هل يمكن القول إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي دبر اللقاء الذي كان ينظر إليه على أنه “شبه مستحيل” بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو نفسه الرئيس الأمريكي الذي ينساق وراء تجاوزات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وتشجيعه على جرائم القتل وسفك دماء الأبرياء دون مجرد التوقف ولو للحظات معدودة أمام سير الأحداث اعتبارا من صباح أمس الذي يستمر ربما حتى مساء اليوم أقول من يمعن التأمل في سير هذه الأحداث فسوف يجد نفسه حائرا بين موقفين متناقضين لزعيم واحد حتى ولو كان قد عرف عنه اتخاذ هذا النهج منذ إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية للمرة الثانية وإعلان الحرب ضد الفلسطينيين مشاركة أو مجاملة لسفاح القرن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل إما بالتصريحات النارية بتهجيرهم قسريا من غزة وهدم كل البنايات أو بالإسراع في تصدير شحنة القنابل الثقيلة من طراز بارك 84 التي يبلغ وزن المتفجرات بها نصف طن ويمتد تأثيرها إلى 365 مترا .. أنا شخصيا أحسب أن حرص الرئيس ترامب على إقرار السلام في أوكرانيا واتصاله بالرئيس بوتين تليفونيا والحديث معه لمدة ساعة ونصف الساعة كل ذلك يعكس أجواء إيجابية أكرر أنها لا تتناسب مع ما يجري في غزة.
***
على الجانب المقابل فإن مصر باعتبارها المدافع المخلص الأمين للقضية الفلسطينية وإصرارها على الثوابت التي وضعتها أن نعود لنؤكد مرة أخرى أن فكرة تهجير أهل غزة سوف تشعل النار في منطقة الشرق الأوسط .. مثلا هذه التهديدات بأن قطاع غزة لن يضم ولو واحدا من حركة حماس وإلا فإن الحرب تكون قد فقدت قيمتها مما يتطلب العودة إلى وضع سيناريو جديد في غضون فترة تطول أو تقصر.. وليصدقني الرئيس ترامب إذا قلت له وها آنذا أقول بالفعل أن يتخذ من الأسلوب المصري سياسيا ونظرية وتطبيقا سبيلا لتحقيق انفراجة قريبة وعندئذ ستنهمر من عينيه دموع الفرح والحزن في آنٍ واحد..
الفرح لأنه سينقذ شعبه من أخطار محدقة قادمة لا محالة أما بالنسبة لدموع الحزن فعندما تضيق عليه الدنيا وما من سبيل أمامه سوى انتظار عذاب والآخرة.
***
في النهاية تبقى كلمة:
الرئيس ترامب يريد بالفعل تحسين علاقات بلاده بالأوروبيين كذلك دعم روابط الصداقة والزمالة والتقارب الوجداني بين القيادات السياسية الأوروبية والأمريكية لتتوقف عجلة الكراهية والرغبة في الانتقام والانتقام المضاد..ثم..ثم.. فليسقط كل اتجاه يستهدف صاحبه استغلال المنصب أو المكسب المادي أو الربح المعنوي ..
أخيرا.. لماذا تبدو إسرائيل مرعوبة من الاستعدادات المصرية التي تجريها حاليا خشية أن تحدث مواجهة..؟! المؤشرات تقول إن مصر سوف تنتصر بإذن الله .. ولماذا كلما ذكر وزير الدفاع المصري تصريحا أو ردد كلمات يشيد بها بخير جنود الأرض أصاب الذعر والفزع الإسرائيليين من كل الاتجاهات..علما بأن الثقة من إحراز النصر تقوم على أساس وجود جيش قوي يحميه ظهير شعبي لا مثيل له على مستوى العالم ولعل كل تلك الدلائل والبراهين تجعل الرئيس ترامب يتنازل عن سلاح التحيز من جعبته شخصيا .. أما هذه المسرحيات الساذجة تأليفا وإخراجا حيث يمثل نتنياهو أمام المحكمة في الصباح وقد ارتفعت نبرة صوته فإذا بالقاضي يأمره في حزم بالتزام الصمت وإلا حبسه 24 أو 48 ساعة وقبل نهاية الفصل الأخير يهرع نتنياهو إلى قيادة الجيش ليصدر أوامره بالاستمرار في الحرب ضد غزة.
وهذه إسرائيل التي تقوم على الغش والخداع والزيف واقتناص حقوق الآخرين.
***
و..و..شكرا
***
واثقون
و..و..شكرا