اننا الان في شهر عظيم مبارك، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرأن شهر العتق والغفران، شهر الصدقات والإحسان شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات وتقال فيه العثرات ,شهر تجلب فيه الدعوات وترفع فيه الدرجات وتغفر فيه السيئات ,شهر يجود الله فيه سبحانه على عباده بأنواع الكرامات ويجزل فيه لأوليائه العطيات شهر جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام فصامه المصطفى صلى الله عليه وسلم
ان الله عز وجل جعل صيامه وقيامه ايمانا واحتسابا سببا لمغفرة الذنوب كما ثبت في” الصحيحين” البخاري ومسلم.. من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وأيضا قال النبي صلى الله عليه وسلم من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه من حديث ابى سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ان لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليله يعنى في رمضان ان لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة.
ان صيام رمضان سبب لتكفير الذنوب التي سبقته من رمضان الذى قبله أذا اجتنبت الكبائر كما ثبت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات ما بينهن اذا اجتنبت الكبائر عن ابى ذر رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ” انه من قام مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليله صححه الألباني في ” صلاة التراويح “
ان صيامه ثم صيام ستة من شوال كصيام الدهر يعدل صيام عشرة أشهر، كما يدل ذلك ما ثبت في صحيح مسلم من حديث ابى أيوب الأنصاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان ثم اتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر. شهر فيه ليلة خير من ألف شهر انه شهر عظيم فيه ثواب كبير لكل من عمل بأوامر الله فيه يمحو الله الذنوب وصيامه له اجر كبير ومنزلته عند الله عظيمة فالصائمون يتقدمون على الشهداء بعد الأنبياء هم الصديقين.
من حكمة الله سبحانه أن فاضل بين خلقة زمانا ومكانا، ففضل بعض الأمكنة على بعض وفضل الأزمنة على بعض، ففضل في الأزمنة شهر رمضان على سائر الشهور فهو فيها كالشمس بين الكواكب واختص هذا الشهر بفضائل عظيمة ومزايا كبيرة فهو شهر رمضان الذي انزل فيه القرأن هدى وبينات.. في الصيام فوائد كثيرة وحكم عظيمة منها تطهير النفس وتهذيبها وتزكيتها من الاخلاق السيئة كالأشر والبطر والبخل وتعويدها للأخلاق الكريمة كالصبر والحلم والجود والكرم ومجاهدة النفس فيما يرضى الله. فينبغي للصائم الإكثار من الصلوات والصدقات والذكر والاستغفار وسائر انواع القربات في الليل والنهار اغتناما للزمان ورغبة في مضاعفة الحسنات، والحذر من كل ما ينقص الصوم ويضعف الاجر ويغضب الرب عز وجل من سائر المعاصي كالتهاون بالصلاة والبخل بالزكاة وأكل الربا وأكل أموال اليتامى وأنواع الظلم وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم والغيبة والنميمة والكذب وشهادة الزور والدعاوى الباطلة والايمان الكاذبة وتبرج النساء.
ومن ثمرات الصيام التطلع الى ما عند الله في الدار الاخرة والجد والاجتهاد في الاعمال الصالحة التي تقرب الى الجنة واجتناب المعاصي والذنوب التي تقرب الى النار والصائم في شهر الصيام يجد ويجتهد ويصبر ليحافظ على صيامه وبترك ما يغضب الله تبارك وتعالى حتى لا يكون ذلك سببا في عدم قبول صيامه ثم ينتهي هذا الشهر بفرحة العيد للطائعين والندم والحسرة للمفرطين اغتنموا هذه الأيام المبارك لعل الله ان يطهركم ويغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات النعيم.
المحامى – مدير أحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا