمعارف في الأجيال القادمة المنوط بها بناء المجتمع المصري على أسس علمية حديثة متطورة .
ان المواد التطبيقية كالفيزياء والكيمياء والعلوم الطبيعية لا يمكن ندرسها بطريقة نظرية فهى تدرس في المختبرات والمعامل العلمية لان ذلك يفقدها بريقها وجوهرها فتتحول الى مواد منبوذة مملة للطلبة في حين انها العصب الرئيسي في تقدم العلوم والتكنولوجيا لدى الدول ولا يمكن ان تتخيل تعليما دون أنشطة موازية تفتح المجال امام الطالب لإبراز مواهبه ومهاراته لان ذلك يساعده بشكل كبير على التحصيل العلمي الجيد وانفتاح أفكاره وتنمية تواصله مع الاخرين ولابد ان يكون التعليم الذى يتلقاه الفرد متماشيا مع نوعية فرص العمل المتاحة اذ ان الهدف الأساسي من العلم هو التطبيق العملي له والا ما فائدة أن يقضى الانسان حياته في دراسة علم لا ينفعه بعد تخرجه
يعد رأس المال البشرى والفكري هو أساس بنيان اقتصاد المجتمعات فالإنسان هو من يمتلك المعرفة ويبدع في تطبيقها في ميدان الاقتصاد لإنتاج السلع والخدمات وتحقيق ميزة تنافسية تلبى متطلبات الداخل وتعزيز التصدير للخارج ومن ثم فإن ارتباط قدرة الدول على الإنتاج من السلع والخدمات ذات القيمة المضافة العالية يعتمد على المعرفة ويتطلب ذلك توافر بيئة تعليمية جيدة تحقق جودة في التعليم وتربطه بسوق العمل وتضع البحث العلمي في مكانته التي تليق به بما يعود بالنفع العام على الدولة في كافة المجالات.
المحامى – مدير أحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا