من أهم الكتب عن مسرح الدمى وأيسرها و أفصحها، مؤكدا على ضرورة تطوير وتفعيل مسرح الطفل (الدمى والعرائس) من خلال استقطاب المبدعين والعاملين والدارسين في اقامة دورات وورش عمل مختصة ومستمرة في اعداد وتدريب كوادر مختصة في صنع الدمى والعرائس في مسرح الطفل،وضرورة التعاون والتنسيق الحكومي مع وزارة التربية والتعليم للنهوض بعالم وواقع الطفل والطفولة، لذا الحاجة ماسة في تعليم وتطوير في استخدام مسرح الدمى في المدارس ورياض الأطفال .
عرض كتاب الفضاء اللعبي في مسرح الدمي
تأليف ا. د ميادة مجيد الباجلان
مسرح الطفل يعد واحد من أهم الأدوات في التوجيه والبناء وتحقيق المطالب النمائية للطفل، إذ يشكل المتلقي (الطفل) عنصرا مهما في العرض البصري من خلال العملية التواصلية التي تربط بينه وبين العرض المسرحي، بما يتلاءم مع ذائقته الفكرية والجمالية وتفاعله لفضاء العرض البصري الجاذب والمشوق، وتحويله إلى مشارك فعال والاستجابة الفعلية في انشاء المعنى التي تنمي وعيه وفكره وادراكه لعملية التلقي.
مسميات مسرح الدمى والعرائس
له عدة مصطلحات مسرح (الدمى، الماريونيت، الكراكيز، الأراجوز، قره قوز، قرقوش) ، فإذا كانت الدمى والعرائس والماريونيت كائنات جامدة مصنوعة بأدوات ومواد مختلفة يحركها اللاعب أو الممثل فوق الخشبة لأداء مجموعة من الأدوار التشخيصية الدرامية، فإن كلمة الكراكيز أو قره قوز تركية الأصل مؤلفة من لفظتين: قره، ومعناها أسود، وقوز ومعناها عين، فالمعنى الكامل (العين السوداء)، وسمي بذلك أن الغجر السود العيون هم الذين يؤدونه، أو لأنه ينظر إلى الحياة بعين سوداء أو من خلال منظار أسود، لأن القره قوز يقوم على الشكوى من الحياة ومحنها ومفاجآتها وتقلب أحوالها .
نشأة مسرح الدمى
مسرح الدمى والعرائس ظهر قديما عند المصريين القدامى (الفراعنة)، والصينيين، واليابانيين، وبلاد ما بين النهرين وتركيا بيد أن اليابانيين تفننوا فيه حتى أصبح مسرح العرائس إحدى أدوات التعليم والتلقين، فهم من الأوائل الذين أتقنوا هذا النوع من المسرح، حيث يتهافت عليه الصغار والكبار بدون استثناء وهناك من يعتبر أن مسرح الدمى كان بمثابة تماثيل وأوثان وأصنام، تحمل أقنعة دينية وروحية وصوفية، مسرح الدمى هو فن شعبي قديم، يعود أصله إلى الثقافات الاسيوية القديمة وازدهر في البلاد العربية مباشرة بعد سقوط الاندلس في نهاية القرن الثالث عشر، فلم يظهر مسرح الدمى والعرائس والكراكيز إلا في القرن الرابع عشر الميلادي في تركيا والعراق، وانتقل بعد ذلك إلى الشام ومصر وباقي الدول العربية والإسلامية.
إن مسرح الدمى فن يعتمد على تحريك الدمى وبث فيها الروح من خلال الفنان الذي يحركها بيده ويسرد قصة مشوقة على لسانه امام الجمهور وخاصة الاطفال وكانت وسيلة جيدة لتسلية الناس بجانب خيال الظل حيث كانت وسيلة جيدة لحكاية قصص ذات دلالات قيمة، إنسانية او سياسية دون الاحتكاك مع الحكام وكما هو الحال قصص الظل، حيث يتهافت عليه الصغار والكبار بدون استثناء، إن الفنانين الاوربيين في العصور الوسطى كانوا يحملون عرائسهم على اكتافهم ويسيرون في الشوارع وعند الميادين والتقاطعات، وحيث يجتمع المارة والصبية ينصبون مسرحهم ويقيمون عروضهم في الهواء الطلق، وكانت تدور حول الملاحم والبطولات الشعبية، وتطورت هذه المسرحيات فيما بعد واتخذت طابعا دراميا يصور الصراع بين الخير والشر، وفي مطلع القرن الثامن عشر شيدت المسارح التي تقدم عروضه بصفة مستمرة بعد أن أصبح لهذا الفن جمهور.
أهمية مسرح الدمى
إن مسرح الدمى له غاياته وأهدافه الجمالية والفكرية والتربوية ، يسعى دائما إلى خلق عالم افتراضي من خلال اهتمامه بالآليات والمعالجات الجمالية والفكرية بما يخدم المستجدات والمتغيرات بما يجاري المخيلة النقية بالفطرة للمتلقي (الطفل)، وذلك بتفعيل الجذب للعناصر البصرية والسمعية والحركية للأفعال الدرامية، يحاكي خياله ويستوعب قدراته التخيلية، وينطلق إليه بشغف كبير، إذ يجد اللذة والمتعة والتعلم، بطريقة سهلة وممتعة يرضي شغف الطفل وذائقته الجمالية لخلق ذلك العالم عن طريق تفجير عنصر الايهام الذي يتحقق عن طريق تفاعل المتلقي الطفل وعناصر العرض المسرحي، لذا يفيد الباحثين والدارسين والنقاد، والمهتمين في مجال مسرح الطفل والمجالات التربوية والتعليمية بطرق التدريس الحديثة .
يعد مسرح الدمى وسيلة من وسائل التربية والتعليم الأساس في التقدم في كل مجتمع لأنه:
1–وسيلة تعليمية تربوية مصممة بطريقة متقنة بمجموعة من العلاقات السمعية والبصرية والحركية التي تشبع حاجة المتلقـي (الطفل)، وتمثـل مقيـاس سـلوكه فـي الـشكل الـدرامي، الـذي يظهـر هـذه العلاقـات والتفـضيلات علـى لـسان دمـى يـتم الـتحكم فيهـا، وتكـون علـى هيئـة عرائس أو خيال ظل أو دمى قفازية وغيرها تهدف إلى التربية والتعليم، وإحداث تغيير في السلوك والعلاقات بين الطفل والبيئة .
3– خاصية مسرح الدمى في مخاطبة العقل والوجدان، من خلال ما يبثه المسرح من أفكار ومفاهيم وقيم تربوية وتعليمية في نفوس الأطفال مثل وجوب إتباع الحق، وقول الصدق، والشجاعة، والكرم، … وغيرها من الصفات الحميدة الجيدة.
4– مسرح الدمى يعتبر من أقوى الوسائل التي تدفع الأطفال إلى العمل معا نحو غاية مشتركة، والعمل الجماعي، والنقد المباشر،
-5 يسعى مسرح الدمى إلى تنمية الثقة بالنفس عبر التدريب المتواصل الذي يكسب الطفل الثقة الكبيرة بالنفس فهي شكل من أشكال الدراما، تمثل فيه الـدمى ذات الأشـكال الـصغيرة المـدورة التـي يـتحكم فيهـا مـن أسـفل مباشـرة بيـدي محـرك الـدمى، متمثلة بالأيدي والأصابع والخيوط أو بعـصي، أو تمثـل فيـه الـدمى مـن فـوق المسرح بالخيوط والأشكال، وغيرها
6– تقـدم مـسرحيات الـدمى قصـصا واقعيــة تتجــسد مــن خــلال شخــصيات (إنسانية، حيوانية، نباتية، جمادية، فانتازيا) يــتم مــن خلالهــا معالجــة مــشاكل الاطفــال بــصورة غيــر مباشــرة للقيم التربوية.
7- يمتلك مسرح الدمى خصائص درامية مـسرحية متميـزة للتقنيات سينوغرافيا العرض المسرحي (السمعي، البصري، الحركي) .
إن استجابة المتلقي(الطفل) للعرض المسرحي استجابة بريئة جريئة وساذجة تتوزع بين الواقع وما يراه في العرض البصري، ولكن كلما ازدادت خبرات المتلقي تحولت استجابته إلى الفهم المتعاطف، أي الادراك الفكري للمواقف المعروضة فيتعدد ويتنوع مسرح الطفل بناء على ذلك بتنوع مراحل الطفولة والغايات النمائية فيها، وكلما تقدم الطفل بمراحله العمرية تقدم البناء، وتكامل البناء الفني، وتعقدت حبكته وتنظيمه بتعقد وتطور مدركات الطفل وقدراته التصويرية وامكاناته النقدية البسيطة، اذ يسعى إلى خلق عالم افتراضي يرضي شغف الطفل ويستوعب قدراته التخيلية فضلا عن توفير كل الوسائل التي تيسر له خلق ذلك العالم، ومن خلال استثمار كل الوسائل التقنية الحديثة وبذائقة جمالية لخلق ذلك العالم عن طريق تفجير عنصر الايهام الذي يتحقق عن طريق تفاعل المناظر مسرح الطفل يحتاج إلى اتساع وبناء صورة بصرية عالية المستوى تحاكي الخيال الخصب يعزز من تحقيق غاية الفرجة والإمتاع والترفيه لدى المتلقي (الطفل) فضلا عن الجانب التعليمي، لتحقيق الجذب البصري على وفق مناهج علمية ومعايير تصميمية تتلاءم مع المستوى الفكري للأطفال في كيفية الاستحواذ على أنتباهه للصورة الأولى التي تواجه الطفل، وربما تبقى مستمرة في الذاكرة الكلية للطفل، ويكون العرض محببا لديه، ويترك تأثيرات حسية وبصرية يعتمد ذلك قوة المثير، فكلما كان المثير يجذب الانتباه والتعجب والدهشة علق أكثر في ذاكرة الطفل، وفي كل الأحوال يترك انطباعات على ذهنية المتلقي (الطفل) وفق أسس التنظيم والتعبير بما يحقق التواصل في الإثارة وشد الانتباه، والشد بين العناصر البصرية، والسمعية، والحركية إذا ما تم توظيفها بصورة صحيحة .
تفاعلية الطفل
الجذب البصري لإحداث انتباه (الطفل) والدخول إلى وجدانه، لذا وجب على الممثل في مسرح الطفل أن تكون له القدرة على الارتجال والتكيف مع الظروف الطارئة، المبالغة والتظاهر، كونها أكثر شمولية وطاقة حيوية جاذبة تسمح له بشق الفضاء المسرحي من خلال حركاته المتدفقة بالدلالات الحيوية الراقصة والتشكيل المستمر والمتغير مع حركة المنظومة البصرية الناطقة بدلالات لونية والتي تسهم في خلق الإيحاء وتشكيل الأجواء، حيث يتداخل المتلقي(الطفل) مع العرض في علاقة تبادلية، تحقق عالما بصريا جماليا تشكيليا وروحا ووجدانيا والرسالة الفكرية والجمالية والقيم الدرامية، وأحيانا يأخذ المرسل(الممثل) شحنة من المتلقين(المرسل إليه) الأطفال، تتدفق بصورة رئيسة، كالضحك في المواقف الكوميدية، والتصفيق في الحركات الراقصة، والشعور المشترك بالرهبة في حالة المأساة، وتتدفق الطاقة في كلا الاتجاهين بحيث تلتحم القوتان مع بعضهما لخلق الجذب والإثارة وحركة العواطف.
لقد أصبح العرض المسرحي المعاصر يستعمل وسيط الجسد بالتناسق مع بقية الوسائط المادية منها، والحسية استعمالاَ يثري العرض عبر دوائر أدائية يحركها جسد الممثل معبرا عن فهم وإدراك من خلال الربط بين الأفكار،والعواطف،والصوت،واللون،والزمان،والمكان،والضوء من العناصر والأشكال المختلفة بالجسد،حيث تسهم تمظهرات أداء جسد الممثل داخل الفضاء الفرجوي في إبراز بث مباشر لإدائه الحركي عبر الإشارات،والأصوات،والحركات في إثراء شكل العرض جماليا وفكريا من خلال إحداث ثورة سينوغرافية جديدة مع بقية الوسائط الفنية من أجل تحقيق التأثير في المتلقي(الطفل) واستمالته نحو العرض .
إنّ الأطفال يميلون نحو العوالم الخفية والأشياء الغريبة والمجهولة، هذا ما أكدته الدراسات، فهم يفضلون أماكن الغابات والبحار والأماكن التي تعيش فيها الحيوانات والطيور وكذلك الأماكن التي لم يألفوا مشاهدتها أو التي لم يشاهدوها أبداً من قبل والتي يمتزج فيها الواقع بالخيال لينتج عنه إبداعاً جمالياً شفافاً، وعندما تصل فكرة الخطاب البصري إلى المتلقي(الطفل) وتذوقها ليصبح أكثر إحساساً بالجمال الذي تحمله صورة المنظر الذي يمثل الإطار الشكلي وحلقة وصل بين أفكار ومجريات النص وأسلوب الإخراج (العرض).
كيف يحقق مسرح الدمى غاياته؟
يحقق مسرح الدمى غاياته التعبيرية والجمالية والتعليمية إذا ما تكاملت عناصر العرض المسرحي لإحداث المتعة والإثارة والتشويق للتواصل والاستمرارية فلابد من توافر عنصري الإثارة والتشويق اللتان تمثلان العلاقة التي تربط المتلقي (الطفل) (المرسل إليه) بـ(المرسل) العرض المسرحي وحددت بأربعة عناصر هي:
1. الترقب: عملية ترقب ومتابعة الأحداث المختلفة في العرض المسرحي المقدم للطفل.
2. الإصغاء: إصغاء المتلقي (الطفل) نحو مجريات العرض المسرحي بشكل واضح ومفهوم بعيدا عن التشويش الذي قد يفقد المتعة والإثارة.
3. العطف: تعاطف الطفل مع مفردات العرض المسرحي (البصري والسمعي والحركي) في حالة ترقب ومتابعة.
حب الاستطلاع: يدفع المتلقي(الطفل) في حب الاستطلاع والكشف عما يدور من أحداث وتغييرات في العرض المسرحي.
أنواع الدمى :
1– القفازية : تشبه القفاز، تلبس باليد وتحركها الأصابع، وهي ابسط أنواع العرائس وأكثرها حيوية ومرونة لأنها تحرك باليد، تستطيع أن تتصافح وتتحرك وتقفز وتصفق وتحرك اذرعها يميناً وشمالاً
2– دمى الخيوط (المار يونيت) : الدمى التي تحرك بالخيوط وتصنع من القماش المبطن بحيث تكون مفاصل الأطراف ومفاصل السيقان والرقبة حرة في حركتها حتى يمكن تحريك كل عضو على حدة وتربط كل الأعضاء بخيوط يمسك بها اللاعب الذي يكون عادة في منطقة أعلى من إطار المسرح. وتستعمل عادة خيوط (النايلون) التي لا تبدو واضحة للعيان .
3– دمى العصي : تتكون من رأس أجوف مثبت على عصا تقوم بتحريك الرأس، وكف اليد متصل بعصا من حديد لتحريكها، وتكسى العصا بالقماش، ويقوم الممثل بالقبض عليها وتحريكها بما يتناسب وأحداث القصة وهناك أنواع أخرى من الدمى وهي الورقية والإسفنجية ودمى الإصبع .
4– الدمى الورقية : والتي فيها يمكن استخدام الأكياس الورقية بحيث نثني نهاية الكيس إلى الداخل ثنية كشكل الفكين العلوي والسفلي والتي يتحرك بهما بواسطة الأصابع.
5– الدمى الإسفنجية : يمكن استخدام ليفة إسفنجية بحيث نفتح ثقوباً نافذة فيها لإدخال الأصابع والإبهام وتحريكها، ونثبت على الاسفنجة شكل الوجه الذي نريده ونلصق الأعين والشعر والفم.
6- دمى الإصبع : يمكن قص الإصبع من كف بلاستيكي ورسم الوجه عليه واستخدام عيون متحركة، وشعر من خيوط الصوف وتغطي كل عروسة إصبع واحد كما يمكن رسم عدد من الوجوه المختلفة على الأصابع من الداخل، وهذا النوع من الدمى يساعد اللاعب على تقديم عرض به عدد كبير من العرائس في وقت واحد .
أنواع الشخصيات في مسرح الدمى
تشكل الشخصيات المؤنسنة مجالا رحبا للفهم والادراك والشد والاثارة العالية بسبب شكل الشخصية المؤنسنة (كالدب والبطة والأرنب القطة الدجاجة..) وبأسلوب وطريقة الحركة التي تحاكي الحيوان من جهة وتصدر أفعال إنسانية من جهة ولذا تشكل منطقة جذب كبيرة خاصة إذا حدد الممثل ايقاع كل شخصية بحيث تبدو هذه الشخصيات مع المنظر المسرحي المكان المؤسس لهذا العرض أكثر تأثيرا بل الطفل يتبنى هذه الشخصيات بصيغة أو أخرى لذا فأن اهتمام كل من المخرج ولمصمم بناء شخصية لغرض ايصال مبدأ التعاطف ومبدأ الفكرة والجمال الفني وبالتالي يحقق حضور المعنى الذي يقصده العرض لتحقيق الجذب والاثارة كما أن أزياء الممثلين في الشخصيات المؤنسنة تشكل عن رمز كالريش والشعر والصوف.. وغيرها ووجوه الشخصيات المختلفة فأنها تستدعي كل انتباه الطفل بل تشد انتباهه وجذبه في محاولة لتقليدها، أما أنواع الشخصيات في مسرح الدمى فهي:
1. الشخصيات الإنسانية الطبيعية(الواقعية) الطيبة المسالمة العفوية التي تصنع الخير وتنتصر على الشر.
2. الشخصيات الإنسانية غير الطبيعية شريرة مريضة.
3. شخصيات (حيوانية نباتية جمادات) المتحولة إلى شخوص تتحدث بلغة إنسان (مؤنسنة).
4. شخصيات الخيال العلمي وأحيانا الحروف والأرقام وبعض أجزاء جسم الإنسان.
5. الشخصيات اللا معقول والخارقة مثل: نماذج الرعب الساحرات والعفاريت والجن.
6. شخصيات الدمى والعرائس وخيال الظل.
الشخصيات الفانتازيا: حوريات شخصيات خرافية منقرضة والأرواح وإعطاؤها صفات وطباع الإنسان فتكون الأهداف أقرب إلى عالم الطفل رائجة في استقطاب عقول واهتمام الأطفال لما فيها من تأثير في مخيلة الأطفال ومداركهم فهي تطير وتتحرك وتقوم بأدوار بشرية تناسب طبائعها الحقيقية في الواقع والتي تمتاز بالبساطة والثبوت وتثير مشاعر الأطفال وسط أجواء التضحية العدل والبطولة والصدق والخير والمحبة… وغيرها ويضفي على المضمون الواقعي شكلا رمزيا غرائبيا يحبذه الأطفال ويتفاعلون معه يشد الانتباه وينجذب إليها.
يعبر المتلقي (الطفل) من خلال ما يشاهده على خشبة المسرح فتدب الحياة في شخوص جامدة (أنسنه الظواهر الحياتية) فيندمج معها ومع الشخصيات التي تستهويهم كالشخصيات الشجاعة والمحبوبة تحمل في تجسيد شخصياته طابع الشجاعة والتعاون والمحبة والطيبة والمدافعة عن الحق في انتصار الخير على الشر لا سيما الشخصيات الحيوانية الأليفة والتي غالبا ما تكون قريبة ومحببة من نفس الطفل كالدجاجة والأرنب والقطة والنحلة والعصفور وغيرها للدخول إلى وجدانه فتزيد جمال روحه الفني والعاطفي.
ما يجب مراعاته من العاملين في مسرح الدمى:
إن (مسرح الدمى) عالم جميل فلا بد أن يحظى بالكثير من الاهتمام في عروضه للطفل من نص وإخراج ممثلين والتقنيات الاخرى، فهو يحتاج إلى تخطيط ودراسة في إعداد وتحضير النصوص والخطة الإخراجية وتصنيع الدمى والملابس وتصميم الديكور وإعداد الموسيقى والمؤثرات الصوتية والبصرية والتقنيات الأخرى وتدريب المحركين للدمى لصنع بيئة جاذبة ومؤثرة ومحفزة في اثارة الطفل وتسليته شخصيات( الدمية) يمكن لمسها ومحادثتها مما يؤدي إلى خلق ألفة بين المتلقي(الطفل) و( الدمى) في تحقيق اهدافه التربوية والتعليمية والترفيهية المقدمة للطفل فعندما نريد ان نقدم عرضا للأطفال الصغار لابد من توافر الآتي:
اولا: إعداد القصة وتحضيرها فنيا وجماليا من خلال العناصر المتمثلة في (الاستهلال و العقدة، الصراع، الحل، النهاية)، وصنع الدمى والعرائس التي تتناسب مع بيئة الأطفال الاجتماعية والنفسية والاخلاقية، والواقعية، والبيئية، والتي تتلاءم مع عاداتهم وتقاليدهم واعرافهم داخل مجتمعاتهم التي يعيشون فيها .
ثانيا: على المخرج والمؤلف أن ينسج مسرحية تتوافق مع خيال الطفل المخاطب البسيط (العمر، ميوله الوجداني، النفسي، الشعوري، الذهني، البيئي).
ثالثا: اختيار الشخصيات التي ستنجز الأحداث داخل فصل مسرحي واحد، وينتقي الفضاء الزمكاني (الزمان والمكان) الذي ستدور فيه الأحداث المؤدية.
رابعا: أن يزين المسرحيات بلوحات سينوغرافيا جميلة تحمل دلالات سيميائي معبرة وموجة للمسرحية.
خامسا: أن تتخلل المسرحية حوارات و منولوجات غنائية ورقصات مع التلوين في الأصوات كل حسب شخصيته، حسب تلون المواقف في المشاهد المسرحية، والتدريب على النطق السليم، والحركات الموسيقية التصويرية ليدغدغ مخيلة الطفل ومشاعره.
سادسا: ينبغي على العاملين والدارسين في مسرح الدمى معرفة الشخصيات المؤدية والقادرة على تغير نبرات الصوت بما يتناسب مع ملامح الشخصية التي تتحدث بلسانها، (فالقطة) صوتها رفيع وخافت بينما صوت (الأسد) أجش كما يجب أن تناسب حركة الدمى الصوت الصادر عنها، لذلك يفضل أن يتدرب الممثل قبل إلقاء القصة على الأداء اكثر من مرة حتى تصل إلى المستوى الذي تمكنه من الأداء اللعبي يرضى عنها ،والذي يرى أنه يكون مقبولا مقنعا وجاذبا ومؤثرا لدى الأطفال ،فهو يحاول (الطفل) كشف العالم من حوله لذلك يبدو شغوفا بتوجيه الاسئلة الدائمة عن كل شيء ليعبر عن افكاره ورغباته وميوله التي من خلالها يستطيع فهم البيئة المحيطة به .
خصائص كاتب مسرح الدمى
إن أهداف أي فن من الفنون هو إثارة وتحريك العواطف وإثارة التفكير فالمسرحيات التي تقدم للأطفال تحرك عواطفه ، يحتاج مسرح الدمى إلى إثارة عنصر التشويق في إنتاج المعنى للبناء الدرامي (الفكرة والحبكة والشخصية والحوار) وعبر التشكيل على وفق رؤية بصرية تشكيلية للخطاب البصري، وفيما يلي أهم خصائص كاتب مسرح الأطفال(الدمى) :
1- الفكرة في نقل ومحاكاة من الحياة الواقعية ومعالجتها يعتمد على التجربة الإنسانية.
2- وجود الحبكة أي التنظيم العام للمسرحية يعتمد على التطور والنمو.
3- تتابع الأحداث بشكل متسلسل ومبسط.
4-الاهتمام بالأحداث بشكل جميل ومؤثر ومقنع
5-أن تكون الشخصيات محور الأحداث وسريعة الاستجابة والتفاعل للأحداث .
6-أن تكون اللغة واضحة ومفهومة في ايصال الأفكار (فصحى مبسطة) و(عامية مهذبة).
7-الحوار جزء مهم من اجزاء الحدث الدرامي وليس مجرد كلام مع عدم الاطالة في الحوار.
8-المكان والزمان عنصران مهمان في عالم المسرح يساعدان على فهم الحدث الشخصية.
9- ان يسود المسرحية التشويق والجذب والفكاهة واللعب.
مهارات أداء الممثل في مسرح الدمى
الممثل هو الدال الرئيس (لعلامة الكبرى) في العرض المسرحي، إذ أنه العنصر الحي الذي يضفي الروح على العناصر البصرية الأخرى، يخلق من جسده في أداء حركاته في (هارمونية) توافق انسجام تآلف مع التكوين العام في داخل الصورة المسرحية.
–وتشكل حركة الممثل دورا فاعلا في تشكيل ملامح الشخصية التي يؤديها في فضاء المسرح ايقاعا حركيا دلاليا مؤثرا بصريا مع مفردات العرض الأخرى، في تحويل النص الدرامي إلى أفعال ودلالات بصرية تشكيلية،
–ويمثل عنصرا مرئيا، يقوم بتجسيد واظهار الشخصية المسرحية بمساعدة الأزياء التي يرتديها والماكياج، وملحقات الشخصية، فهي تكمل هيئة الممثل بوجود ومساعدة الإضاءة، فهو الرئيس في العرض المسرحي، والعنصر الأساسي، وخبرته الجسدية والفنية والمؤثرة في إلقائه للكلمات، وايماءاته وحركاته، وتعابير وجهه، في تأدية حركة التعبير الدرامي الصامت، وبعض حركات الأكروبات، والرقص البهلواني والارتجال في إيقاعات متجانسة تنبض بالحياة على وفق الخطة الإخراجية.
إن جماليات الصورة المسرحية منها جسد الممثل تلعب دورا أساسيا وإيجابيا في نقل وإيصال الفكرة، وما يبثه الخطاب البصري من قيم ومعان في هارمونية) تناسق) الوحدة السينوغرافية (الصورة المسرحية) عبر جماليات التشكيل والتي تتداخل فيها كل مفردة من مفردات العرض بانسجام واندماج وعناصر الأداء الجسدي، ورسم الحركة مع الموسيقى والضوء لصياغة تعبير يهدف إلى التأثير في عاطفة وعقل المتلقي (الطفل) ويحفز مشاعره ووجدانه.
حركة أداء الممثل يمكن تحليلها عبر قدرتها على:
● الكشف عن خصوصية كل شخصية على انفراد.
● أن تعكس وتعزز الفعل الدرامي الأساس للعرض.
● المساعدة في تحديد اسلوب العرض.
● الجذب، والتواصل.
● تحديد العناصر الحركية في (الاتجاه، السرعة، الزمن، التوتر، الإيقاع).
مسرح الدمى وعناصر السينوغرافيا (فن تشكيل الصورة المسرحية)
الإيقاع
يتحقق للعرض إيقاعا جاذبا لحواس الطفل، متى كان تشكيل الصورة المسرحية (السينوغرافيا) بما تحويه من مؤثرات سمعية وبصرية وحركية ، أو صوامت و نواطق وحركة ،مع تغيير سريع ومفاجئ لأحداث ومناظر العرض ما يؤدي إلى تنوع في وحدة الإيقاع ، الذي يهيئ الطفل ويوتره يشوقه يوتره ما يجعله متفاعلا حريصا على متابعة مفهوم الفكرة وتجسيدها وتسلسل الأحداث وانتقالها إلى المتلقي(الطفل) ما يولد عنده شعورا بالمتعة(الفرجة) وميله إلى الاقتداء السلوكي في اعتقاد الكمال بكل مبهر يحقق الدهشة والشغف والمتعة والتواصل بكل ما هو جديد وحديث.
الإضاءة
يتوجب على المصمم أن تكون إضاءته في عروض مسرح الدمى أكثر شدة لكل مستويات الحركة المشهدي، فلابد للإضاءة أن تتبع الممثل في كل حركاته، وفي بعض الحالات يعمد مصمم الإضاءة إلى أسلوب بدء حوار الممثل للحظات في الظلام قبل أن تضاء بقعة الأداء كوسيلة لشد وجذب المتلقي (الطفل) وتهيئته للمشهد اللاحق، تنمي مهاراته العقلية، وتجعله أكثر قابلية للتصديق، كأنما تخاطب عقله ووجدانه وتحريك مشاعره وتساعده على التواصلية، في تبني الأفكار الإيجابية، من أجل الارتقاء بمستوى الطفل، وتوضع هذه المعادلة ضمن أهداف مسرح الطفل،
المؤثرات البصرية والسمعية:
تعد المؤثرات البصرية في العرض المسرحي للأطفال هي لغة منطوقة، والأصوات الموازية للغة (السعال، والصرخات، والتأوهات)، وأصوات تنتجها الحركات الجسمانية (المشي، والتزحلق، والقفز)، والمؤثرات الصوتية (رعد، وجرس الهاتف، وغلق الأبواب)، والموسيقى (الغناء، أو موسيقى الآلات)، وما يصدر من الأنظمة الآلية (مكيفات الهواء، والتدفئة)نوالصوت الخارج عن البيئة الخارجية (المطر، والطائرات).. وغيرها، وبوساطة هذه الوسائل الحية، والإلكترونية، والميكانيكية يستطيع الفنان المصمم أن ينتج حزمة لا حدود لها من الأصوات لإيصال المعنى وخلق صورا بصريا، وتوحيد نظم العلامات السمعية، والبصرية، واللغوية لتعكس عناصر الجذب المتعددة للجوانب البصرية والفكرية، والاستعداد والتهيئة للتجربة الجمالية في العرض المسرحي.
إن المؤثرات الصوتية تقنية أساسية في إنشاء الوحدة البصرية للمشهد وعنصر فعال تعمل على تصوير الحدث وتحقق تأثيرا مباشرا في تصعيد الفعل الدرامي وخلق المزاج النفسي والاندماج الخيالي والوجداني لكل من الممثل والمصمم والمتلقي ف(الغناء والرقص) يعدان المصدر الأساس للترفيه عند الأطفال فهما يدخلان في منظومة اللعب لديه إذ يترك الطفل لجسده حرية الحركة للتعبير عن مشاعره بالحركات الراقصة التي يؤديها، لاسيما إذا كانت هذه الأغاني متداولة بين الأطفال كالأغاني التراثية والفلكلورية التي تمتاز بقيمة ثقافية وجمالية عالية في أغلب جوانبها، إذ إن توظيفها يخدم أغلب الموضوعات المطروحة في النصوص فضلاً عن تأكيدها روح التعاون الجماعي بين الأطفال من جهة وبينهم وبين الممثلين من جهة أخرى وما يحققه من متعة في تحقيق أهدافها السامية والخيالية المنتجة للصور مع الموقف والتعبير الدرامي لخلق منظومة علامي متوافقة ومنسجمة جماليا وحسيا ليشكل عالما واسعا للتواصل في جذب المتلقي(الطفل) نحو الضربات الموسيقية ويكتسب الموسيقى ومؤثراتها بالتغيير الدائم في الإيقاعات المتنوعة المفعمة بالحركة مع الخيال .
أن المصمم الناجح يستثمر في إنتاج أعماله صورا صوتية عن طريق تشكل الصوت فتخرج من مكبر صوت مسارات متعددة على المسرح لأصوات الطيور والرياح وخرير الماء… وغيرها لكي يشعر المتلقي(الطفل) وكأنه في بيئة (الغابة) لخلق جو يكشف عن الفعل الدرامي فاستعمال المؤثرات كمعادل للعناصر البصرية والسمعية الأخرى يساعد في فهم وربط المشاهد والأفعال والأحداث وعلاقات الشخصيات والتحولات العاطفية في الحضور البصري وهو بذلك يبدع مسرحا يكون فيه المحتوى والمعنى في الحضور البصري والسمعي لتحقيق الجذب والإبهار.
تشترك في توظيف التقنية الرقمية وشاشات السينما والشرائح المصورة للشاشات المتحركة والرسوم المتحركة وأجهزة الإضاءة (الداتاشو) مع المؤثرات الضوئية والصوتية في إنشائية العرض لخلق المكان السينوغراف الذي يعتمد الإبهار إذ يتشاطر العرض المسرحي بين فن المسرح والسينما وبين الجسد الإنساني(الممثل) في إيقاعات بصرية متنوعة في تشكيلاتها الجاذبة للمشاهد وكذلك في استخدام الأزياء والإكسسوار والأقنعة الغريبة للشخصيات الخيالية والإكسسوار مع بهرجة ألوان الماكياج التي لعبت دورا مهما في اسهام عملية تطور خطاب العرض واشتغاله في كل عناصر الجذب البصري للشخصيات المحببة إلى نفس المتلقي(الطفل) في تحقيق فاعلية الجذب والمتعة .
الماكياج والأزياء والإكسسوار :
في مسرح الدمى يشكلون وحدة وظيفية وجمالية متكاملة تظهر بمدى التشخيص والتشويق وإثارة الإحساس لما يؤدي كل من دور فعال في إعطاء الممثل أبعاد الشخصية المسرحية والتعبير عن مكوناتها الداخلية الفاعلة والعاملة على تحقيق الشكل الخارجي للشخصية من خلال وجه الممثل وجسده وإقناع الطفل لأن عملية إقناع الطفل بالشخصية المقدمة على المسرح هي أصعب من إقناع الكبير وهنا تكتسب هذه المنظومة أهمية مضاعفة في عملية التكثيف بحكم الصفات السيكولوجية للطفل وطبيعة قدراته الذهنية والعوامل التي تحرك سلوكه وإثارة الإحساس للمنظومة البصرية التعبيرية وألوانها التي تجذب انتباهه فالماكياج يساعده في الكشف عن الشخصية التي يؤديها في مسرح الطفل لذا لابد أن تكون واضحة فتمثيل شخصية (الشرير) أو(الساحر) مثلاً تتطلب رسم ملامح توحي بالشر، فضلاً عن استعمال الشعر المستعار، والحواجب واللحية وغيرها من ملحقات أو مكملات الماكياج وفي المسرح الحديث استعمل الماكياج للأدوار كافة للدمى لإنتاج صورة بصرية مذهلة جاذبة للمتلقي(الطفل) .
التأثير البصري للشكل الجاذب في مسرح الدمى
– يحقق الشكل الإثارة البصرية المرئية المحفزة بقدرته على توحيد وترتيب وإبراز القيمة الحسية والتعبيرية العناصر البنائية للعمل الفني مما يجعل الطفل يستوعب العرض بسهولة.
ومن العوامل التي لها التأثير الجاذب للشكل البصري:
1–حجم الشكل الحجم الكبير للشكل يجذب انتباه المتلقي أكبر من الحجم الصغير.
2–درجة شدة أو حدة المثير فلون الشكل الساطع يجذب انتباها أكبر من اللون الباهت.
3–التكرار يعمل تكرار الأشكال على تركيز وحشد الانتباه إليها أكثر من الأشكال التي تظهر عرضيا في العرض المسرحي حيث يلعب التكرار الدور الكبير داخل العرض يعيد معادلة الجذب للمتلقي المستثيرة له.
4–التباين والتناقض كلما كان هناك تباين واضح بين المثير وبيئته كان ذلك مدعاة لجذب الانتباه أما التناقض فهو المثير الذي يمكن المتلقي من أدراك الفرق بين الأشكال من خلال انتقال مفاجئ وسريع من حالة إلى عكسها.
5–الحركة المثيرات المتحركة تؤثر في الانتقاء الإدراكي للمتلقي كونه يجذب الانتباه بشكل أكبر من المثيرات الساكنة.
6–التأكيد عنصر أساس من عناصر التكوين والمثير الأقوى والمسيطر يجذب الانتباه أكثر من سواه.
7–الشكل الغريب أو الجديد أو اللامألوف يسترعي انتباه المتلقي أسرع يمعن النظر فيه ليدركه بالتشبيه أو التقريب من الأشكال المألوفة له.
8–تنويع الخطوط في الاختلاف والتغاير والتضاد كلها عناصر جذب تعمل على استثارة المتلقي.
9–آلية الغياب والحضور تعطي استمرارية تعمل على جذب المتلقي.
10–فرضية التقابل داخل العرض المسرحي بتضاد الصراعات وتضاد الكتل والألوان ومقابلاتها كلها تولد عنصر جذب داخل العرض المسرحي.
11–عنصر التكامل في أثناء اشتغاله داخل فضاءات العرض مع عناصر البنى المجاورة له يعمل بوصفه عامل جذب جيداَ أو مؤثر وفعال في تحقيق الرؤية العامة لمتلقي العرض(الطفل).
12–عنصر التناغم والتكامل والانسجام في أثناء اشتغالاها في فضاء العرض مع عناصر البنى المجاورة يعمل على تحقيق عناصر الجذب البصري.
13–فرضية الإيقاع: تعمل تناغم الأشكال والألوان مؤكدة النغمات اللونية والضوئية والتناغم والتجانس والتنظيم للفراغ والتوزيع النسبي للمساحات والخطوط والكثافات اللونية للتكوينات البصرية.
الألوان:
تنتج ألوان المناظر والأزياء والملحقات قيمة جمالية تجمعية تتجاوز كمية الألوان كلما أنفرد كذلك يمكن اختيار الألوان لتعكس الفعل الدرامي المتغير والسياقات المتغيرة والشدة العاطفية المتغيرة ومسار الحكاية من خلال الاهتمام بمعالجة الشكل والكتلة وحركة الإضاءة وإيجاد التجمعات الصحيحة للألوان والمؤشرات الأخرى للعملية التصميمية والإخراجية وبهذه الطريقة يكون له أهمية ديناميكية للتغير الدائم وملاءمته لمختلف الشخصيات والمناظر والمشاهد والحركات والتوترات لإنتاج الدلالات والمعاني والأفعال والحركة الطرازي والماكياج والأقنعة في العرض الحي لتحقيق الإحساس بالشكل البصري وتحقيق الجذب.
وتحقيق أعلى قدر من الموضوعية والواقعية الإبداعية وإن ارتباط معاني الألوان للبيئة أحد مقومات نجاح التصميم وتحقيق أهدافه واللون المناسب لابد من أن يجمع بين أربع مميزات هي:
●أن يكون اللون الذي يختاره المصمم الجيد مبعثا للسعادة والقناعة والإثارة وأن يوفق بين الفكرة والذوق العام .
●أن يحقق اللون الغرض المطلوب في القيمة الجمالية والوظيفية في كل فضاء العرض يعبر عن الفكرة والعملية الإدراكية.
●أن يحقق اللون مبدأ الوحدة في التصميم وهذه الوحدة في كل جزء من أجزاء التصميم للوظيفة الأساسية والتعبيرية والقيم الجمالية المتناغمة في الشكل.
●أن يمتلك اللون القدرة على اجتذاب النظر وإثارة الاهتمام والعلاقات القائمة بينه وبين العناصر.
يخلق صفة وزن اللون شعور بثقل الكتلة فكلما تقاربت الألوان في الدرجة أو القيمة كانت مريحة للعين وقد يحدث أن تتضاءل قيمة الشكل حين يجري وضع لون ينقص من حيوية اللون المجاور له أو يحدث العكس لذا نجد أن القيم الجمالية في التصميم ناتجة من القيم الحيوية الظاهرة للنظم اللونية التي تعمل على المحفزات الإنسانية والانتقال المفاجئ بين الألوان المتباينة يسبب نوعا من الإيقاع السريع ويعطى إيماءات بالحركة مما يحدث الأثر والاستجابة للمتلقي (الطفل).
