إن الفن المتقن، هو ذلك الفن القادر على نقل الإحساس والخيال والمعنى والشعور بذلك..
وفى لوحة “روح الوردة” نجح الرسام الفنان المبدع فى نقل الإحساس بعطاء الوردة، حتى أن المشاهد يكاد يشم عبيرها.
أما المرأة التي في اللوحة وتستنشق الوردة وعبيرها بشهيق عميق، فنشعر بأنها “محبة” للطبيعة والحياة، وكأنها تستنشق عبير ذلك في الوردة وهي مغمضة العينين مستسلمة اليدين حتى لا تنشغل حواسها بشعور آخر.
كما نرى تناسقا بديعا في الألوان ما بين ملابس المرأة وخضرة الأغصان، وما بين لون الورود وبشرتها، بما يشير أن الوردة تشبه خدها ويديها من شدة اندماجها في الوردة وعبيرها.
كما يمكن النظر للمرأة بكونها وردة أخرى تضاف للورود ذات الروح التي تشع بالجمال في المكان.
وهناك في الخلفية منزل نوافذه سوداء تحجب رؤية من بالداخل لروائع وكنوز الطبيعة التي يطل عليها، بما يشير لاختلاف مشاعر الناس تجاه جمال الطبيعة واستقبال مشاهدها، و استيعاب روعة الخلق فيها. حتى الشجرة أمام النوافذ في حديقة المنزل اكتست بالسواد لعدم الاهتمام بها ورعايتها.
وكم من معان كثيرة في تلك اللوحة الرائعة، والتي يمكن رؤيتها والشعور بها. لذلك تم تصنيفها كواحدة من أروع اللوحات في القرن العشرين.
اللوحة أبدعها الرسام الإنجليزي جون ويليام ووترهاوس (1849 – 1917) في عام 1908.