كنتِ تمشين على حافةِ الضوء
ثوبكِ الأبيض يلمعُ كالندى
وعيناكِ بحرٌ من أسرار
تلمعُ في قاعهِ نجمةٌ
خطواتُكِ على الرصيف
كأنها نغمات أغنية قديمة
تسري بينَ الحجارة
لتُذيب الزمن في لحظةٍ حالمة
أصابعكِ تنسج الهواء
كأنها ريح تمر على أوتارِ قيثارة
وتُحيي ذكريات
كانتْ نائمة في زوايا القلب المغترب
المرايا تعكسُ وجهكِ
لكنها لا تعكس الوقت
فأنتِ هنا، في كلِّ مكان
وكلُّ المكان يصيرُ وطنًا حيث تكونين
الشجرةُ العتيقة
التي تئنُّ تحتَ ثقلِ السنوات
تنحني لكِ
تسقط أوراقَها كدموع
تنتظرُ أن تلمسها يداكِ
فتعودُ إليها الحياة
وفي لحظةِ اللقاء
يذوبُ الزمن
ويصيرُ المكان مسرحًا
لرقصةٍ لا تُرى
رقصة من نور و ضحكات
