أما بعد..
نخسر كثيرا، حينما نمضي إلى الرحيل..
لكننا ننضج.. ننضج جدا..
فكل الخسارات في مكان ما.. مكسب في مكان آخر..
هكذا.. قال لي أحدهم حينما نزفتك..
فراقا تحرسه غصة..
تظلله قوافل الدموع..
والكثير من الضحكات..
حد الهذيان..
تلك الجروح هنا.. كلها أبناء المعارك..
حين خضتك..
حربي المقدسة.. على بساط الوقت..
فخرجت معافى تماما.. إلا من هزائم الأحلام..
فأنا لست ممن ينجبون الوجع دون تعب..
صحيح أن قلبي عقيم..لكن لي أولادا كُثر..
أنسى أسماءهم.. كثيرا أنسى..
لكنني أذكر من بينهم..
الحماقة والصفاقة والغضب..
ما ذنبي.. وأنت تطوفين على أسِرَّة الغرباء كل ليلة..
تتسولين الدفء.. من فتات المشاعر..
وتطلبين مني أن أتحلى بالهدوء..
تطلبين أن أكون نبيا..
ومشاعرك تفيض على أولئك الذين يقامرون بك..
كورقة رهان أخيرة على موائد الليل..
وتغيض هنا.. في شاسع حنيني..
حيث وطنك الأبدي..
ومنفاي..
لم يتقبل قلبي فكرة غيابك..
ولكنني مضطر أن أمارس الطفولة قليلا..
مضطر جدا أن أتناول فواجع الصبر..
كوسيلة إنعاش لقلبك الميت..
مضطر أن أرتدي الحزن كل ذات حنين..
فلستِ ممن يقتنعون بالفرح..
أتعرفين؟!..
لأنك لم تعتادي وجه قلبي الضاحك..
ولم تري شمسا تنام على أكتاف سنيني..
كانت كلها أوراقي الصفراء..
كذبتْ أوراقي الثبوتية كثيرا..
لمَّا أخبرتكِ أن مشاعري من نسل الخريف..
دليني..
كيف أقنعك أن حماقاتي تضم فصولا أخرى؟!..
يدك التي وُهبتْ للبندقية..
كانت تراني عصفورا..
وكنت أراها حديقة..
لم أكن أعرف أن تلك الغابات في صدرك..
تُطعم الموتَ بكل هذا الشغف..
يا لكل هذه الكثافة فيك.. كفٌ واحدة..
وكل هذه الفخاخ؟!..
سحائب الدخان في ضلوعي..
بقايا حكاية اشتياق قديمة..
أجبرها العناد على الرحيل..
ليسكن البارود مطمئنا..
أخبريني..
كيف تزور الأعراس..
صدرا تحرسه الجنائز؟!..
أيتها الكثيرة جدا..
التي لا يمكن تجاوزها..
يا تلك العميقة جدا..
التي لا يمكن تحاشي السقوط فيها.. مهما كان الحذر..
على مسرح الأحداث..
ما زالت ألف مأساة تنتظر..
أي واحدة ستكتب الفصل الأخير للقصة..
ليست المشكلة في (رفعت الأقلام وجفت الصحف)..
لكن الصفحة لم يعد بها مكان فارغ..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..