عندما قدمت للكويت وعملت بإحدى مدارس وزارة التربية كان لزاما علينا حضور طابور الصباح، وكانت هناك مشاعر وأفكار كثيرة تنتابنا عند التغني بنشيد الصباح، وكنا كوافدين نقف بكل احترام وننشد بكل قوة وقارا للبلد الذي نعمل به، وإذا أمكن أن تجد مواطنا أو طالبا غير منضبط كنا نقوِّمه ونشد على يديه أن يكون وفياً ومنتمياً والحق أن الكثيرين كانوا كذلك وكنت أسعد عندما أجد لجنة من الوزارة تأتي لتقييم طابور الصباح، وبالطبع كنت تجد الطلبة هذا اليوم أكثر انضباطا، والحقيقة أن كل وافد كان يخشى تماما أن يتهم بعدم الاحترام لذا كان لزاما عليه أن يكون منتبها لذلك، ولكن لا أحد ينكر أن مع مرور الوقت يكون النشيد والالتزام ليست مجرد كلمات تنشد بل حب نابع من القلوب، والأهم أنه عندما التحق أولادي بالمدارس كنت أؤكد عليهم احترام طابور الصباح والمحافظة على التغني بالنشيد من القلب، وعندما يسأل سائل أو ابن لك هل من الصحيح أن أنشد وطني الكويت وأنا لست كويتيا وهنا تأتي أهمية أن يكون الوافد محباً للبلد المضيف الذي يعمل به وإذا لم يكن يحمل لها المشاعر الطيبة فهذا سيؤثر سلبا على أولاده ويجعلهم حاقدين كارهين ويكون سواد القلب مع الوقت مصيبة كبرى للعيش معها لذا وجب زرع هذا الحب وذكر المحاسن والتغاضي عن العيوب والاخلاص في العمل يجعل القلوب محبة، وأقولها من كل قلبي كنت أنا وأولادي ننشد النشيد بكل حب ومن القلب، لذا فهم محبون للكويت وأهلها حتى بعد مغادرتهم لها أصبحوا في اشتياق دائم لزيارتها، ولم لا وهي البلد الذي نشأوا وترعرعوا فيه، لذا ومن هذه المنصة أنادي بمشروع وطني للحفاظ على الروح الوطنية للوافدين الذين يحملون للكويت وأهلها كل الحب والاحترام.
عشنا معكم حزنا لحزنكم وفرحنا لفرحكم، تشاركنا كل الظروف بمرها وحلوها، وإذا كان الانسان يعيش أكثر من نصف عمره في بلد آخر فكيف لا يكون له وطن.
هذا الوطن الذي كان شاهدا ومؤثرا في كل مراحل حياتنا وأفراحنا وأتراحنا وطموحاتنا وأحلامنا وأحلام أبنائنا، عندما تأتي الأعياد الوطنية نسعد بها ونشارك اخواننا فرحتهم، لذا فالكويت ستبقى دوماً وطننا الثاني بعد وطننا الأم، والكويت بكل شموخها وأصلها وشهامة وطيبة أهلها تستحق كل الحب والاحترام والتقدير وتستحق أن تكون وطناً مجيداً.
وطني الكويت سلمت للمجد..
Omarfawzi3041966@gmail,com
نشر فى جريدة النهار الكويتية