شهور قليلة وتبدأ الانتخابات البرلمانية في مصر بغرفتيها مجلس الشيوخ ومجلس النواب، ولذا بدأ من الآن الكثير من أعضاء هذين المجلسين الانتشار في دوائرهم، والذين منهم من لم يزرها منذ انتخابه قبل خمس سنوات منذ نجاحه وحصوله على العضوية وبهاء الحصانة، ومنهم من لم تطأ قدمه دائرته إلا قليلًا، وهناك من ألغى خط هاتفه واستبدله بآخر حتى لا يصاب بصداع طلبات أهل دائرته. ولكن الحقيقة أن هناك منهم من تيقن بذكائه أنه لا مفر من نجاحه مرة أخرى إلا بالتواجد وسط ناسه ومن ساندوه في الانتخابات، والتواصل مع أهل الدائرة وكان في خدمتهم سواء بشخصه أو من ينوب عنه، وهم قليلون.
ومع هؤلاء الأعضاء الحاليين سار على الخط الآن من يتوسم في نفسه ويحلم أن يجلس على مقعد النائب في المجلس ولو لمرة واحدة في عمره، وهناك من سبق له الترشح أكثر من مرة ولم ينل حظ الفوز، وللأسف هناك من كان في منصبه وتم عزله لعدم الصلاحية وأصبح كارتًا مستهلكًا ويريد أن يعود للأضواء مرة أخرى، ولا يعلم أن المواطن غير راضٍ عنه ووضعه في دائرة المقاطعة لأنه تجاهله عندما كان على كرسي المنصب، وهؤلاء جميعًا تشاهدهم في الأفراح يباركون وفي الأتراح يواسون وفي مناسبات الطهور يمنحون الهدايا ويظهرون الابتسامات للمواطنين بمناسبة وبغير مناسبة، ومن معسول الكلام يوزعون على الناس ويتمسحون بهم كالقطط ويخضعون بالقول وينشرون الوعود الوهمية ويستخدمون العبارات الرنانة والآيات القرآنية والأحاديث الدينية في خطبهم لدغدغة المشاعر، وعندما يلتقون بأي مواطن ليس على ألسنتهم إلا “أنت سيدي وتاج رأسي”، وكله بهدف نيل ثقة المواطن حتى يمنحهم صوته.
ولذا على كافة المواطنين أن يراعوا الله ولا يمنحوا أصواتهم في انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب القادمين إلا للأعضاء الذين بحق كانوا في خدمتهم طوال فترة العضوية ولم يتخلوا عنهم وعن تلبية احتياجاتهم، وليلفظوا كل من تخلى عنهم بعد نجاحه في الدورة الحالية، وأيضًا عليهم منح أصواتهم لمن كان في خدمتهم على مدار السنوات الماضية وليس لمن كان عضوًا في أي من المجلسين، وذلك بعد التأكد من سيرته الحسنة وتطابق أقواله مع أفعاله، ونتذكر جميعًا أن صوتنا أمانة سوف نحاسب عليه أمام الله حين لقائه